خدمات المشافي العامة بالسويداء تنخفض لمستوى “نقاط طبية” بسبب غياب الدعم الحكومي

السويداء – نورث برس

يعاني القطاع الصحي في محافظة السويداء، جنوب سوريا، حالة من الترهل والتراجع ونقص وفقدان أدوية داخل المشافي الحكومية، إضافة إلى نقص في الاختصاصات والمعدات الطبية.

وتضم محافظة السويداء، أربعة مشافي حكومية وهي مشفى زيد الشريطي في مدينة السويداء ومشفى مدينة شهبا ومشفى الباسل في مدينة صلخد ومشفى مؤمن طلايع في بلدة سالي بالريف الشرقي للمدينة. 

مشاف بلا أدوية

وقال طبيب يعمل في مشفى زيد الشريطي  الحكومي في السويداء المدينة، طلب عدم نشر اسمه، إن النقص الحاد في الأدوية والمواد الإسعافية كالقطن والشاش واليود الطبي وبعض أدوية الالتهابات داخل المشفى باتت تشكل خطراً على صحة المراجعين وحالات الإسعاف.

وأشار الطبيب إلى أن بعض الأدوية الخاصة بأمراض الأوعية الدموية وأدوية الدم بشكل عام ومرض الناعور كانت تتوفر العام الفائت في المستودعات الطبية، “لكن الكميات اللازمة حتى للإسعاف غير متوفرة الآن.”

وعلل الطبيب ذلك بعدم عرض مناقصات لشراء الأدوية من قبل القطاع الخاص في نهاية العام 2020 وتوقف وزارة الصحة السورية عن تزويد المستودعات الطبية بقوائم دوائية أساسية بمختلف الأمراض المزمنة والسارية.

وأضاف: “سبب ذلك العجز المالي الكبير لوزارة الصحة الحكومية وتوقف الاستيراد الدوائي جراء الحصار الاقتصادي القائم والسرقات التي تتعرض لها شحنات الأدوية من مسؤولين حكوميين.”

ويضم مشفى زيد الشريطي الحكومي 331 سريراً، موزعين على عشرة أقسام طبية، “لكن لا يمكن أن تغطي جميع الحالات المرضية الوافدة إلى المشفى.”

 ويعجر المشفى عن استيعاب 75 بالمئة من الحالات المرضية، فهو بالكاد يغطي ربع مرضى السويداء وبخدمات طبية قليلة لعدم توفر الكادر الطبي التخصصي والمعدات، بحسب قول الطبيب.

ويقول عاملون في القطاع الصحي بمحافظة السويداء إن أطباء ذوي كفاءات علمية وتخصصية عالية وممرضين كثيرين هاجروا إلى خارج البلاد بسبب تراجع المستوى المعيشي وانخفاض الدخل، إلى جانب أن قسماً منهم مطلوبون للخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية.

“لا دعم منذ عام”

 وقال إداري في مشفى الباسل الحكومي في مدينة صلخد إن بعض الأقسام في المشفى تحولت إلى غرف خاوية إلا من أسرتها في ظل إهمال حكومي كبير للقطاع الصحي والدوائي ونقص الكوادر الطبية.

ويضم مشفى الباسل 204 سريراً، إلا أنه لا يشغل سوى ستة بالمئة من طاقته الإجمالية، ما يجبر مرضى مدينة صلخد والقرى والبلدات التابعة لها على التوجه إلى المشفى الحكومي في مدينة السويداء رغم معاناته أيضاً من نقص الأدوية.

واتهم الإداري في مشفى الباسل حكومة دمشق بأنها ” لا تملك خططاً مستدامة واضحة المرامي للمنشآت الطبية رغم التكلفة الباهظة لبنائها.”

وفي هذه الأثناء، يضطر مرضى السكري  والكلى والدم لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة في المدينة بأضعاف الأسعار المحددة من قبل وزارة الصحة في ظل غياب الرقابة من قبل نقابة الصيادلة في السويداء.

ويبلغ سعر فلاكونة دواء الهيبارين الذي يستخدم كمميع للدم أثناء عملية غسل الكلى 13 ألف ليرة سورية في بعض الصيدليات، وهي لا تكفي سوى لعملية غسيل واحدة، في حين أن مرضى غسيل الكلى قد يحتاجون إلى أكثر من أربع جلسات شهرياً.

ووفقاً لما ذكره الإداري فإن مشفى الباسل لم يتلق منذ عام أي دعم دوائي من قبل وزارة الصحة بدمشق.

“كورونا كشف النواقص” 

وقال عضو في الهيئة الإدارية والطبية في مشفى مدينة شهبا الحكومي إن جائحة كورونا كشفت النقاب عن نواقص وعيوب المشفى.

 ويضم المشفى منفسة واحدة في ظل انتشار فيروس كورونا في المدينة، “فاسم مشفى طبي حكومي بات موضوع استهزاء لدى العديد من السكان، فهو لا يتعدى في الواقع خدمات نقطة طبية.”

ويعجر المشفى عن إجراء العمليات الجراحية الباطنية وجراحات الكسور، بسبب نقص التخصصات الطبية داخل أقسامه وعزوف الكثير من الأطباء عن التعاقد مع القطاع الصحي الحكومي.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمشفى شهبا الحكومي 160 سريراً يتوزعون على ستة أقسام طبية ويعتبر من أحدث المشافي داخل السويداء من حيث بنائه وتأثيثه الطبي عام 2017.

وقال مسؤول حكومي عن القطاع الصحي في محافظة السويداء إن الحرب الدائرة في سوريا هي من تسببت في عجز حكومة دمشق عن إيلاء الاهتمام بالقطاع الصحي الحكومي في السويداء، بالإضافة إلى “الحصار الاقتصادي على استيراد المستلزمات الطبية.”

وأضاف أن لجان المشتريات الطبية في مديرية صحة السويداء تعجز عن إيفاء المستحقات المالية لموردي الأدوية من القطاع الخاص عبر مناقصات.

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد