محلل سياسي: صراعات وهمية بين المنصات خاصة آستانا لتعظيم منافع الدول الراعية

قامشلي – نورث برس

قال محلل سياسي، السبت، إن ما نشهده من صراعات وهمية بين المنصات جميعها، خاصة ثلاثي أستانا، “ليست سوى حالة من إثبات الحضور، سعياً لتعظيم المنافع للدول الراعية.”

واختتمت جولة اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف أعمالها أمس الجمعة، دون أن تحقق أي تقدم يذكر، ووصفها المبعوث الأممي غير بيدرسن بـ”المخيبة للآمال”.

وقال عبد الكريم محمد وهو محلل سياسي، لنورث برس، “ثمة أشياء كثيرة تثير الريبة حينا والاستغراب أحياناً، عندما نسمع الكثير من اللغط والتعليقات حول القضية السورية.”

وأشار إلى أن “الأمم المتحدة واللجان المنبثقة عنها كاللجنة الدستورية وجدت لتكون مظلة وهمية لإدارة الأزمة تارة، وملء الفراغ تارة أخرى.”

وأضاف “محمد”: إنها “وسيلة تافهة لشرعنة كافة القوى الإقليمية والدولية على الأرض السورية، “لديمومة عملية النهب المنظم للثروات السورية.”

ووصف اجتماعات اللجنة الدستورية بأنها “اجتماعات الكرنفالية، تأتي في سياق الحفاظ على الميليشيات المسلحة المجرمة، وفي المقدمة منها عصابات النظام الطائفية المدعومة من إيران.”

وأعرب عن اعتقاده بأن تلك الاجتماعات، “ذريعة لديمومة الصراع على الأرض السورية، بموازاة (داعش) و(النصرة) وبعض الأطراف المرتبطة بدول الإقليم.”

ورأى المحلل السياسي، أنهم “جميعاً يخدمون مصالح هذه الدول على الأرض السورية، والإبقاء على سوريا ساحة مفتوحة للصراع، لتكون متنفساً بعد أن اتخذ القرار بتضييق حجم الصراعات في العراق والصومال وأفغانستان.”

وقال إن كل “الدول المتواجدة على الأرض السورية، تعبر عن مظاهر احتلالية، في ظل غياب المشروع الوطني الديموقراطي السوري، وأن وجودها جاء بقرار مسبق للقيادة الدولية.”

وأشار إلى أن “حضور الثلاثي الفرنسي، البريطاني والأميركي في داريا بدمشق للعزاء بغياث مطر الناشط السياسي السوري، إضافة لذهاب السفير الأميركي لمدينة حماة، كان إيذاناً لنظام الأسد للشروع بتدمير سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب.”

وقال “محمد” إن “الدساتير والنظم الديمقراطية المتحضرة، ممنوعة على دول العالم الثالث خاصة الدول العربية والإسلامية.”

وشدد على أن ما يجري العمل عليه محاولة للشروع بالحرب الأهلية في سوريا، ومن ثم التجاهل من قبل القيادة الدولية لكل القرارات والوعود والصياغات، “لتزاوج ما بين دستور بريمر في العراق ووثيقة الطائف اللبنانية.”

وسيستمر التقاسم الوظيفي بين دول الإقليم والقيادة الدولية، ممثلة بالولايات المتحدة الأميركية، كل حسب دوره وحجمه لا أكثر، بحسب المحلل السياسي.

وأضاف أن “الانتصارات الوهمية على الأرض لهذا الطرف أو ذاك، ما هي إلا مزيد من النزف والعبث بالطاقات المجتمعية للشعب السوري بكل مكوناته.”

بدوره، قال كريم الدين فطوم، عضو قيادي في حزب البعث العربي الديمقراطي، لنورث برس، أن فشل الجولة الخامسة، “هو لعبة النظام في تمرير الوقت وإطالة مدة الوصول لأول مواد مجدولة بالدستور.”

وأشار إلى أن “ورقة وفد النظام (عناصر أسياسية في سياق الإعداد للمبادئ الدستورية) هي كلام على الورق ليس إلا.”

وطالب اللجنة أن “تتخذ موقفاً مختلفاً بقرار مستقل دون أي إملاءات أو هيمنة للخروج من حالة الاستهتار والمطمطة لزمن دورات الاجتماعات.”

وأضاف أن انتخابات رئاسة الجمهورية ستمر، “وهذه المرة بغطاء دولي على رأسه أميركا، ويصبح الأسد أكثر شرعية لتمرير صفقة القرن والسلام مع الصهاينة، فالتطبيع السري يصبح علني.”

واعتبر “فطوم” أن الشرعية ليست المشكلة، “المشكلة المفاوضات والدستورية، ولكن لا وجود لضغط دولي جاد على النظام، ولا قرار لحل المعضلة السورية، ولا اتفاق على الحل وصيغته وأسلوب الوصول إليه.”

إعداد: إحسان الخالد ـ  تحرير: معاذ  الحمد