كلاب شاردة في قامشلي تثير مخاوف سكان ولا حلول واضحة
قامشلي – نورث برس
عادت ظاهرة الكلاب الشاردة لأحياء مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، متسببة بإزعاج ومخاوف للسكان، دون أي حلول واضحة من بلدية الشعب في المدينة.
وتسببت كلاب شاردة تجتمع في حيي العنترية وقناة السويس وأحياء أخرى في المدينة مخاوف للسكان، لا سيما لطلاب ونساء يخرجون باكراً نحو المدارس أو لإحضار الخبز.
ويجتمع ما يقارب الـ20 كلباً شارداً بالقرب من الجسر بين الحيين وفي شوارع وساحاتٍ قريبة من المنازل.
“إزعاج للسكان”
وقالت إيلان عمر (16 عاماً)، وهي طالبة في المرحلة الثانوية من سكان حي العنترية، إنها تشعر بالخوف صباحاً عند توجهها إلى المدرسة بسبب وجود “عدد كبير” من الكلاب الشاردة في الحي.
وتعود “إيلان” إلى المنزل مساءً، لأنها تتلقى دروساً خاصة بعد دوام مدرستها للتحضير للشهادة الثانوية، لتصادف المشهد نفسه خلال سيرها من الشارع العام نحو منزلها.
وأضافت أن أصوات الكلاب المجتمعة في الحي خلال ساعات الليل تمنعها من الدراسة وتسبب “إزعاجاً كبيراً.”
وتفضّل الطالبة أن يكون للكلاب الشاردة مأوى بعيداً عن المنازل السكنية لتجنب إزعاجها ومخاطر نقلها للأمراض.
كما ويمكن رؤية الكلاب الشاردة بكثرة في أحياء الآشورية والأربوية والسياحي وغيرها.
ويقول سكان في المدينة إن عدم مجيء سيارة ترحيل القمامة في بعض الأيام يجعل الكلاب تنبش الأكياس التي توضع أمام أبواب المنازل وتبعثر محتوياتها في الشارع.
لكن بلدية قامشلي رفضت التحدث عن الأمر بحجة عدم رغبتها “بإثارة جدل حول الموضوع.”
“مخاطر وأمراض”
وتأتي هذه المخاوف في وقت لم تسجل فيه مشافي المدينة أي إصابات “بعضِّ كلابٍ” خلال هذا الشهر، بحسب أطباء ومشاف في المدينة.
وفي الصيف الماضي، كانت حالات “عضِّ الكلاب” تذهب للمشافي بشكل شبه يومي، بحسب تصريح سابق لعمر العاكوب، مدير المشفى الوطني في مدينة قامشلي.
ويشدد أطباء أن على الإنسان أن يراجع أقرب مركز صحي وبشكل سريع في حال تعرض لعضة كلب وعليه أن يفترض أن الكلب مصابٌ بالسعار.
وتشمل الإسعافات الأولية تعقيم مكان العضّ ومراجعة أقرب مركز صحي بأسرع وقت ممكن للحصول على مصل مضاد لداء الكلب، إذ يمكن ألا تظهر الأعراض في اليوم الأول.
“أكياس القمامة”
وقال عماد خلف، وهو طبيب بيطري ومدير منظمة “لاور” لحماية الحيوان، إن وضع أكياس القمامة أمام المنازل ليلاً لتبقى حتى صباح اليوم التالي هو السبب الأبرز لتواجد الكلاب الشاردة داخل الأحياء.
وأضاف أنهم حذروا منذ عامين من هذه الظاهرة، “عندما يرى الحيوان تكرر عادة رمي النفايات سيعتبر أن هذه المنطقة مناسبة لتواجده ومعيشته وسيتكاثر فيها مستقبلاً.”
ومنذ عامين، تأسست في قامشلي منظمة “لاور” لحماية الحيوان، وتعتبر أول تجربة لحماية الحيوانات غير المنتجة كالقطط والكلاب.
وقال “خلف” إن نشر ثقافة الرفق بالحيوان هو تأسيس للإنسانية تجاه كائنات أخرى بريئة.
وتطالب المنظمة بتأسيس محمية على أطراف قامشلي تضم جميع الكلاب الشاردة في المدينة، لحمايتها من “قرارات قاسية وغير إنسانية بحقها.”
“مشروع مؤجل”
وأشار “خلف” إلى إهمال مؤسسات ومنظمات لها مسؤولية من جهة الحلول، “نستطيع كمنظمة أن نضبط هذه الظاهرة بنسبة 20%، ولكن من المفروض أن تقوم السلطات بحل هذه المشكلة بشكل فعلي.”
وبحسب المنظمة، فإن لجنة البيئة في بلدية قامشلي تواصلت معها لدراسة مشروع ملجأ إيواء للحيوانات الشاردة “يتم فيه تحديد النسل لهذه الحيوانات، ومنها الكلاب، بطرق إنسانية غير جراحية.”
لكن بلدية قامشلي كشفت عن أن أعمال الملجأ مؤجلة حالياً.