إدلب – نورث برس
يقول سكان ونازحون في مدينة إدلب وأريافها، شمالي سوريا، إنهم وجدوا بديلاً لمواد وقود التدفئة وإن مدفأة قشور الفستق الحلبي أوفر وأكثر أماناً من مادتي المازوت والحطب، بينما يرى آخرون أن تكاليفها أيضاً مرتفعة.
وتعتمد عائلات في منطقة إدلب على مدافئ قشور الفستق حتى تتجنب تكاليف ومخاطر مادتي المازوت والحطب، بينما تقوم ورشات صناعية بتوفير المدافئ.
“1800 مدفأة”
وقال نبيل الخالد، وهو نازح من مدينة مورك شمال حماة، إنه نقل حرفته في تصنيع المدافئ من مدينته إلى بلدة أطمة شمال إدلب، حيث يدير حالياً ورشة يعمل بها أكثر من عشرة أشخاص.
وأضاف أنهم يتلقون طلبات كثيرة لمدافئ القشر، “بعد أن أثبتت هذه المدفأة أنها الأفضل والأوفر للسكان، فقد قمنا بتصنيع 1800 مدفأة تعمل على القشر منذ بداية الشتاء الحالي.”
وتقوم الورشة بجلب مدافئ المازوت وتحويلها إلى مدافئ قشر، عن طريق تركيب درج في الأسفل.
كما يتم وضع خزان لقشور الفستق جانب المدفأة، بينما تعمل المدفأة إلكترونياً ببطارية وشاشة رقمية تضخ القشور إلى داخل المدفئة بالثواني حسب العيار المطلوب، بحسب ما يشرح صاحب الورشة.
وتنتشر زراعة الفستق الحلبي في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وتعتبر مدينة مورك شمال حماة من أشهر المناطق بزراعة الفستق الحلبي، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالفستق حوالي 75 ألف هكتار، وفقاً لسكان من المنطقة.
ويضاهي سوق مورك كل الأسواق القريبة من حيث عدد تجار ومزارعي الفستق الذين يرتادونه، ومن حيث الطلب والاستهلاك، كما أنه يصدّر الفستق للدول العربية وتركيا.
“وقود بديل”
وتبلغ تكلفة المدفأة الواحدة بين 75 و 150 دولاراً، بينما يكفي طنّ القشور الواحد لموسم الشتاء بأكمله، بحسب صاحب الورشة.
ويتراوح سعر طن قشور الفستق بين 140 و 175 دولاراً أميركياً أو أكثر في بعض المناطق، بينما يبلغ سعر الطن الواحد من حطب الزيتون بريف إدلب140 دولاراً، ويصل سعر برميل المازوت الذي تبيعه شركة وتد للبترول إلى 135 دولاراً أميركياً.
وقال أحمد الحاسب (33 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة يسكن في مخيم الأطلال بالقرب من بلدة أطمة شمال إدلب، إنه اختار مدفأة قشر الفستق الحلبي بعد بحثه عن وقود بديل عن المازوت والحطب عقب ارتفاع تكاليفهما.
وأضاف: “قمنا بتجربة المدفأة خلال السنوات الماضية نتيجة أزمة المحروقات التي كانت تشهدها المنطقة بشكلٍ متكرر، ووجدنا أنها صحيّة ولا تنبعث منها أي روائح أو دخان، كما أنها أقل كلفة من المازوت.”
“متاحة للبعض”
لكن بعض النازحين في مخيمات إدلب، من ذوي الدخل المحدود، يرون أن هذه المقارنات لا تعنيهم بشيء، لأنهم يعتبرون هذه الخيارات متاحة أمام ميسوري الحال فقط.
وقالت “أم أحمد”، وهو اسم مستعار لسيدة أرملة نازحة من ريف إدلب الجنوبي: “لا أملك إمكانات لشراء مدفأة قشر الفستق الحلبي بسبب سعرها المرتفع، لكنني قمت بشراء نصف طن من قشر الفستق الحلبي بـ 75 دولاراً، وبت أستخدمه يدوياً في مدفأة الحطب القديمة”.
وقال الحاج إبراهيم الأحمد (56 عاماً)، وهو من سكان بلدة أطمة، إنه لاحظ منذ الأسبوع الأول من وضع مدفأة القشر في غرفة الجلوس بمنزله الفارق الكبير بين هذه المدفأة التي تعمل إلكترونياً وبين مدفأة الحطب التي “كانت تتسبب بمتاعب كثيرة، فضلاً عن الروائح و الدخان الناتج عنها.”
وأشار إلى أن عائلته أصبحت تستخدم مدفأة الفستق لطهي الطعام و التدفئة في آن واحد، “وهذا الأمر يوفر علينا أيضاً جزءاً من ثمن أسطوانة الغاز المرتفعة السعر.”