وثائقي أمريكي يرى أن مقتل “آصف شوكت” كان بطلب من الاسد في ضوء تواصل الأول مع الغرب
واشنطن – هديل عويس – NPA
كشف وثائقي أمريكي أجرته شبكة "GZero" وقدمه الصحفي ايان بريمير عن أن مقتل صهر الرئيس بشار الأسد، "اصف شوكت" في العام ٢٠١٢ كان بطلب مباشر من بشار الأسد حيث ان "شوكت" زوج بشرى الأسد كان قد بدأ بفتح قنوات اتصال مع الغرب لتنصيبه كبديل لبشار الأسد.
ويطرح الفيلم حقائق من كتاب "الأسد أو نحرق البلد" للكاتب في شبكة "اتلانتيك" الأمريكية، سام داغر، الذي بقي في سوريا حتى السنوات الأخيرة لكتابة الكتاب والغوص في أسرار داخلية مع مقربين من عائلة الأسد مركّزاً على الأحداث التي جرت سراً منذ العام ٢٠١١.
ويقول داغر أنه أخذ عنوان كتابه من الجملة التي رآها في سوريا في المدن التي استعادتها القوات الحكومية من المعارضة بعد حرقها ومهاجمتها حيث ترى العبارة "الأسد أو نحرق البلد" التي "تختصر عقلية النظام لمدة 50 سنة" على حد قول داغر.
وأفاد داغر بأن "الطريقة التي تعامل الأسد الابن مع السوريين تشبه ما حدث خلال التحدي الذي واجه حافظ الأسد في بداية الثمانينات"، مشيراً إلى أن أحداث الثمانينات لم يقتصر القمع فيها على "الاخوان المسلمين" حيث كان هناك معارضات علمانية تتظاهر ضد حافظ الأسد تمت ملاحقتها وقمعها تحت شعار "محاربة الإرهاب" بنفس التكتيك الذي شنته عائلة الأسد بعد ٢٠١١.
وقال داغر؛ "ما حصل في عهد بشار الأسد يمكن أن نصفه بأنه مئة مرة أكبر دموياً مما حصل في عهد والده."
ويكشف الكتاب عن أحداث العام ١٩٩٤ حين مات باسل الأسد وبدأ تأهيل الابن الأصغر بشار الذي لم يكن مهيأ أبداً وكان اختياره صادماً حيث دخل بخلفية عسكرية معدومة وكان يقدم أوراقه للحصول على رخصة لمزاولة مهنة الطب في بريطانيا وبناء حياة له هناك ليتم استدعائه من قبل والده وكانت أول بوادر تأهيله ادخاله الى الاكاديمية العسكرية وترفيعه بالرتب بسرعة وتعريفه على الدولة الأمنية العميقة.
ويحكي الكتاب عن العلاقات الدولية لسوريا آنذاك حيث يقول أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كان مقتنع بوعود حافظ الأسد بإمكانية عقد سلام سوري – اسرائيلي، حيث كتب حافظ الأسد إلى بيل كلينتون في تلك الفترة "أرجو منكم عدم التدخل بشؤوننا الداخلية وتركي ترتيب الوضع الداخلي كما أرى، وأنا أتعهد بدخولي في محادثات سلام مع إسرائيل" لتحضر لاحقاً مادلين البرايت، وزيرة خارجية إدارة كلينتون تنصيب بشار الاسد وينظر الى الرئيس الشاب على أنه مدعوم أمريكياً وسيطبق فكرة السلام وسيذهب رئيس عصر الانترنت لانفتاح ابعد.
ويقول الكاتب في الفيلم؛ "السوريون من ناحيتهم في الحرب السورية حلموا بحراك شعبي وسلمي حيث نظروا الى ما حدث في مصر وتونس وكان دائماً أملهم الوصول الى الساحات العامة وعمل ميدان تحرير اسوةً بمصر لكن ما حدث غير مصدق فالأوامر كانت (استهدفهم بالنار للقتل) وهكذا حدث في سوريا ما لا يحدث أبداً في اي مكان اخر وهو تمزيق المتظاهرين بالنار عن قرب وعلانية اذا تجمعوا وهذا ما حصل في مظاهرات الساحة في حماه وحمص وشهد عليها سفراء كل من فرنسا وأمريكا.. بعدها خرج اوباما وقال على الأسد أن يرحل ولكنه بقي حتى اليوم."
ويوثق الكتاب التدخل الذي بدأ لدعم الأسد وكان ايرانياً أولاً، وكانت هيلار كلينتون تندد وتشجب ولكن أمريكا كان عندها رغبة محدودة جداً في التدخل وكلما كانت يزداد التوغل الايراني ثم الروسي بات التدخل الأمريكي أصعب.
كيف ينظر الكرد للحكومة السورية :
يوثّق الكاتب سام داغر في كتابه موقف الأكراد من الثورة والحكومة السورية وطريقة تعاملهم مع الحكومة في السنوات الأخيرة حيث يقول أنه كان من أول الصحفيين الذين زاروا المناطق التي حررها الأكراد منذ البدايات وقبل التدخل الأمريكي "حين نتحدث عن الكرد يجب أن نكون منتبهين الى أنهم متنوعين وعموماً عدد كبير منهم والغالبية كانت مع الثورة ضد الأسد حين كانت سلمية" ورغم أن "YPG" رأيناها في البدايات تنسق مع قوات النظام السوري الا أن هذا كان لأنهم كانوا وحيدين ومهاجمين من الجميع ورأوا في التنسيق مع النظام أمام مكاسب أمر مصلحي سيفيد تحقيق أهدافهم، فالتنسيق لتأمين النفط لكل سوريا والتنسيق العسكري والأمني كان مقابل شروط وحدود توضع للأسد في المنطقة ونفوذ يقوى للأكراد ويتوسع"
ويقول داغر أنه كان شاهداً على ما حصل في كوباني حيث خاض الأكراد جهد ذاتي كبير وكانت أول مرة يتلقون فيها مساعدات رميت لهم من الجو. ويقول "أمريكا حينها وحدت لأول مرة مقاتلين يعتمد عليهم لمقاتلة داعش وهكذا وعلى نفس الغرار الكرد لتحقيق أهدافهم تحالفوا مع أمريكا لتحقيق ما يسموه كانتوناتهم الخاصة".