نازحون من سري كانيه بلا مدافئ في مركزي إيواء شمال حسكة
تل تمر – نورث برس
يعيش نازحون من منطقة سري كانيه (رأس العين)، يسكنون في مركزي إيواء ببلدة تل تمر شمال شرقي سوريا، ضمن ظروف قاسية هذا الشتاء بسبب عدم تمكنهم من تأمين وسائل تدفئة ومستلزمات شتوية لعائلاتهم وسط ظروف معيشية صعبة بسبب النزوح والغلاء.
ورغم قلة الأمطار هذا العام، إلا أن برودة الطقس تكفي ليقاسي مسنون ونساء وأطفال وسط قلة الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية والمحلية.
وتسبب هجمات تركيا وفصائل سورية مسلحة موالية لها على مدينتي سري كانيه وتل أبيض، بنزوح نحو 300 ألف شخص في أواخر العام 2019، بحسب بيانات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
“تيبست أجسادنا من البرد”
وتقع مدرستا مصعب بن عمير ووليد الريفية داخل بلدة تل تمر وتأويان أكثر من سبعين عائلة نازحة فرت من هجمات تركيا وسيطرتها مع فصائل معارضة موالية لها على منازلهم في سري كانيه منذ تشرين الأول/اكتوبر من العام 2019.
ويعيش أكثر من 60 ألف شخص في منطقة تل تمر التي تغض المنظمات الإنسانية النظر تجاه النازحين فيها.
وتخلو غرفة عفراء أحمد (50 عاماً)، وهي نازحة من مدينة سري كانيه، في من أدنى مقومات الحماية من البرد، فهي لم تحصل على مدفأة ولم تجد ما تفرش الأرض به.
وقالت إنها تعيش رفقة أولادها الثلاثة منذ أن “سرق مسلحو الفصائل المسلحة الموالية لتركيا جميع محتويات منزلنا عقب نزوحنا من مدينة سري كانيه.”
وتأوي مدرسة مصعب بن عمير التي تقيم بها عفراء وأبناؤها أكثر من أربعين عائلة نازحة، بينما تتوزع عائلات على القرى الواقعة على ضفاف نهر الخابور في ظل اكتظاظ المخيمات المخصصة لنازحي سري كانيه بريف مدينة حسكة.
وفي باحة المدرسة، يجلس رجال ونساء، معظمهم مسنون، تحت أشعة الشمس، بينما يلهو عشرات الأطفال في الجوار بعد أن أجبرتهم الحرب على البقاء في المدرسة كنازحين بدلاً من التعلم.
وأضافت “أحمد” أن المنظمات الإنسانية لم تقدم مساعدات لعائلتها منذ نحو عام، “ومعاناتنا كبيرة ففي الليل، أجسادنا تيبّست من البرد.”
“برد ونقص مساعدات”
وبحسب إحصائيات رسمية للجنة شؤون المنظمات بتل تمر، فإن نحو ثلاثة آلاف عائلة، تضم 30 ألف شخص جلهم أطفال ونساء ومسنون، نزحت إلى منطقة تل تمر.
وبالقرب من المدرسة خيمتان لإحدى المنظمات التي تقدم إرشادات للوقاية من فيروس كورونا، بينما يشتكي نازحون من انتشار الأوساخ حولهم.
وقال نازحون آخرون إن قلقهم هذه الأيام لا علاقة له بمخاوف الإصابة بفيروس كورونا، “بل البرد والجوع.”
والعام الفائت، خصصت الإدارة الذاتية مخيمي واشوكاني وسري كانيه لاستقبال النازحين الذين توزعوا في غياب المنظمات الدولية على مدارس اتخذت كمراكز إيواء.
ومنذ أيلول/سبتمبر الماضي، قامت هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية، بنقل نازحي سري كانيه/ رأس العين الموجودين في 75 مدرسة بمدينة حسكة إلى مخيم “سري كانيه” شرق المدينة.
لكن كثيراً من العائلات النازحة ما تزال تعيش ظروفاً قاسية بسبب ازدحام المخيمين وشح المساعدات الإنسانية، بينما توزعت أخرى على مدن وبلدات في مناطق الإدارة الذاتية.
“مرضى ومسنون”
وما يزيد من معاناة هؤلاء النازحين، قلة فرص العمل في ظل الانهيار المتواصل لقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، وهو ما يسبب عجز غالبية العائلات عن تلبية احتياجاتها اليومية من أغذية ومستلزمات تدفئة ونظافة.
وتعيش الخمسينية شمسة العزو في المدرسة ذاتها برفقة والدتها المسنة التي تعاني من مرض السكري، بعد نزوحهما من قرية العريشة جنوب مدينة سري كانيه.
تقول لنورث برس: “أوضاعنا تعيسة جداً، فوالدتي عاجزة بسبب السن والمرض ولا أستطيع مساعدتها لضيق الحال.”
وقال خليل خلو، وهو رئيس لجنة شؤون المنظمات الإنسانية في بلدة تل تمر، إن “النازحين يعيشون ظروفاً صعبة بسبب غياب فرص العمل وانتظارهم مساعدات تقدمها المنظمات الإنسانية.”
وحول غياب تلك المساعدات، أضاف أن “المنظمات تتذرع بوقوع تل تمر على خط اشتباك ولا يستطيعون الوصول لهذه المنطقة.”