معارض سوري يدعو لفرض هيئة حكم انتقالي في سوريا وآخر يحذر
إسطنبول ـ نورث برس
حذّر معارض سوري، الأحد، من خطورة دعوة لفرض هيئة حكم انتقالي في سوريا.
ودعا المعارض السوري كمال اللبواني، أمس السبت، إلى التوقيع عبر حملة إلكترونية على عريضة موجهة للمجتمع الدولي، تطالبه بفرض هيئة حكم انتقالي في سوريا وفق القرار 2254.
وتم إطلاق الحملة عبر منظمة “آفاز”، والتي تعتبر أكبر تجمع للحملات عبر الإنترنت.
وجاء في العريضة: “نحن الموقعون أدناه نطالب المجتمع الدولي بتطبيق فوري لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وفرض سلطةٍ انتقاليّةٍ تقوم بالمهام التي حددها القرار ونرفض الالتفاف عليه.”
وطالبت العريضة بوقف مسار التفاوض الذي يرعاه المبعوث الأممي غير بيدرسن “لخروجه عن هذا القرار، وسوق المفاوضات في طريقٍ ملتفّة تحيد بها عن هدفها، وتضيع الوقت على الشعب السوري الذي وصلت أحواله لحدٍ لا يطاق.”
كما دعت العريضة “لإسقاط كافّة المؤسسات التمثيلية للشعب السوري بدءاً بالنظام اللاشرعي لبشار الأسد مروراً بالائتلاف الوطني، وصولاً لهيئة التفاوض والمنصات الأخرى واللجنة الدستورية والانتخابية.”
وأشارت إلى أن الهيئة واللجنة والمنصات، “تشكّلت جميعها بتدخّلٍ أجنبي خارج إرادة الشعب السوري ومن دون آلياتٍ تعبّر عن إرادته.”
و”انحرفت لتحقيق مصالح الدول المتدخلة ومصالحها الخاصة، وصارت شريكة للنظام في تعميق وإطالة مأساة الشعب السوري”، بحسب العريضة.
وطالبت المجتمع الدولي “بتطبيق العدالة بحق المجرمين ومرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بما فيها سيزر والكيماوي.”
ودعت الدول التي أرسلت جيوشها، “لاحترام” اتفاقيات جنيف الأربعة المتعلقة بحالة الحرب والاحتلال.
وطالبت بالعمل على تمكين الشعب السوري من حقه في “تقرير مصيره بعد تهيئة أرضية العيش بأمان وحرية ليمارس حياته السياسية الطبيعية التي هي وحدها من تُنتج عقده الوطني ودستوره ومجالسه وحكومته.”
وقال “اللبواني” في منشور على حسابه في “فيسبوك”: “من يريد البدء في العمل فليوقع على هذه العريضة، هي بمثابة تحديد هدف وتشكيل مجموعة عمل قاعدة سياسية للسلطة الانتقالية.”
وحدد “اللبواني” آخر موعد للتوقيع، السادس من شباط/ فبراير القادم، “إذ لدي اجتماع هام سأتكلم بمضمونها وأنقل صوت من وقعها، وبعد ذلك التاريخ سننتقل للمرحل الثانية.”
وحذّر مصدر سوري من المعارضة السورية من خطورة تلك الحملة والمطالب التي تحملها.
وقال المصدر (الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه) في حديث لنورث برس، إن “هذه الدعوة خطيرة جداً لأنها طلب وصاية أممية على سوريا.”
وأضاف: “هذا يدخلنا في نفق التقسيم والمشاريع الأممية التي تقوم على قاعدة أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية، وبالتالي فإن الحل الوحيد هو المحاصصة الطائفية والعرقية.”
وأشار إلى أن هذا يقتضي في النهاية أن يكون هناك “حاكم دولي هو من يضع الدستور والقوانين.”
ويرى المصدر المعارض أنه “بذلك نكون سلّمنا الثورة والبلد لروسيا وإيران على طبق من ذهب، لأنهما قوتي أمر واقع، وسيكون لهما اليد الطولى في إدارة حكم سوريا.”
وعن السبب الذي يدفعه للإعلان عن تلك العريضة والحملة الإلكترونية في هذا الوقت بالذات، قال المصدر إن “السبب هو للانتقام من رفاقه من المعارضة الذين خانوه وتخلوا عنه، وهي دوافع شخصية عبر عنها في تسجيل له.”
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشف “اللبواني” في مقطع فيديو، عن خطة روسية وافق عليها الرئيس السوري “بشار الأسد”، والتي تقول بأن قسم من المعارضة السورية سينشق عن المعارضة السورية وسيشارك في الانتخابات، وسيفوز الأسد في تلك الانتخابات.
وأمس السبت، وصل أعضاء الهيئة المصغّرة للجنة الدستورية السورية إلى سويسرا للمشاركة في الدورة الخامسة المقرّر عقدها في الخامس والعشرين من هذا الشهر ولمدة خمسة أيام.
وكما هو متفق، ستناقش الدورة، وفقاً لولاية اللجنة الدستورية والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، المبادئ الأساسية في الدستور.