رام الله – NPA
تروج قيادات في السلطة الفلسطينية بين الفينة والأخرى منذ خمسة أشهر عن زيارة مزمعة لرئيس السلطة محمود عباس إلى سوريا، لكنها لم تتم بعد، ولم يُحدد موعدها، مع الاكتفاء بالحديث العام عن قُرب إجرائها.
وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني لـ"نورث برس" إن الحديث عن زيارة عباس المتوقعة إلى سوريا يأتي في ظل تطورات كثيرة على الساحة العربية والعالمية والتي من شأنها أن تُحتِّم على الجميع تبادل الأفكار. متابعاً "نحن سعداء عندما تتعافى سوريا لأن ذلك يعني دعماً وإسناداً للقضية الفلسطينية".
ويضيف الفتياني أن الرئيس عباس "يعتبر سوريا من الدول الكبرى التي وقفت وما تزال تقف لجانب الشعب الفلسطيني، وسوريا لها أولوية في جدول زيارته، لكنه لا أحد منا يملك موعداً وتاريخاً محدداً لوصوله إلى دمشق. فهي متروكة للبرنامج المضغوط والحمل الكبير علينا جميعاً ونعرف ما هو حجم المؤامرة علينا".
وتوجهت "نورث برس" بسؤال حول سبب عدم إتمام الزيارة رغم الترويج لها منذ أشهر، فأجاب ماجد الفتياني، "أنها ليست مؤجلة، ولكن هكذا زيارات تحتاج إلى ترتيبات تهيئ الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود من إجرائها".
وكشف الفتياني أنه حتى لو تمت زيارة عباس إلى دمشق غداً، فإنه لن يعلن عنها قبل حدوثها وإنما بعد وصوله؛ وذلك لـ"دواعٍ أمنية وبسبب الظروف الإقليمية والسياسية السائدة… غير أن الزيارة على جدول زياراته، وقد تحصل هذا الأسبوع أو بعده أو بعد شهر. لكن ستُعلن حينما تتم وليس قبلها".
ونوه الفتياني أن رئيس السلطة محمود عباس، قد زار العديد من الدول دون ضجة وهالة إعلامية، مشيراً إلى أنه "يقوم بعمله كقائد لفلسطين وربما بعيداً عن الإعلام".
بيدَ أن الفتياني يعود ويقول إنه لا يقصد أن يكون عباس قد زار دمشق أو سيزروها سراً، معتبراً "أنه ليس سارقاً في هذا العالم، وإنما يكرس حضوراً فلسطينياً"، مبيناً أنه سيعلن عن الزيارة حال إتمامها وليس قبلها.
وأفاد مصدر مطلع لـ"نورث برس" أن رئيس السلطة محمود عباس "تحدث" مع السعودية والعراق ودول أخرى حول إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
وفي السياق، يقول الفتياني "إننا بحاجة للم الشمل العربي، وهناك جهد أيضاً على هذا الصعيد من أطراف عربية أخرى لعودة اللّحمة العربية، لا سيما دول خليجية انفتحت على سوريا وبدأت بإجراءات لإعادة العلاقة مع الحكومة السورية".
وكانت السلطة الفلسطينية قد فتحت مكتباً لتلفزيون فلسطين الرسمي في دمشق قبل أشهر، وذلك في سياق "تطبيع العلاقة" مع دمشق.
ووفق معلومات "نورث برس" فإن رئيس السورية بشار الأسد يشعر في هذه الأثناء بكيمياء وإعجاب شديدين تجاه رئيس السلطة محمود عباس، بسبب موقف الأخير معه، على النقيض من موقف حركة "حماس" التي يعتبرها أنها تخلت عن الحكومة السورية رغم دعمها واحتضانها إياها قبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011