إتاوات للحواجز الحكومية تعرقل حركة التجارة والبناء داخل حي الشيخ مقصود بحلب

حلب – نورث برس

يقول أصحاب مهن يعملون في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، شمالي سوريا، إن الضرائب التي تفرضها الحواجز الحكومية على البضائع الداخلة إلى الحي أو الخارجة منه، تعيق عملهم وتتسبب لهم بخسائر، كما أنهم تعرقل إعادة تأهيل المنازل المتضررة بسبب فرض رسوم على مواد البناء.

ويربط حي الشيخ مقصود، الذي تديره إدارة مدنية مقربة من الإدارة الذاتية تعمل على تأمين احتياجات السكان الأساسية، مع الأحياء الأخرى في حلب ثلاثة حواجز للقوات الحكومية هي الأشرفية والسكة ومغسلة الجزيرة.

وقال أيمن ديب (33 عاماً)، وهو من سكان حي الجابرية بمدينة حلب وصاحب ورشة تصنيع ألبسة في الشيخ مقصود، إن الحواجز الحكومية تعرقل حركة الأعمال في الحي، “فالبضائع الداخلة والخارجة تخضع لعمليات ترسيم وتعامل وكأنها بضائع مهربة وأجنبية المصدر.”

وأشار إلى أنه افتتح ورشته في الشيخ مقصود بفضل التسهيلات المتاحة ضمن الحي بخصوص الإيجارات والضرائب، إلى جانب توفر الخبرات وكهرباء الأمبيرات.

وأضاف: “لكن إدخال البضائع والمواد أولية وإخراج الإنتاج للتسويق مشكلة ترهقنا وتسبب لنا بخسائر مالية.”

ووفقاً لأصحاب مهن في الشيخ مقصود، فإن إيجارات المحال لا تتعدى مليون ليرة سنوياً، بينما تصل في أحياء أخرى إلى مليوني ليرة سورية إلى جانب مبالغ أخرى تفرضها دوريات للبلدية والجمارك والفروع الأمنية التابعة للحكومة السورية.

 وتسكن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية حوالي 22 ألف عائلة  تضم ما يقارب 80 ألف شخص، بحسب تصريح سابق لرئيس لجنة العلاقات لمجلس سوريا الديمقراطية بدران حمو.

وتضمُّ تلك الأحياء عائلات عربية ومسيحية، إلى جانب غالبية سكانها من الكرد الذين يتحدّر معظمهم من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.

وقرر سمير سكاف (55 عاماً)، وهو أحد سكان الشيخ مقصود، ترميم منزله الذي  تعرض لتخريب وتدمير إثر القصف العنيف الذي شهده الحي عام 2012 من قبل فصائل المعارضة المسلحة.

ولم يتمكن من تأهيل منزله بشكل كامل حتى الآن، “فالحواجز الحكومية تفرض مبالغ مالية مقابل إدخال مواد البناء إلى الحي.”

وأشار “سكاف”، الذي يسكن حالياً في حي الحمدانية، إلى أن فرض المبالغ “وعمليات المسائلة التي أخضع لها مع دخولي للحي دفعتني لصرف النظر عن عملية الترميم.”

واتهم الحكومة بعرقة حركة العمران في الحي، “الحكومة تنادي بإعادة الاعمار وهي نفسها تعرقل ذلك.”

وقال موسى منصور (44 عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة في مدينة حلب، إن توصيل الركاب إلى الشيخ مقصود هو “أشبه بالانتقال من دولة إلى دولة.”

وأضاف أن الذهاب إلى الحي “يعني الانتظار في طابور بينما يقوم الحاجز بتدقيق هويات الركاب وتقوم بتفتيش دقيق للسيارة وكأنك تعبر الحدود باتجاه دولة ما.”

وأشار السائق إلى أن عمليات التدقيق وطوابير السيارات “تدفعني كما باقي السائقين للتهرب من نقل سكان الحي أو نطلب مبالغ إضافية بسبب الانتظار الطويل على المعبر.”

إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد