في مخيم بديرك… نساء من عائلات “داعش” تخلصن من تهديدات بمخيم الهول
ديرك – نورث برس
تقول نساء من عائلات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، من جنسيات عربية، جرى نقلهن منذ أشهر من مخيم الهول شرق حسكة إلى مخيم روج قرب مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، إنهن تخلصن في المخيم الجديد أخطار تهدد حياتهن وأطفالهن.
ويسكن في مخيم روج 757 عائلة، تضم 2.562 شخصاً، بينهم لاجئون عراقيون ونازحون سوريون وعائلات أجنبية لمسلحي تنظيم “داعش”، بحسب إدارة المخيم.
ويبلغ عدد العائلات التي جرى نقلها من مخيم الهول إلى مخيم روج، حتى الآن، 270 أسرة، بينما تخطط إدارة المخيم لوصول عدد العائلات الوافدة من هناك إلى 400 عائلة.
زالت مخاوف
وقالت آسيا الربيع (24 عاما)، وهي أم لطفلين ومن جنسية مغربية، إن أمورها في مخيم روج الذي انتقلت إليه أفضل مما كانت عليه في الهول، من النواحي الأمنية والخدمية والصحية.
ووصلت “الربيع” إلى سوريا في العام 2014، وتنقلت بين مناطق مختلفة منها الرقة وتدمر بحمص وهجين والسوسة والباغوز في دير الزور، ووصلت إلى مخيم الهول عام 2019، بحسب ما روت لنورث برس.
وأضافت المرأة أن حالة الخوف والقلق لم تفارقها أثناء إقامتها في مخيم الهول، “إذ أنه في أي لحظة قد تقوم إحدى النساء بقتلنا أو إحراق الخيمة أثناء نومنا.”
وتعتقد “الربيع” أن العدد الكبير للعائلات في مخيم الهول يحول دون تمكن الحرس وعناصر الأمن من السيطرة على حوادث القتل والحرق التي تقع “بكثرة” هناك.
وذكرت أنها أنجبت طفلها في خيمتها بمخيم الهول بسبب نقص الخدمات والرعاية الصحية، “وفي ذلك الحين لم يكن يتوفر عدد كافٍ من الحرس ليجري نقلي إلى المشفى.”
وتقول الآن إن كل اللوازم المعيشية والأساسية متوفرة في مخيم روج، “رغم أنني أتمنى العودة إلى بلادي.”
“تهديدات قتل وحرق”
وتقول نساء من عائلات “داعش”، انتقلن لمخيم روج، إنهن تخلصن من مخاطر القتل والحرق التي كانت تهدد حياتهن وأطفالهن في مخيم الهول.
ويسود قلق بين النازحين السوريين واللاجئين العراقيين في مخيم الهول، شرق حسكة، بعد سلسلة أحداث دموية شهدها المخيم مع حلول العام الجديد، بينما يتسبب الفراغ في مجالس محلية بعراقيل أمام الجهود الإغاثية والإنسانية.
وخلال الأسبوع الأول من العام الجديد، سجل مخيم الهول اثنتي عشرة حادثة قتل شملت نازحين سوريين ولاجئين عراقيين في أكبر حصيلة يشهدها المخيم، لتتبعها حوادث أخرى لاحقاً.
وتبلغ عدد العائلات في مخيم الهول حالياً، 6.155 عائلة سورية تضم 22.231 شخصاً، و8.284 عائلة عراقية تضم 30.706 شخصاً، بحسب شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون اللاجئين والنازحين والمنكوبين في الإدارة الذاتية.
فيما تبلغ عدد عائلات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الأجانب 2.625 عائلة بمجموع 8.965 شخصاً.
“كنا نخاف الأخوات”
وقالت هدى علي (30 عاماً)، وهي مصرية الجنسية ولديها خمسة أطفال، إنها دخلت إلى سوريا من جهة محافظة حلب عام 2015، وانتقلت لاحقاً إلى إدلب حيث كان زوجها يعمل مع جبهة النصرة حينها لينضم لاحقا إلى تنظيم داعش ويتوجها في العام 2017 إلى الباغوز.
وبعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في قرية الباغوز بدير الزور على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، تم نقل “علي” مع عائلتها إلى مخيم الهول حيث أقامت فيه لنحو عام ونصف، ليجري نقلها قبل ثمانية أشهر إلى مخيم روج.
وقالت “علي” لنورث برس إنها تشعر في مخيم روج “بالراحة والأمان”، “هنا توجد حرية ولا يتدخل أحد في حياة الآخر (…) أما في مخيم الهول كنا نخاف من الأخوات”، في إشارة إلى نساء “داعش” الأجنبيات.
وأضافت: “إذا لم نلبس كما يُردن، كنّ يحرقن بنا الخيمة عندما نكون نائمين.”
ولا تعرف المرأة إن كان أهلها يسعون إلى إعادتها لبلادها كما تتمنى، وخاصة أن زوجها الأول قُتل والثاني معتقل.
إجراءات ومنظمات
ومن جانبها، قالت نورا عبدو، وهي إدارية في مخيم “روج”، إن الوضع الأمني والخدمي مستقر لهؤلاء النساء مقارنة بمخيم الهول.
ولأن المخيم صغير تم اتباع نظام وإجراءات لتفادي وقوع حوادث القتل أو الحرق، كمنع ارتداء اللون الأسود ورفع النقاب، بحسب الإدارية في المخيم.
ولم يسجل المخيم، حتى الآن، أي حوادث قتل أو حرق، بينما تقوم إدارة المخيم بتقديم دعم نفسي عن طريق “وقف المرأة”، إلى جانب تدريبات لمنظمة irc على مهن الخياطة والحياكة والتطريز.
ويعمل في مخيم “روج” عدد من المنظمات، منها “بلومنت” التي تشرف على الوضع الخدمي، و”إنقاذ الطفل” التي تستهدف تعليم الأطفال حتى سن الثامنة عشرة، في حين يشرف “الهلال الأحمر الكردي” على الوضع الصحي.
لكن “عبدو” أضافت أن المنظمات لا تستجيب لاحتياجات سكان المخيم في الأوقات المناسبة، “وغالباً ما يتأخر توزيع الاحتياجات الصيفية أو الشتوية، كما أن أصحاب الأمراض المزمنة يحتاجون لأدوية ولا يوجد منظمات تتولى تأمينها.”