الاستقرار يغيب عن دوام المدارس في عين عيسى بسبب القصف التركي
عين عيسى – نورث برس
تراجع التزام طلاب في بلدة عين عيسى شمال الرقة، شمالي سوريا، بدوامهم المدرسي منذ ارتفاع وتيرة تهديدات وقصف تركيا وفصائل مسلحة موالية لها على البلدة منذ حوالي شهرين.
وقال معلمون في بلدة عين عيسى إنهم يضطرون أثناء فترات القصف وبعدها لإغلاق المدارس وإخراج الطلاب منها خوفاً من التعرض لإصابات.
تأخر المنهاج
وتسبب القصف بتأخر السير بالمناهج الدراسية المقررة نتيجة تغيب نسبة من التلاميذ عن مدارسهم، بحسب معلمين في تلك المدارس.
وقال جمعة العيسى، مدير لجنة المدارس في عين عيسى، لنورث برس، إن قطاع التعليم هو الأكثر تضرراً من القصف في البلدة وريفها، “لأنه قطاع واسع وعلى تماس مع غالبية العائلات.”
وتضم بلدة عين عيسى ثلاث مدارس، وصل عدد طلابها مطلع السنة الدراسية الحالية إلى أكثر من 1500، في حين أن عددهم في الوقت الحالي لا يتعدى 300 طالب وطالبة.
هذا بالإضافة إلى مدارس أخرى في قرى تابعة للبلدة يتفاوت تأثرها بالقصف التركي بحسب موقعها.
وفي مرات عديدة سقطت قذائف داخل أسوار مدارس في عين عيسى، ما تسبب بهلع وسط الطلاب ومعلميهم، بحسب مديرية التربية والتعليم.
وقبل يومين، قصف الجيش التركي وفصائل موالية له بقذائف الهاون قريتي جهبل ومشيرفة والطريق الدولي شرق بلدة عين عيسى.
وفي الثالث عشر من كانون الثاني/يناير الجاري تمكن ذوو ضحايا مدنيين وبمساندة من قوات سوريا الديمقراطية من انتشال جثتين كانتا عالقتين تحت أنقاض القصف التركي الذي طال البلدة.
دروس معادة
وقالت جيهان كوبو، وهي مديرة مدرسة “إسماعيل الحمد” في عين عيسى، إن العملية التعليمية في عين عيسى كانت تسير بحالة “جيدة جداً” قبل اشتداد وتيرة القصف التركي مؤخراً.
وكان يرتاد مدرسة “إسماعيل الحمد” في عين عيسى أكثر من 450 طالباً وطالبة، لكن العدد انخفض إلى أقل من 100 بسبب نزوح بعض العائلات إلى مدن الرقة ومنبج وكوباني.
وشددت مديرة المدرسة على أن “القصف التركي تسبب بعدم استقرار في العملية التعليمية في مدارس عين عيسى وضاعت الكثير من الدروس على الطلاب.”
وأشارت إلى قيام المعلمين حالياً بإعادة إعطاء دروس لأكثر من مرة، تفادياً لتأخر خطة السير بالمنهاج المقرر.
تجاهل المشكلة
وتتكرر التهديدات التركية لمناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا حتى بعد سيطرتها على مناطق واسعة من الأراضي السورية.
وافتتحت تركيا مؤخراً مدرسة لتعليم اللغة التركية في تل أبيض التي تسيطر عليها منذ تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، وهو ما تصفه تقارير إعلامية وحقوقية بمحاولة لتتريك المناطق السورية التي تسيطر عليها.
وتتواجد نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية والقوات الروسية في أطراف بلدة عين عيسى منذ أواخر عام 2019 بعد تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية للحد من الاعتداءات التركية على البلدة وقراها.
لكن سكان البلدة يقولون إن هذه النقاط لم تحرك ساكناً إزاء ما يتعرضون له من مخاطر.
ويتخوف محمود العبد (58 عاماً)، وهو نازح ينحدر من تل أبيض ويسكن في عين عيسى، من إرسال أطفاله إلى المدرسة، “أخشى من سقوط القذائف على المدرسة أثناء الدوام.”
ونزح “العبد” وعائلته من تل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 بعد الهجوم الذي شنته القوات التركية وفصائل مسلحة على منطقتي تل أبيض وسري كانيه (رأس العين).
ويخشى العبد ونازحون آخرون من مناطق تل أبيض وسري كانيه، ممن يقيمون في عين عيسى، من تكرار تجربة النزوح مرة ثانية والخروج من البلدة في حال استمرار القصف.