صحفيون وسوريون لا يتوقعون تغييراً جوهرياً في سياسة الولايات المتحدة بخصوص سوريا
دمشق – نورث برس
يعتقد سياسيون وإعلاميون سوريون أن لا تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية الجديدة بخصوص سوريا مع عهد الرئيس الجديد جو بايدن بسبب أهدافها الاستراتيجية، لكنهم يبقون في الوقت نفسه باب الرؤية والتحليل مفتوحاً من جهة تكتيك جديد بخصوص النفوذ الإيراني في سوريا والضغوط على “النظام السوري” لحمله على الانصياع لتطبيق القرار 2254.
ورأى نضال معلوف، وهو رئيس تحرير موقع سيريانيوز ويعيش في الإمارات العربية، أنه يجب النظر إلى سياق الأحداث في سوريا والمنطقة خلال الـ 20 عاماً الماضية على الأقل، لتقدير أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا.
وأضاف لنورث برس: “لم تتغير السياسة الأميركية عندما انتقل الحكم من الديمقراطيين إلى الجمهوريين خلال الأزمة السورية، ولن تتغير كثيراً تجاه سوريا مع سيطرة الديمقراطيين مرة أخرى ووصول بايدن للرئاسة.”
ويعتقد “معلوف” أن التغيير الأساسي قد يقتصر على ما يتعلق بمحاولة بايدن احتواء النفوذ الإيراني في سوريا من خلال التفاوض على أوراق أخرى، من بينها الملف النووي، “وهذا سيمنح الصراع بين أميركا وإيران عمراً إضافياً، ولكنه لن يغير كثيراً في المعادلات على الأرض.”
وقال إبراهيم حاج عبدي، وهو صحفي سوري، إن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن تجاه سوريا لن تختلف كثيراً عن سياسة ترامب فيما يخص أهدافها الاستراتيجية في “القضاء التام على تنظيم داعش، وتقليص النفوذ الإيراني، مع غض النظر أو التنسيق بخصوص الضربات الإسرائيلية المتكررة.”
ومن ضمن هذه الأهداف، كما يرى “حاج عبدي”، “حمل النظام السوري على الرضوخ للعملية السياسية وفقاً للقرار 2254 وذلك عبر مواصلة فرض العقوبات التي شددتها واشنطن أخيراً بموجب قانون قيصر.”
لكن الصحفي السوري، المقيم في ألمانيا، يعتقد أن التغير المتوقع هو عدم إتاحة الفرصة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لخوض مغامرات جديدة في سوريا، “وقضم أجزاء منها كما فعل في عهد صديقة الحميم ترامب، الذي أبدى مرونة غير متوقعة حيال الطموح التوسعي التركي، رغم الملفات الخلافية المتراكمة ، بين أنقرة وواشنطن.”
ويتوقع حاج عبدي ” أن تعزز واشنطن حضورها العسكري في سوريا ، لدعم شركائها في قسد على الأرض، “ذلك أن بايدن كان من المعارضين لسياسة ترامب في الجزئية المتعلقة بخذلانه للكرد.”
لكن محمد بركة، وهو من سكان العاصمة ومتابع للسياسة الدولية بشأن بلاده، لا يثق بالسياسة الأميركية، “لأن كذبها مفضوح، وكل الرؤساء الأميركيين يَعدون بالعسل في حملاتهم الانتخابية، و بعد نجاحهم لا أحد يحصل إلا على السم.”
ورأى “بركة” أن المهم حالياً هو استفادة القوى الوطنية السورية من المتغيرات الدولية، “والتمسك بالبوصلة الوطنية وعدم الانجرار وراء وعود.”
وأضاف: “القوى السورية مطالبة بأن كيف تلعب مع هذه المتغيرات ببراغماتية وطنية عالية، وأن تكون رقماً صعباً في أي عملية تغيير مرتقبة في هذه الظروف الدولية والإقليمية المعقدة.”