الرقة – نورث برس
تؤثر الروائح والأدخنة المنبعثة من معامل ومنشآت صناعية في منطقة الصالحية بريف الرقة، شمالي سوريا، على سكان قالوا إنها تضر صحة أطفالهم وتنعكس سلباً على الأشجار والمزروعات القريبة.
وتشتهر منطقة الصالحية، 10 كم شمال غرب مدينة الرقة، بكثرة المعامل والمنشآت الصناعية فيها وذلك لقربها من المدينة ولوقوعها على طريقي الرقة -تل أبيض والرقة- كوباني.
وتنتشر فيها مزارع خاصة تعود ملكيتها لعائلات من المنطقة، وأصبحت بعضها مأوى لنازحين من مناطق سورية مختلفة.
وتضم الرقة حالياً 113 معملاً ومنشأة صناعية 33، منها متوزعة في الصالحية والمناطق المجاورة لها، بحسب مكتب الصناعة في مجلس الرقة المدني.
تضرر السكان والأشجار
وقالت تركية الخالد (34 عاماً)، وهي نازحة من ريف حمص الشرقي وتسكن في مزرعة خاصة في الصالحية، إن الغبار والدخان الناتج عن المعامل سبب لها ولأطفالها مشاكل صحية في الجهاز التنفسي مثل صعوبة التنفس والحساسية.
وأشارت إلى أن الغبار يتراكم بشكل يومي على أثاث المنزل والألبسة، “أضطر إلى تنظيفه لأكثر من مرة خلال اليوم الواحد.”
وتسبب الغبار المنبعث من منشآت صناعية بحرمان “الخالد” من أشجار الزيتون والرمان، “حتى أوراق الأشجار تيبّست.”
وحاولت النازحة عدة مرات خلال العام الجاري زراعة الخضار الشتوية، “لكنها كانت تذبل مباشرة بعد تراكم الغبار فوقها.”
وفي العاشر من الشهر الجاري، علق مكتب الصناعة التابع للجنة الاقتصاد في مجلس الرقة المدني معملاً للجص في منطقة الصالحية، بسبب ازياد شكاوي السكان.
ويضطر أحمد السعود (45 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة يعمل في العناية بمزرعة قريبة، بين الحين والآخر إلى غسل الأشجار في المزرعة بسبب الأتربة العالقة على أغصانها.
وقال “السعود” إن هذا الواقع يدفعه للتفكير في ترك المزرعة والرحيل إلى مكان آخر، لولا أنها مصدر رزقه الوحيد.
مشروع موقع جديد
وتلقى مكتب الصناعة في مجلس الرقة المدني في الآونة الأخيرة العديد من الشكاوى حول الأضرار التي تسببت بها المعامل والمنشآت الصناعية في الصالحية.
وقال نزال الحمد، رئيس مكتب الصناعة التابع للجنة الاقتصاد في مجلس الرقة المدني، في تصريح لنورث برس: “لم نستطع البت بقرار إغلاق كامل لأي منشأة صناعية في الصالحية حتى الآن، رغم كل الشكاوى المقدمة.”
وأضاف أن قرار إغلاق أي معمل أو منشآه صناعية في الرقة له منعكسات على حياة عائلات مستفيدة من هذه المعامل.
ويؤمن المعمل الواحد حوالي 30 فرصة عمل في مجالات الصناعات الغذائية ومواد البناء والتعدين، بحسب مكتب الصناعة في مجلس الرقة المدني.
ويعد الحصول على موافقة مكتبي البيئة والصحة من الشروط الأساسية لمنح مكتب الصناعة الرخصة الرسمية لأي معمل أو منشأة صناعية في الرقة.
وأشار “الحمد” إلى أنه في الفترة الأولى التي حصلت فيها المعامل والمنشآت الصناعية في الصالحية على ترخيص رسمي من مكتب الصناعة “تأكدنا من خلال الزيارات ميدانياً من صلاحية تلك المنشآت بيئياً وصحياً ومن عدم إلحاقها أضراراً بالجوار.”
ولكن تطور عمل بعض المنشآت الصناعية والمعامل في الصالحية بعد انطلاق عملها أدى إلى “انعكاسات سلبية”، بحسب “الحمد”.
وبحسب مكتب الصناعة، فإنه من المقرر أن يقوم وبالتنسيق مع لجنة الإدارة المحلية والبلديات في الرقة بنقل كامل المعامل والمنشآت الصناعية من منطقة الصالحية إلى منطقة شنينة، 10 كم شمال شرقي مدينة الرقة.
ولم يحدد “الحمد” متى سيتم تنفيذ قرار نقل المعامل والمنشآت الصناعية، لكنه قال إن اختيار المنطقة جاء لأنها خالية من السكان.