حرمان حي بالرقة من الخدمات لعقود لأنه “خارج المخطط التنظيمي”

الرقة – نورث برس

يفتقد حي الأندلس في الجهة الشمالية لمدينة الرقة، شمالي سوريا، لشبكة صرف صحي وطرق معبدة، ما يتسبب بانبعاث الروائح الكريهة من الحفر الفنية في الحي خلال الصيف وجريان مياهها في الشوارع أثناء الهطولات المطرية شتاء.

ويقول سكان في الحي، الذي يمتد من دوار السنبلة شرقاً إلى دوار حزيمة غرباً، إن إهمال الخدمات هنا يعود لسنوات ما قبل الحرب، بينما لم تحل المشكلة حتى بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من المدينة عام 2017 على يد قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي.

عقود من الإهمال

وقال بدر الجاسم (60 عاماً)، وهو من سكان حي الأندلس، إن الجهات الرسمية لم تدعم الحي منذ 20 عاماً، “بحجة أنه في منطقة مخالفات خارج المخطط التنظيمي.”

وأشار إلى أن الحفر الفنية في الشوارع تشكل مخاطر جدية على حياة الأطفال، حيث وقعت حوادث سقوط في تلك الحفر، “كما أنها تتسبب بتضييق الطرق داخل الحي ناهيك عن الروائح الكريهة.”

ورأى “الجاسم” أن على الجهات المشرفة على الخدمات تقديم دعم حقيقي للحي، للتخفيف من معاناة السكان وخاصة أنه يشهد ازدحاماً سكانياً كبيراً من قبل عائلات نازحة تقيم فيه.

ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على طرد تنظيم داعش من المدينة، فضل سكان من حي الأندلس بعد عودتهم للرقة السكن في أحياء أخرى، لأن الأوضاع الخدمية لم تتحسن في حيهم.

وقال محمد يوسف (67عاماً)، إن معظم سكان حي الأندلس حالياً هم من عائلات نازحة، “مجبرة على التحمل واقع الحي لأنهم لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم.”

وأضاف أن الواقع الخدمي “ازداد سوءاً” أثناء سيطرة الفصائل المسلحة وبعدها تنظيم داعش، “لكن بقي الحي يفتقد للخدمات حتى بعد تحريره.”

ويتسبب انعدام طرق معبدة في الحي بصعوبة التنقل ضمن الحي، حيث تتشكل الأوحال أثناء هطول الأمطار والتي غالباً ما تجري مياهها باتجاه الشارع الرئيسي (الكورنيش الشمالي) الذي يحد الحي جنوباً.

“حارة نسيها الزمن”

وعبر سكان ممن يسكنون الحي منذ أعوام طويلة عن استياءهم من واقع الحي الذي لا يشهد خدمات تحسن من واقعه، “فهي حارة نسيها الزمن.”

وقال سكان من الحي إن انتشار الذباب والحشرات خلال فصل الصيف تسببت بظهور إصابات بأمراض جلدية.

وأرجع إبراهيم رشيد، نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في الرقة، الإهمال الخدمي لحي الأندلس إلى وقوعه في منطقة مخالفات.

وقال إن بلدية الشعب في الرقة وضعت مخططاً تنظيمياً حديثاً للحي يشمل رسم طرق جديدة وحدائق وساحات عامة، “ولكن المخطط لاقى اعتراضات كبيرة من قبل بعض السكان وخاصة الذين قد يتسبب المخطط بإزالة أجزاء من منازلهم.”

وذكر أن تنفيذ المخطط التنظيمي “تأجّل لحين دراسة كل اعتراض على حدة وإيجاد الحلول التي تضمن حقوق كل شخص.”

وأضاف “رشيد” أن بلدية الشعب في الرقة نفّذت، خلال الفترات السابقة، أعمالاً وترميمات “إسعافية” للصرف الصحي داخل الحي، لكنها لم تستطع إكمالها في جميع أجزاء الحي بسبب عشوائية البناء.

وأشار نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب إلى أن ” البنى التحتية مدمرة في كافة أحياء مدينة الرقة، ويتم تأجيل بعض المشاريع لتنفيذ الأكثر ضرورة بحسب الميزانيات المخصصة.”

إعداد: أحمد الحسن- تحرير: سوزدار محمد