قيادي كُردي معارض: من مصلحتنا الاتفاق مع حركة المجتمع الديمقراطي ولم نعول على الائتلاف
الحسكة – جيندار عبدالقادر- NPA
أكد بشار أمين عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكُردستاني- سوريا، وعضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني الكُردي (مجموعة أحزاب معارضة للإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا)، أنه من مصلحتهم تحقيق اتفاق أخوة بينهم وبين حركة المجتمع الديمقراطي (مجموعة قوى مقربة من الإدارة الذاتية)، بهدف تحصيل الحقوق الكُردية في سوريا.
وقال أمين في حوار مع "نورث برس" إن مثل هذا الحوار يصب في مصلحة الطرف الآخر أيضاً، في إشارة الى حزب الاتحاد الديمقراطي (أحد الأقطاب الرئيسية في الإدارة الذاتية)، "إذا كانوا بمعزل عن تأثيرات الجهات الأخرى عليه"، على حد قوله.
كما أشار أمين، إلى أن المصلحة القومية الكُردية العليا، تقتضي توافقاً بين المجلس الوطني الكُردي وبين حركة المجتمع الديمقراطي، "وهذا أمر ضروري ولابد من التوصل لاتفاق بأي شكل من الأشكال".
وفي حديثه المطول مع مراسل "نورث برس" أشار عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي والمعروف أيضاً بـ"أبو لورين" إلى أنّ المجلس "منذ البداية لم يعول على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سواء بشأن القضية الكُردية، أو بشأن الوضع السوري بشكل عام"، متمنياً أن "يفسح الائتلاف المجال لنمارس حقنا في الاتجاه القومي"
ولفت عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني الكُردي إلى أن عمل المجلس إن لم يتعارض مع مواقف الائتلاف الوطني السوري، الذي يشكل المجلس جزءاً أساسياً منه، واعترض الائتلاف على التقارب بين المجلس وحزب الاتحاد الديمقراطي، فيما لو حصل تقارب كبير واتفاق بين الطرفين "فذلك شأنهم، فليتصرفوا ما يريدون"، في إشارة إلى الائتلاف الوطني.
المبادرة الفرنسية
وضمن مساعيها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الكُرديين، وجهت الخارجية الفرنسية الدعوة لهما، للقاء في باريس، في نيسان/أبريل الماضي، حيث حضر ممثلون عن كل من المجلس الوطني الكُردي ومجلس سوريا الديمقراطية التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرقي سوريا.
وعملت باريس على إتمام اتفاق كُردي ـ كُردي بهدف تشكيل إدارة مشتركة لمنطقة شرق الفرات؛ لقطع الطريق على أي تدخل تركي في المنطقة.
وحول المبادرة الفرنسية بين أمين بأنها تأتي في "سياق التوصل لاتفاق بين المجلس وحزب الاتحاد؛ استعداداً لتشكيل إدارة جديدة في منطقة شرق الفرات، وأن هذا العمل هو تمهيد لإجراء حوارات".
وأضاف بأن الحوار سيبدأ بعد حل "موضوع المعتقلين والمختطفين والملاحقين من قبل الإدارة الذاتية، وهذا الأمر في سلّم الأولويات"، على حد قوله.
ولفت إلى أن الحوار الذي سيجرى لاحقاً فيما لو تم تنفيذ هذه الأولويات سيكون بهدف ترتيب الإدارة الجديدة.
العلاقة مع أمريكا
وحول علاقاتهم مع الأطراف الدولية الفاعلة على الساحة السورية، قال أمين "حصلت لقاءات عديدة بيننا وبين الجانب الأمريكي داخل سوريا وخارجها، وأبلغونا بالعديد من القضايا، وأن المكون الكُردي هو جزء أساسي من العملية السياسية والإدارية والعسكرية".
وأكد أمين على جدية المجلس في الحوار، "نتمنى أن يكون الطرف الآخر جدي في هذا الأمر أيضاً، هناك مشتركات تجمعنا يمكن التلاقي حولها".
وطالب بالكشف عن مصير "المعتقلين" لدفع عملية الحوار نحو الأمام قائلاً "ربما بعض المعتقلين لدى النظام (أي تم تسليمهم للنظام السوري)؛ فليصرحوا لنا ويقولوا بصراحة أن هؤلاء تم اعتقالهم لصالح النظام"، لافتاً إلى أن المجلس الوطني لديه استعداد للتعاطي بمرونة وتقديم تسهيلات، "ولكن لا يمكن إعفاء هذه النقطة وإلغاءها".
ونبه إلى أن عدم التوافق أو تهرب أي طرف من التزاماته، وكذلك إبداء حسن نية للبدء بالحوار "قد يكون دافعاً لتخلي الأطراف الدولية عنّا أو عنهم".
عفرين
وأشار عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني الكُردي إلى أن "ما حصل في عفرين من ويلات هو محل إدانة وشجب واستنكار"، لافتاً إلى أن المجلس يسعى لإنهاء أو تخفيف معاناة شعب عفرين، والعمل من أجل عودة المهجرين إلى ديارهم".
مبينا أن المجلس عقد عدة لقاءات مع أكثر من طرف دولي "وتلقينا وعوداً في هذا الشأن".
وأكد على أنه يتفق مع القائلين بأن هناك "مساعي ومحاولات واستهداف بغرض تغيير الطبيعة الديمغرافية في عفرين ولكن بشكل آخر"، مشيراً إلى أن اجتياح المنطقة من قبل الجانب التركي هو "موضع استهجان".
ويرى عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكُردستاني- سوريا، أنه "ليست كل الفصائل الموجودة في عفرين تمارس الانتهاكات، في حين أن هناك بعض الفصائل الحاقدة الشوفينية الإسلامية تمارس الانتهاكات بشكل فظ".
المنطقة الآمنة
وحول المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإقامتها في الشمال السوري قال أمين إنّها "مبادرة تركية وتهدف منها لنقطتين، وهما إبعاد الخطر المزعوم، المتمثل في القوى التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، سواء أكانت وحدات حماية الشعب أو قسد عن حدودها، والثانية بحسب تركيا هي لجلب المهجرين السوريين القاطنين حاليا في تركيا إلى هذه المنطقة".
وأبدى أمين خشيته من توطين هؤلاء المهجرين في مناطق شرق الفرات، وبالتالي المساهمة في مسألة التغيير الديمغرافي و"خاصة المنطقة الكردية"، الواقعة على الحدود التركية والتي من الممكن أن يكون أجزاء كبيرة منها ضمن المنطقة الآمنة المزعومة إقامتها.
كما تمنى ألا تتكرر تجربة عفرين في مناطق أخرى، مشيراً إلى أنها لن تتكرر لأنها منطقة نفوذ أمريكي، ولن يكون هناك أي خطوة بدون أخذ الموافقة من الجانب الأمريكي ومن التحالف الدولي "حتى لو كان لتركيا دور في هذه المنطقة".
المجلس والائتلاف
المجلس الوطني الكردي الذي تشكل أواخر عام 2012 كان أحد أطراف الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، لكن كانت هناك خلافات بينهما على الدوام، كما أنه تعرض لانتقادات من أطراف معارضة ضمن الائتلاف، حتى أن بعض قيادات الائتلاف أطلقوا كلمات وتصريحات مسيئة بحق الكُرد.
وحول العلاقة مع الائتلاف قال أمين بأنّ الائتلاف "فيه شيء من التغيير والتحول السلبي، فالفصائل المسلحة التابعة له ذات طبيعة أو خلفية إسلامية، والواجهة الأساسية في الائتلاف هم الإخوان المسلمون".
وأشار أمين إلى أنهم في المجلس الوطني "لم نعول على الائتلاف سواءً بشأن الحقوق الكُردية أو الوضع السوري عامةً، إنما كجانب أساسي وهو الجانب السياسي إننا مع المعارضة ولسنا مع النظام"، لافتاً إلى أن الائتلاف لايقبل أن تكون سورية دولة اتحادية بنظام فدرالي.
وأردف "هنا في الائتلاف يوجد من يعادي القضية الكُردية، كما أن الائتلاف لا يستطيع أن يمنعنا أو أن يحد من نشاطنا، وهو لا يستغني عنا في هذه المرحلة، لأننا نمثل مكوناً أساسياً في الائتلاف، وبدوننا سيكونون ضعفاء".
وختم بشار أمين العلي حديثه بالقول "لنا رأينا ولنا موقفنا السياسي المستقل، وليس بالضرورة كل عملنا ولقاءاتنا ينبغي أن تكون رهن سياسة الائتلاف، نحن سنعمل كل شيء في سبيل خدمة شعبنا ومصالحه، وليتخذ الائتلاف أي موقف يريده، نحن نمارس هذا العمل على أمل التوصل لاتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وإذا تم التوافق ولم يرضى عنه الائتلاف فهذا شأنهم ليتخذوا ما يمكن ان يتخذوه، نحن لانبالي".
يذكر أن المجلس الوطني الكردي كيان سياسي كردي، يضم/13/ حزباً وعدداً من المنظمات النسائية والشبابية والشخصيات المستقلة، تأسس في هولير/أربيل عاصمة إقليم كُردستان العراق في السادس والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر2011 عقب إنشاء المجلس الوطني السوري.