هولنديون يتجهزون لإنتاج فيلم بعنوان “رثاء” يحكي مأساة عائلة سورية

قامشلي ـ نورث برس

“رثاء” هو اسم الفيلم الذي اختاره مجموعة من الهولنديين لإنتاجه. وتدور قصته حول مأساة تعرض لها طفل سوري تسببت بـ”انتحاره”.

ويتناول الفيلم قصة الطفل السوري علي الغزاوي، الذي أنهى حياته بالانتحار في الصيف الماضي، بعد رفض السلطات الهولندية قبول طلب لجوء عائلته. إذ ينتحر في مركز لطالبي اللجوء في بلدة “خيلزي” جنوب هولندا.

ومرت عائلة الطفل برحلة صعبة حتى وصلت هولندا، والعائلة المنحدرة من درعا غادرت سوريا قبل 9 سنوات، لتمضي 5 سنوات في مخيمات لبنان، ومنها غادرت إلى إسبانيا لتحصل على تصريح إقامة.

وانتهى المطاف بالعائلة في معاناة جديدة في مدينة مورسيا الإسبانية، مسكن يشابه لحد ما الخيمة غرفة لا يوجد فيها حتى نافذة، قال عنها والد الطفل “من المستحيل أن تقيم فيه عائلة مكونة من ثمانية أفراد.”

ولم يكن أمام العائلة سوى البحث عن بلد آخر، فقرروا اللجوء إلى هولندا، حيث فشلت محاولتهم الأولى، لأن لديهم تصريح إقامة في إسبانيا، التي غادروها إلى هولندا وعلموا هناك بذلك.

وعادت العائلة إلى إسبانيا، حيث أبلغتهم السلطات أن تصريح إقامتهم لم يعد ساريا ويجب أن يتوجهوا إلى هولندا.

وقصة عائلة الغزاوي “المحزنة” هي قصة من آلاف قصص العائلات السورية عاشت ذات الظروف.

ولم تكن محاولة الانتحار التي أودت بحياة الطفل “علي” الأولى من نوعها، ففي عام 2019، أقدم على الانتحار حيث أنقذه والده وتبع ذلك محادثات مع أطباء في رعاية الصحة النفسية.

ووفق موقع “لأجل الفن” كان وضع الصبي النفسي يزداد سوءاً، إلى أن قرر الانتحار في مركز اللجوء بهولندا، ليتسبب بصدمة وحزن لعائلته.

وكتبت فاطمة شقيقة علي ذات الـ(13 عاماً)، رسالة مؤثرة عن قصة عائلتها وصلت الفنانة الهولندية “كلوديت فان دي راكت” التي تأثرت بشدة بعد قراءتها مضمون الرسالة.

ووفقا للموقع فإن الفنانة الهولندية، وهي زميلة فاطمة في العمل الفني، تنتمي إلى مؤسسة “فرولكهايد”، التي تجمع الفنانين والمقيمين من طالبي اللجوء للعمل ضمن اختصاصاتهم، ومشاركتهم الأنشطة الفنية.

وتشارك كلوديت أيضاً في مؤسسة “Cultuurkantine” التي تربط الأطفال المعرضين للخطر مع الفنانين، في مشروع “رفاق الفن”.

وبحسب الفنانة الهولندية كانت رسالة الفتاة بسيطة جداً ومؤثرة، رسمت الطفلة فيها كيف عاشت عائلتها لسنوات بين الأمل والخيبة، وكيف عاشت في الأحلام لتصل لمستقبل مجهول.

وأنهت فاطمة قصتها بأمنية قالت فيها إنها “تود أن يعرف الجميع قصة عائلتها، وكنت أرغب في تحقيق هذه الأمنية. ولكن كيف؟.”

وأولى ردات الفعل كانت من المخرج “ألكسندر موست” الذي أعرب عن استعداده لتحويل هذه القصة لفيلم، في سعي لتحقيق حلم العائلة، بعد اتصال هاتفي بينه وبين الفنانة.

وبدأ بالفعل فنانون من منظمة “فرولكهايد”، بإنجاز مشروع خاص في مركز إيواء اللاجئين في “خلزي” مع المقيمين داخل المركز بمن فيهم عائلة فاطمة.

ونقل الموقع عن الفنانة كلوديت، أنه تم تصميم منزل مستوحى من روح علي، وذلك تخليداً لذكراه. والمبني على  شكل ماسة، بسقف زجاجي يمكن من خلاله رؤية النجوم.

وقالت الفنانة أيضاً، إن الأطفال بإمكانهم اللعب في المنزل داخل مركز اللجوء، عندما يصبح المنزل جاهزاً. حيث “يمكنهم الرقص وتأليف الموسيقا، والرسم، والكتابة، أو النظر إلى النجوم من خلال السقف الزجاجي، كما أراد علي.”

وأضافت: “الفيلم سيكون مليئاً بالأمل والثقة والنور”. وأشارت إلى أنه سيعرض لأول مرة في آذار/ مارس المقبل، خلال ليلة الثقافة في مدينة “بريدا”، ولاحقاً سيتم عرضه في المهرجانات.

وسيتم إنتاج الفيلم دون دعم من أي شركة، وإنما من خلال تبرعات الناس الذين يرغبون بتمويل المشروع.

وسيتم جمع التبرعات عبر رابط موقع لأجل الفن الذي كُتب فيه أن “الفيلم سيروي أكثر من مجرد قصة مؤثرة عن صبي استسلم لليأس وانتحر.”

وتمكن القائمون على المشروع من جمع أكثر من 7 آلاف يورو لإنتاج الفيلم بحسب الموقع.

وكانت جثة الطفل علي في هولندا، حيث تكفلت الحكومة الهولندية بأجور الدفن وكذلك العلاج النفسي الذي قُدّم له، فيما لم تغير من قرارها بشأن طلب اللجوء الخاص الذي تقدمت به العائلة إلى هولندا.

إعداد: سلام حسن ـ تحرير: معاذ الحمد