منبج- نورث برس
تمنع قوات الحكومة السورية عبور سكان من مناطق شرق الفرات من معبر التايهة بمنبج، شمالي سوريا، الذي يفصل مناطق سيطرتها عن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بما فيهم المرضى والطلاب والحالات الإنسانية.
ويعد معبر التايهة، 25 كم غرب مدينة منبج، المعبر الوحيد الذي يربط مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية بمناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، ويقصد المعبر يومياً مئات الأشخاص بغرض العبور من الاتجاهين.
وسيطرت قوات الحكومة السورية على مناطق في تخوم منبج بموجب اتفاق بينها ومجلس منبج العسكري في شباط /فبراير عام 2017، والذي قضى بانتشار للقوات الحكومية من منطقة أبو كهف جنوب غرب مدينة منبج مروراً بمعبر التايهة وانتهاء بمنطقة العريمة شمال غرب المدينة.
ومنذ عام، تسمح القوات الحكومية في المعبر بمرور سكان منطقة منبج فقط، بحسب مصدر مطلع من معبر التايهة.
وأضاف المصدر أن المخابرات الجوية التابعة للحكومة السورية قامت بتغيير العناصر والضباط التابعين لها في المعبر، إضافة لتغيير عناصر الفرقة الرابعة ونقاط التفتيش على الطريق التي تسلكها الحافلات بين منبج وحلب.
وقال أحمد محمد (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لمعلم من مدينة منبج موظف لدى الحكومة السورية، إن تعامل عناصر الحاجز الجدد مع المسافرين تغير كلياً.
وأضاف: “كنا ندفع ألف ليرة سورية عن كل راكب لنتجنب تأخير الحافلة، في مرات قليلة رفض الركاب الدفع فتأخرنا هناك.”
وكل ثلاثة أشهر يذهب “محمد” من منبج إلى مدينة حلب لاستلام راتبه.
وذكر الموظف أن الحاجز يمنع سكان مدن وبلدات شرق الفرات من العبور من منبج باتجاه حلب، ومن الجهة الأخرى يمنع دخول سكان حلب وإدلب ودمشق والداخل السوري من الدخول إلى منبج.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إعادة فتح جميع المعابر مع مناطق شمال شرقي سوريا أمام حركة السكان والبضائع.
وبالإضافة لمعبر التايهة مع مناطق سيطرة الحكومة، يربط معبرا عون الدادات وأم جلود، شمال مدينة منبج، بين مناطق مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة فصائل درع الفرات.
وقالت عبير العيسى (19 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة من مدينة منبج تدرس في جامعة حلب، إن السفر من منبج إلى حلب يحتوي الكثير من المشقات والصعوبات.
وأضافت: “كل الطريق دفع إتاوات لعناصر الحواجز الحكومية، وكل حاجز له تسعيرة خاصة اعتاد عليها سائقو الحافلات الذين يجمعون المبلغ من ركابهم قبل الوصول للحاجز بهدف تجنب التأخير المبلغ المطلوب، “أصبح الأمر من الضروريات كحملنا للبطاقة الشخصية.”
وذكرت “العيسى” حادثة جرت هذا الشهر على حاجز معبر التايهة، “كان معنا في الحافلة مريض قلب من كوباني رفقة زوجته، أخذ العنصر البطاقات الشخصية وبعد انتظار لمدة ساعة تقريباً عاد وأشار بيده إلى الرجل وزوجته ليعودا.”
وعندما حاول الرجل شرح وضعه الصحي وحاجته للوصول إلى طبيبه في حلب، انهال العنصر بالشتائم مهدداً باعتقال المريض مع زوجته إن لم يعودا.