عضو سابق في الكونغرس: استهداف شركاء واشنطن في سوريا مرفوض ومخالف لاستراتيجية الولايات المتحدة

واشنطن – هديل عويس – NPA
قال توم جاريت عضو الكونغرس السابق لـ"نورث برس" أن تواجد الجنرال ماكينزي، والزيارات الرسمية الأمريكية الأخيرة إلى شرق الفرات هي رسالة من واشنطن لتركيا مفادها أن استهداف منطقة قاتلت جنباً إلى جنب مع جنود أمريكيين لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تعتبره واشنطن عدواً أساسياً أمرٌ مرفوض ويقف ضد المبادئ الاستراتيجية لأمريكيا في المنطقة.
ويضيف جاريت النائب السابق في الكونغرس أن ما حدث في عفرين لا يمكن استخدامه لتوقع المشهد في شرق الفرات. مشيراً إلى أن عفرين لم تكن من ضمن المناطق التي دخلها الجيش الأمريكي أو نفذَ فيها أي أهداف، بينما شرق الفرات فهي المنطقة التي تحالف العالم الغربي لتشكيل أكبر تحالف دولي جوي لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" فيها.
وينوه جاريت إلى أن الإدارة الأمريكية "لا تكرر التجربة الخاطئة بالتخلي عن المنطقة  كما فعلت في العراق, فعودة (داعش) للعراق كانت مرتبطة بشكل وثيق بالانسحاب الأمريكي."
ويتابع جاريـت حديثه لـ"نورث برس" أن في الولايات المتحدة لا أحد يقول "سنرسل جيشاً أمريكياً إلى داخل المكسيك لحماية حدودنا من العصابات المكسيكية المنتشرة على الحدود طيلة السنوات الماضية, لذا فذهاب تركيا بجيشها إلى الأراضي السورية وإقامة مناطق آمنة، تنظر إليها الإدارة الأمريكية على أنها سلب لأراضي سوريا، كما حدث في جرابلس والباب".
مصالح
ويرى جاريت أن الاهتمام الأمريكي الحثيث بالمنطقة وعدم التنازل لتركيا من أجل تحقيق أهدافها، يرتبط ارتباطاً مباشراً بمصلحة واشنطن التي لا تريد عودة الفوضى إلى منطقة باتت ملاذاً آمناً للكثير من اللاجئين.
ويردف أن إدارة ترامب بحاجة إلى "عدم فقدان ثقة الحلفاء بالولايات المتحدة", مضيفاً أن هذا "يضع قواتنا في المنطقة وأهدافنا في منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية في خطر".
ويشير جاريت إلى أن التراجع المفاجئ عن قرار الانسحاب الذي أصدره ترامب هو دليل على اهتمام صناع القرار الأمريكيين في هذه المنطقة.
تعقيد الوضع
يقول جاريت لـ"نورث برس", إن ما يزيد الوضع "تعقيداً" بين واشنطن وأنقرة هو غياب الإجماع حول ما يسمى بالـ"الجيش الحر"، المشكلة التي تواجه واشنطن منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد.
ويختتم توم جاريت عضو الكونغرس السابق حديثه مع "نورث برس" قائلاً إن "للمعارضة رسالة عامة إيجابية يتماشى معها المجتمع الدولي، ولكن حين نقترب نرى فصائل مثل النصرة متجذرة بخطابها في المشهد المعارض لا بل تسيطر عليه.
ومنذ البداية رأى صناع القرار في أمريكيا تشابه في جرائم الحرب التي ارتكبتها "النصرة " وفصائل معارضة وأخرى ارتكبتها "قوات الحكومة السورية وحلفاءها."