وجهاء عشائر عربية في قامشلي: لا خلافات مجتمعية لكن على المكونات درء الفتن

قامشلي – نورث برس

يقول وجهاء عشائر عربية في الجزيرة، شمال شرقي سوريا، إن منطقتي حسكة وقامشلي لا تشهدان خلافات بين العشائر العربية والكردية لكن يجب على ممثلي المكونات “درء الفتن” خشية تأزم الوضع.

ومنذ أكثر من شهر مضى، ساد المدينتين توتر أمني بين قوات الحكومة وقوى الأمن الداخلي على خلفية اعتقالات متبادلة واستهداف حواجز للأسايش من قبل مسلحي “الدفاع الوطني” الموالي للحكومة.

واتهم مسؤولون في الإدارة الذاتية وسياسيون في المنطقة، خلال الأيام القليلة الماضية، مسؤولي الحكومة السورية وعلى رأسهم محافظ حسكة بالسعي “لإشعال فتنة كردية-عربية في الجزيرة.”

“تعايش  وجيرة”

ويفرض الواقع القبلي نفسه بقوة في منطقة الجزيرة، إذ تعتبر العشائر البنية الرئيسة في تشكيل المجتمعات المنتشرة بين الحدود التركية شمالًا والعراقية جنوباً.

واعتبر شيخ عشيرة عربية في الجزيرة السورية العلاقات الكردية-العربية “علاقات متماسكة وقوية مبنية على أسس التعايش والجيرة والمصاهرة ولا يمكن نسفها بسهولة.”

وقال عبدالرحمن الرشيد، وهو شيخ عشيرة الجوالة أكبر عشائر قبيلة طي العربية، إن “هناك أبواقاً لها مصلحة في تأجيج صراع عشائري، ولكن العشائر لا تقبل بخلق أي نوع من الفتنة.”

ويتركز تواجد قبيلة طي في مدينة قامشلي وريفيها الشرقي والجنوبي، وتعد أحدى أكبر العشائر العربية في الجزيرة وتنقسم إلى 20 فخذاً عشائرياً.

وأشار عبدالرحمن الرشيد إلى أن “هناك جهات تحاول جرّ أبناء العشائر والقبائل العربية إلى فتح صراع كبير من خلال استغلال عواطفهم وبساطتهم وحسن نيتهم.”

وأضاف في اتصالٍ مع نورث برس: “لا بد أن أشخاصاً قليلين انخرطوا في هذا الأمر، وهم يتبعون مصالحهم الخاصة ولا يمثلون عشائرهم.”

“المحافظ طلب التظاهر”

وكان غسان خليل محافظ حسكة، قد دعا أول أمس السبت، شيوخ ووجهاء عشائر عربية موالية للحكومة إلى اجتماعٍ بحضور رؤساء أجهزة أمنية وقائد الشرطة في حسكة.

ويعد “خليل” أحد الضباط المشرفين على عمليات القمع في الحرب السورية، وفق تقريرٍ أوردته منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية في العام 2011.

وكشف مصدر عشائري حضر الاجتماع، لنورث برس، مشترطاً عدم نشر هويته، إن “خليل” طلب منهم بالتظاهر ضد قوات سوريا الديمقراطية التي كان يسميها “القوات الكردية.”

وتضم قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكلت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، كيانات عسكرية كردية وعربية وسريانية مدعومة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

 ويشكل المقاتلون العرب أكثر من النصف فيها، بحسب تقرير للبنتاغون نُشر في العام 2017.

وشهدت مدينة حسكة، أمس الأحد، تبادلاً لإطلاق نار بين قوات الحكومة السورية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات الحكومة وإصابة ثلاثة آخرين.

وبثت وسائل إعلام رسمية ومقربة من حكومة دمشق، وحتى أخرى معارضة، الأحداث على أنها انتفاضة عشائرية عربية ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

وحمّلَ بيان صدر عن القيادة العامة للأسايش، يوم أمس الأحد، المسؤولين في الحكومة السورية بمدينة حسكة مسؤولية التوترات التي تحصل في المنطقة مؤخراً.”

وذكرت الأسايش في بيانها، الأحد، أن مجموعات “الدفاع الوطني” التابعة للحكومة تستمر بمحاولة “زرع فتنة بين مكونات المنطقة.”

“لا خلافات مجتمعية”

ويرى حسن العساف، وهو حقوقي ووجيه عشائري في مدينة قامشلي، أن “العشائر العربية ليست طرفاً في التوتر الحالي في حسكة وقامشلي وكذلك العشائر والتيارات الكردية.”

وقال في اتصالٍ مع نورث برس: “لا يوجد أيّ خلاف بين أطياف المجتمع السوري في الجزيرة، والأحداث الأخيرة هي صراع بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية.”

ودعا “العساف”، المختص في القانون الدولي، المسؤولين في الطرفين إلى “حقن الدماء ودرء الفتن في وقتٍ تحتل فيه تركيا أجزاءً من الأراضي السورية.”

ورأى أن “أي صدامٍ مسلح سيجلب ويلات على المنطقة، ولن يستفيد منها سوى تركيا ودول أخرى تعمل على تمرير أجنداتها السياسية.”

وأشار إلى أن “من واجب ممثلي مجتمعات الجزيرة التدخل ولعب دور الوسيط لإنهاء حالة التوتر قبل تطور وتأزم الوضع أكثر فأكثر.”

إعداد: هوكر العبدو – تحرير: حكيم أحمد