واشنطن تكرر دعوتها للدول الأوروبية لاستعادة مواطنيها المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية

NPA
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، الدول الأوروبية باستقبال مواطنيها الذين ذهبوا للقتال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا، أو مواجهة فرص إطلاق سراح هؤلاء المقاتلين المقبوض عليهم وعودتهم إلى أوروبا.
وقال ترامب للصحفيين خارج البيت الأبيض: "لدينا آلاف من مقاتلي تنظيم داعش نريد من أوروبا أن تأخذهم، ودعونا نرى، إذا فعلت ذلك، وما إذا لم تفعل، عندئذ سوف نضطر على الأرجح إلى إطلاق سراحهم كي يتجهوا نحو أوروبا".
وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية هؤلاء السجناء في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا.
وكررت ​واشنطن​ في الآونة الأخيرة دعوتها للدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية.
وأعلن الممثل الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري، في مؤتمر صحافي "أن قوات سوريا الديمقراطية تعتقل أكثر من عشرة آلاف جهادي، بينهم ثمانية آلاف من العراق وسوريا وألفان من أكثر من /50/ دولة. وإلى هؤلاء الجهاديين يُضاف نحو /70/ ألف طفل وامرأة من عائلاتهم".
وذكر منسّق جهود مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكي ناثان سيلز، "أن هؤلاء الجهاديين لم يتخلوا عن إيديولوجيتهم وعلينا جميعا واجب منعهم من العودة لساحة المعركة". مؤكدا أن "الطريقة الأنجع لذلك هي أن يعيد البلد الأصلي مواطنيه وأن يحاكمهم على الجرائم التي اقترفوها".
وتُعد قوات سوريا الديمقراطية إحدى أبرز القوى التي حاربت تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بدعم مباشر من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وتتجاهل معظم البلدان الأصلية لعناصر تنظيم "الدولة" المحتجزين، أمرهم، على الرغم من مناشدات قياديي قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا لتخفيف هذا العبء عن كاهلهم.
ويرى مراقبون أن سبب إحجام بعض الدول عن استعادة معتقلي تنظيم "الدولة الإسلامية" هو أنها "متخوفة أمنيا" من الأشخاص الذين قد يصعب محاكمتهم وسجنهم بعقوبات مطولة.
ويضيف المراقبون أن أولئك الذين يشكلون مخاطر أمنية ضئيلة أو معدومة، قد يصعب عليهم الاندماج في المجتمع، بسبب أيديولوجيتهم أو تجاربهم في زمن الحرب، ومن المرجح أن يجري وصم الأطفال الذين كانوا جزءاً من تنظيم "الدولة" دون ذنب جنوه، بحسب وسائل إعلامية أوروبية.
وكان قد لفت منسّق جهود مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكي ناثان سيلز، في وقت سابق، إلى وجود مؤشرات مبكرة على إحراز تقدم في إقناع بعض البلدان باستعادة مواطنيها لمحاكمتهم، أو على الأقل لمنعهم من العودة إلى ساحة المعركة.
وقال: "هذه الرسالة تلقى صدى الآن بطريقة لم تكن موجودة في الماضي، وأعتقد أن ذلك يرجع إلى أن دولنا الشريكة أدركت أن ثمة فرصة محدودة هنا".
مضيفاً: "ما دامت الولايات المتحدة لا تزال نشطة في شمال شرقي سوريا، فيمكننا التأثير على النتائج بشكل أفضل، ولهذا السبب أعتقد أنك ترى شركاءنا يركزون على هذا الأمر بقدر أكبر من الجدية".