العبدة: الانتخابات في سوريا غير شرعية وليس من حق بيدرسن التدخل بشؤوننا الداخلية

إسطنبول ـ نورث برس

أعلن رئيس هيئة التفاوض السورية، أنس العبدة، أمس الأحد، عن موقفهم من الانتخابات التي يستعد الرئيس السوري بشار الأسد لإجرائها، واصفاً بأنها “غير شرعية ولا تمثل السوريين.”

وشدد “العبدة” على أنه لا علاقة لمسار اللجنة الدستورية بالانتخابات. كما دعا في الوقت نفسه المبعوث الأممي غير بيدرسن إلى عدم التدخل في الأمور الداخلية لهيئة التفاوض.

وقال “العبدة” في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “الخلاف الحاصل داخل الهيئة هو داخلي وتقني، وليست من مهام المبعوث الأممي إلى سوريا أن يتدخل.”

وأضاف “نحن في هيئة التفاوض السورية قادرون على تجاوز هذه الخلافات التقنية، ونحرز تقدماً في ذلك، وبالتالي الخلافات هي حالة صحية في المؤسسات السياسية.”

وأشار إلى أن السوريين “لم يفقدوا إمكانيات التواصل والقدرة على حلّ مشاكلهم، وهذه الخلافات التقنية لن يكون لها تأثير على عمل الهيئة في إطار اللجنة الدستورية، أو عمل لجان الهيئة، بما فيها لجنة المعتقلين.”

وشدد “العبدة”، على أن “الدستور ليس عقداً اجتماعياً يُنظِّم العلاقة بين الشعب والدولة فحسب، وإنما هو أيضاً يحفظ للناس حقّهم في المشاركة السياسية واختيار من يمثلهم.”

وأضاف: “نحن في هيئة التفاوض نؤكد أن الانتخابات التي يستعد لها النظام هي انتخابات غير شرعية، ولا تُمثّل السوريين.”

ونفى رئيس هيئة التفاوض السورية وجود علاقة بين مسار اللجنة الدستورية بالانتخابات. “واجتماعات اللجنة التي تجري هي اجتماعات متصلة بالقرار (2254)، وهي ليست خطوة أو عملية قائمة بذاتها.”

وقال “العبدة”، “نحن نبذل الجهود لتفعيل عصب القرار، وهو سلة الحكم الانتقالي، بالتزامن مع عمل اللجنة الدستورية.”

وأضاف: “الانتخابات التي نتحدث عنها نحن هي التي تكون في إطار تطبيق القرار الأممي، والتي تأتي بعد الدخول في مرحلة الحكم الانتقالي وكتابة الدستور الجديد.”

ويرى رئيس هيئة التفاوض السورية، أن عمل اللجنة الدستورية سيكون “دون جدوى، إذا لم نبدأ العمل على بقية سلال القرار (2254).”

وأقرَّ “العبدة” بجود تأثير دولي في العملية، “لكن هذا التأثير لا علاقة له بمضمون عمل اللجنة أو طبيعة الدستور الجديد الذي تسعى الوفود إلى كتابته.”

وأضاف: “لابدّ من ذكر دور روسيا في الضغط على النظام للمشاركة في جلسات اللجنة الدستورية، وهي قادرة على دفعه نحو العمل بجدية في هذا المسار.”

وقال مصدر سوري معارض (فضّل عدم الكشف عن اسمه) لنورث برس، رداً على كلام “العبدة”، إنه “من حيث المبدأ صحيح، ولكن للأسف هناك ما هو أخطر من ذلك وهو الوقاحة في إظهار التبعية الأجنبية.”

وأضاف المصدر أن “هذه المعارضة تمثل في حقيقتها غرفة عمليات استخباراتية دولية، يتبعون في النهاية للمجموعة الدولية المصغرة التي تتحكم بالقرار السوري سواء على مستوى المعارضة أو النظام.”

وتزامناً مع تصريحات “العبدة”، نشرت “هيئة التفاوض السورية- اللجنة الدستورية” التابعة لوفد المعارضة السورية، استطلاع رأي حول الانتخابات الرئاسية.

وجاء في الاستطلاع: “هل تتفق معنا بأنه لا يمكن إجراء أي استفتاء عام أو انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة، دون التوصل لحل سياسي يؤدي للتنفيذ الكامل والصارم لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015، وفق التراتبية التي نص عليها؟.”

وقال مأمون أبو عيسى وهو معارض سوري لنورث برس، إن “الاستطلاعات ضرورية لقياس الرأي العام والوقوف على مؤشراته.”

واعتبر أن الاستطلاعات “ضرورة ملحة لتفادي الاصطدام المباشر بالحاضنة ورفضها لتبعات القرار أو عدم تقبلها له، وبالتالي عدم تحقيق الغايات الكلية من وراء اتخاذ القرار المعني.”

والجمعة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أن العملية السياسية لم تحقق أي شيء حتى الآن للسوريين.

وأشار إلى عدم تحقيق أي تقدم بملف المعتقلين، وأن ما تم تحقيقه في هذا الملف “مخيب للآمال”.

وشدد بيدرسن على أن اللجنة الدستورية مجرد جانب واحد وليس الجانب الوحيد الذي سيحل الأزمة السورية.

وأشار إلى أنه كان يأمل أن تفتح اللجنة الباب لعملية سياسية أوسع، لكنها لا تستطيع العمل بمعزل عن العوامل الأخرى.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد