سكان في دمشق: الهجوم الإعلامي الحكومي على الإدارة الذاتية لا يؤثر بالشارع

دمشق – نورث برس

قال سكان في العاصمة دمشق، مؤخراً، إن الحملات الإعلامية والاتهامات من قبل حكومة دمشق ضد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لا تلقى صدى على الأرض في ظل عدم ثقة السوريين بالإعلام الحكومي.

ورغم أن الظروف الاقتصادية المتدهورة والأزمات المعيشية تشغل الحيز الأكبر في نقاشات الدمشقيين، إلا أن الجانب السياسي لا يغيب عن أي نقاش بعيداً عن أعين عناصر الأمن.

وتتهم وسائل الإعلام الحكومية، بين الحين والآخر، قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بـ”الانفصالية” تارة وبالتعامل مع “المحتل الأميركي” تارة أخرى، بينما يستخدم مسؤولو الحكومة الخطاب ذاته داخل البلاد وخارجها.

“عقلية إقصائية”

ورأى رفعت القاسم (54 عاماً)، وهو اسم مستعار لمحام يقيم في منطقة مشروع دمر قرب دمشق، أن الإدارة الذاتية لمناطق شمال شرقي سوريا باتت “أمراً واقعاً يجب تقبله، هذا إذا لم نتفق على أنها مطلب محق لسكان تلك المناطق التي حرمت من أبسط مقومات الحياة منذ عقود.”

وأضاف لنورث برس: “يجب على حكومة دمشق تقبل هذه الحقيقة بعيداً عن عقليتها الإقصائية في زمن تخلفت فيه سوريا عن دول العالم بسبب تلك العقلية.”

واعتبر “القاسم” أن الحكومة تتعامل مع الملف الكردي بمبدأ الصفقات التجارية، “فهي تنتظر من تركيا تقديم تنازلات في مناطق سيطرة المعارضة مقابل قضم أجزاء من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.”

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد اتهمت، يوم الجمعة الفائت، ” النظام السوري”، “بالحديث عن مؤامرات افتراضية للتهرب من واجباتها”، وذلك رداً على رسالة موجهة من وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة دمشق إلى الأمين العام للأمم المتحدة اتهمت فيها قوات سوريا الديمقراطية بـ”الانفصالية”.

“أخطر من المعارضة”

ورأى محمد الرفاعي (32 عاماً)، وهو اسم مستعار لكاتب قصصي يقيم في حي الصالحية وسط دمشق، أن الغاية من الخطاب التحريضي ضد قوات سوريا الديمقراطية هي “شيطنة هذه القوات في نظر الموالين.”

وحول رسالة الخارجية، عزا “الرفاعي” إصرار الحكومة على الإساءة لقوات سوريا الديمقراطية إلى “المخاوف من تحولها لبديل مستقبلي لها، بسبب ضمها لمجموعات من مختلف أطياف الشعب السوري الدينية والقومية والسياسية.”

وأشار “الرفاعي” إلى أن الحكومة السورية “ترى في قسد خطراً عليها أكثر من مجموعات المعارضة المتفككة والتي لا تلقى دعماً غربياً مثل قوات سوريا الديمقراطية.”

وقال إنه يعتقد أن الخطاب الحكومي لا يملك مصداقية في الشارع عموماً، “رغم أن المنهج الذي يتبعه النظام ضد الإدارة الذاتية قد يؤثر على بعض البسطاء من الموالين.”

“خطاب تخوين”

وجدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، الأربعاء الماضي، خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سوريا، اتهام قوات سوريا الديمقراطية بـ”الانفصالية” وأنها تنفذ تعليمات من القوات الأميركية لإطلاق سراح محتجزين من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وعزا علي الخالد (35 عاماً)، وهو مسؤول سابق في اتحاد الطلبة بجامعة دمشق، أسباب اتباع الحكومة لـ”خطاب التخوين” ضد قسد هو اقتناعها بأن” الولايات المتحدة الأميركية ستتخلى قريباً عن هذه القوات لتصبح لقمة سائغة لها.”

ويعتقد “الخالد”، الذي ينحدر من دير الزور شرقي البلاد، أن “قراءة الحكومة للمستجدات خاطئة، وخطاب التخوين لا يطعم خبزاً ولم يعد ينطلي على الناس.”

وأضاف:” الجميع يدرك أن تغييراً ما ينبغي أن يحصل، وينبغي على الحكومة التوصل لاتفاق مع الإدارة الذاتية لأنها الوحيدة التي لها مطالب عقلانية، رغم بعض ملاحظاتي على إدارتها لمناطق سيطرتها.”

إعداد: وحيد العطار – تحرير: حكيم أحمد