وجهاء في السويداء: الحل هو بدء حوار شامل وابتعاد حكومة دمشق عن الإقصاء

السويداء – نورث برس

يقول سياسيون ووجهاء من مدينة السويداء، جنوبي سوريا، إنه لا يمكن الخروج من رحى الحرب في البلاد إلا من خلال تعزيز الحوار مع جميع الأطراف والابتعاد عن سياسة الإقصاء التي تتبعها حكومة دمشق.

ووفقاً لهؤلاء السياسيين فإن الفرصة ما زالت قائمة أمام حكومة دمشق لمد جسور التفاهمات والمصالحات والتحاور مع أطراف النزاع في سوريا.

“سياسة إقصاء”

وقال إسماعيل خاطر (69عاماً)، وهو أحد وجهاء مدينة السويداء، إن التلاقي والتشبيك مع كل السوريين رغم الخلافات الحاصلة هو السبيل الوحيد للتخفيف من التناحر بين الأطراف سياسياً وعسكرياً.

ورأى أنه لا يمكن تحقيق التكاتف والتفاهم “طالما هنالك من يستمر في انتهاج فكر الاستبداد والسيطرة على الآخر وفرض رؤية لا تتناسب مع التركيبة السكانية في سوريا.”

ومع قرب الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات في سوريا، لم تحقق العملية السياسية حتى الآن، “تغييرات حقيقية في حياة السوريين”، بحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن.

والأحد الماضي، قال عمر الحسون، وهو معارض سوري يقيم في تركيا، لنورث برس، إن “كل ما قام به بيدرسن هو إجبار قادة المعارضة على التنازل واستفزازهم، وربما الضغط عليهم للقبول بما يناسب النظام السوري.”

في حين يقول مسؤولون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إن حكومة دمشق لا تزال تسير بعقلية العودة إلى ما قبل 2011، دون النظر إلى تهجير نصف سكان البلاد ودمار معظم البنية التحتية في سوريا نتيجة الحرب.

ويعتقد “خاطر” أنه “لا يمكن لحكومة دمشق رغم الأزمة والاحتقان الحاصل بينها وبين مكونات سوريا أن تستمر في سياسة الإقصاء المتبعة من قبلها والتي لا تنتج وطناً سورياً حضارياً.”

“احتكار سلطة

وقال فهد رضوان (70 عاماً)، وهو أحد السياسيين في المدينة، إن من شأن التحاور كسر حالة الاحتكار السياسي والاقتصادي في البلاد.

كما أنه “يفوت الفرصة على اللاعبين الدوليين والإقليميين في جر البلاد نحو تقاسم مناطق نفوذ جيوسياسية وعسكرية وجعلها مستدامة لهم.”

ورأى أن اللاعبين الدوليين روسيا والولايات المتحدة والإقليميين كإيران وتركيا وإسرائيل لا يسعون إلى النهوض بدولة ديمقراطية عصرية نرتجيها، “بل يهدفون إلى بسط نفوذهم والسيطرة على مقدرات وثروات البلاد وتحقيق مصالحهم السياسية.”

ولا يتوقع “رضوان” أن تظهر توافقات وتفاهمات بين أطراف النزاع على المدى القريب، “ما دامت الحكومة السورية تتعاطى مع الأزمة الخانقة والمعقدة سياسياً واقتصادياً بأذن من طين وأخرى من عجين”، في إشارة إلى عدم قبولها قراءة الوقائع على الأرض.

واتهم عبدي شمس (58 عاماً)، وهو اسم مستعار لناشط سياسي يقيم في مدينة شهبا بالريف الشمالي لمدينة السويداء، حزب البعث الحاكم بتمهيده خلال عقود لما وصلت إليه البلاد الآن.

وأشار إلى أن الحزب الحاكم “تفرد في اتخاذ قرارات وخطط اقتصادية رخوة وغير ناضجة، إضافة إلى الفساد المتأصل داخل قياداته فأفقر السكان على حساب بقائه في سدة الحكم.”

واستذكر الناشط السياسي إحصاء 1962 الذي أجرته الحكومة السورية وجردت عشرات آلاف الكرد السوريين في منطقة الجزيرة من الجنسية السورية، “فقط لأنهم من قومية مغايرة لا تتوافق مع ثقافة حزب البعث.”

وأضاف أن حكومة دمشق لا تمثل الشعب السوري “بل تمثل أسرة ارتجت لنفسها تكريس السلطة لنفسها دون غيرها.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد