افتقار مخيم “الحكومية” العشوائي شمال الرقة للمستلزمات الشتوية يفاقم معاناة نازحيه

الرقة – نورث برس

يفتقر مخيم “الحكومية” العشوائي، 20 كم شمال مدينة الرقة، لمستلزمات فصل الشتاء الأساسية من مازوت التدفئة ومدافئ وأغطية وفرش وخيم تمنع تسرب المياه إلى داخلها وألبسة شتوية.

وفاقم أوضاع نازحي المخيم سوءاً تسرب مياه الأمطار لداخل الخيم المهترئة مع هطول الأمطار واشتداد الرياح في الآونة الأخيرة.

ويسكن في المخيم قرابة 400 عائلة نازحة من مناطق مختلفة من دير الزور وريفي حمص وحماة ومنطقة السفيرة شرقي حلب.

شتاء بلا مازوت

وقالت مريم  الأحمد (56 عاماً) وهي نازحة من ريف دير الزور وتسكن في مخيم الحكومية العشوائي، إنهم يعانون من البرد بسبب دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيم، في ظل عدم توفر المازوت.

ولجأت “الأحمد” وغيرها ممن يسكنون في المخيم مؤخراً لترقيع جوانب الخيم المهترئة بأسمال الألبسة المهترئة وسدها بأكياس النايلون للحد من تسرب مياه الأمطار لداخلها.

وينتشر في ريف الرقة  نحو 62 مخيماً عشوائياً ويعاني غالبية النازحين من تردي الأوضاع الإنسانية فيها خصوصاً مع دخول فصل الشتاء.

ويسكن النازحون في المخيمات العشوائية في الرقة بخيم اشتروها على نفقتهم الخاصة، ويحصلون على مساعدات بشكل متقطع من الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.

ولكن نازحون في مخيم “الحكومية” قالوا لنورث برس: إن منظمات المجتمع المدني العاملة في الرقة ومجلس الرقة المدني أو أي جهة أخرى لم تقدم مساعدات لهم.

ورغم أن نازحو المخيمات العشوائية يطالبون الجهات المعنية بتحسين أوضاعهم وتقديم الخدمات الأساسية، لكن البعض منهم يرفض دخول المخيمات النظامية، حيث يمكن الحصول على مساعدات دورية، “لأنها لا تنسجم مع طبيعة عملهم في الزارعة وتربية الماشية.”

ويتبع للإدارة الذاتية بشكل رسمي مخيمي تل أبيض في تل السمن شمالي الرقة ومخيم المحمودلي بالقرب من مدينة الطبقة، ويحصل نازحو المخيمين على مساعدات دورية من قبل الإدارة الذاتية وتشرف عليهما منظمات إنسانية.

“أوضاع مأساوية”

ولم يتمكن مصطفى الرحيل (63 عاماً)، نازح من قرية الشولة شرقي دير الزور، هو وأفراد عائلته من النوم خلال اليومين الماضيين بسبب تسرب مياه الأمطار لداخل خيمتهم.

ونزح “الرحيل” مع أفراد أسرته المؤلفة من 12 شخصاً، منذ ثلاثة أعوام إلى الرقة بعد سيطرة القوات الحكومية وفصائل مدعومة من إيران على مناطق بريف دير الزور الشرقي.

 ومع انعدام وسائل التدفئة وعدم وجود مادة المازوت، يضطر بعض نازحي المخيم إلى إشعال حطبٍ وقطعٍ بلاستيكية تالفة لتدفئة أنفسهم وأطفالهم، إذ أنه ليس بمقدور بعضهم شراء مادة المازوت لا بسعر مدعوم ولا من السوق السوداء.

وأشار “الرحيل” إلى أن أوضاعهم داخل المخيم مأساوية، “تركنا كل شيء خلفنا وهربنا بأرواحنا أثناء دخول النظام  والميلشيات إلى مناطقنا.”

وكانت إدارة المحروقات في الرقة قد حددت في وقت سابق سعر لتر المازوت المدعوم  بـ80 ليرة سورية ويتم الحصول عليه عبر قسائم خاصة تصل الحصة الواحدة إلى 440 لتراً مقسمة على دفعتين.

في حين يصل سعر اللتر الواحد من المازوت في السوق السوداء إلى 500 ليرة سورية، وهو ما لا يستطيع النازحون تأمين ثمنه، إذ أنهم يحتاجون يومياً لقرابة ستة أو سبعة لترات من المازوت للتدفئة.

وقامت 90 عائلة من أصل 400 في المخيم بتسجيل أسماءها في لجنة المحروقات للحصول على مخصصاتها من المازوت، بينما لم تتمكن باقي العائلات من التسجيل لعدم امتلاك البعض براميل لتعبئة المازوت وعجز آخرين عن دفع الثمن حتى بالسعر المدعوم.

لكن سيد إسماعيل رئيس كومين المخيم، قال لنورث برس إن العائلات المسجلة لم تحصل على مخصصاتها على المازوت إلى الآن، “منذ أربعة أشهر رفعنا جداول إسمية بأعداد واحتياجات نازحي المخيم ولكن دون جدوى.”

وقال عبد الناصر أحمي رئيس قسم المخيمات العشوائية التابع لمكتب الإغاثة في مكتب المنظمات في مجلس الرقة المدني: إن توزيع مادة المازوت لنازحي المخيم، سيتم “خلال الأيام القليلة القادمة.”

وذكر أن المكتب يعمل بالتنسيق مع عدة جهات رسمية ومنها مجالس الشعب وإدارة المحروقات، من أجل الإسراع بتقديم مادة المازوت لنازحي المخيمات العشوائية في الرقة.

وفيما يتعلق بتقديم خيم وعوازل مطرية وألبسة شتوية وأغطية وغيرها، أشار “أحمي” إلى أن عمل المكتب يقتصر على إجراء الإحصائيات داخل المخيمات العشوائية وتوجيه المنظمات الإنسانية المرخصة في مكتب المنظمات لدعم تلك المخيمات بحسب الحاجة.

وأشار إلى أنه ورغم مناشدة المنظمات الإنسانية العاملة في الرقة لتقديم المساعدات والمعونات لنازحي المخيمات العشوائية، “ولكن لم تحصل الاستجابة من تلك المنظمات حتى الآن.”

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: مصطفى الخليل