نازحو عفرين بريف حلب الشمالي يواجهون شتاء قاسياً وسط استمرار حصار الحواجز الحكومية

ريف حلب الشمالي- نورث برس

ما زالت الحواجز الأمنية التابعة للحكومة السورية بالقرب من مدينة منبج، شمالي سوريا، تمنع منذ أكثر من شهر دخول المحروقات والمواد التموينية المخصصة لمخيمات ونازحي منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.

وتفرض الحكومة السورية حصاراً على نازحي منطقة عفرين، وسط تحذيرات من الإدارة الذاتية في ريف حلب الشمالي من وقوع كارثة إنسانية، في ظل ما تشهده المنطقة من موجة صقيع وانخفاض درجات الحرارة.

والأسبوع الماضي، انخفضت درجات الحرارة في ريف حلب الشمالي إلى ما دون 4 درجات تحت الصفر، رافقتها هطول الأمطار وموجة صقيع.

ويتوزع قسم نازحو عفرين في خمس مخيمات (برخدان والعودة وعفرين والشهباء وسردم)، بينما يتوزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

وقالت مقبولة إبراهيم (43عاماً) وهي نازحة من مدينة عفرين، وتسكن في مخيم سردم، إنها لا تستطيع إشعال المدفأة بشكل متواصل بالرغم من اشتداد البرد، “أحاول تقنين إشعال المدفأة والغاز خوفاً أن تنفد الكمية.”

ونفذت الدفعة الأولى من المازوت لدى أغلب نازحي عفرين وسكان منطقة ريف حلب الشمالي، وكان من المقرر أن توزع الدفعة الثانية عليهم قبل نحو شهر، لكن حصار المنطقة حال دون ذلك.

وأشارت النازحة إلى صعوبات تواجه العائلات في المخيمات، “خيمنا مهترئة والجو بارد جداً ولا نستطيع إشعال النيران لإعداد الطعام خوفاً أن تحترق الخيم، ما هذا الحال؟ نحن نعيش وكأننا في عداد الموتى.”

ولجأت “إبراهيم” لسد الفتحات في خيمتها بألبسة مهترئة وبطانيات، “ولكنها لا تجدي نفعاً، فالبرد يزداد أكثر في الصباح والليل.”

ويتساءل محمد بكر(52 عاماً) وهو نازح من منطقة عفرين ويسكن في مخيم سردم عن سبب الذي يدفع الحكومة السورية لفرض الحصار عليهم، “نحن سوريون، لماذا يمنعون دخول المواد الأساسية التي نحتاجها.”

لكن محمد موسى، الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا، قال لنورث، أمس الخميس، إن “الطرفان التركي والسوري يتبادلان الأدوار باستهداف الإدارة الذاتية برعاية روسية.”

ويتزامن الحصار الحكومي على نازحي عفرين، مع قصف شبه يومي للقوات التركية وفصائل المعارضة لريف حلب الشمالي، كان آخرها فقدان أربعة مدنيين، بينهم امرأة من عفرين وطفل لحياتهم إثر قصف استهداف بلدة تل رفعت، السبت الماضي.

وناشد “بكر”، المنظمات الدولية لمساعدتهم والتدخل لفك الحصار عن المنطقة، “لا أدوية ولا مازوت ولا نستطيع استخدام وسائل التدفئة البديلة داخل الخيم، ستزداد الأمراض في حال استمر الحصار.”

 إعداد: دجلة خليل- تحرير: سوزدار محمد