تباين آراء أطباء سوريين حول لقاح كورونا

 دمشق – نورث برس

تباينت آراء أطباء سوريين بشأن لقاح كورونا، ما بين رافض له ومؤيد باعتباره الوسيلة الأقوى لمواجهة الجائحة، ومن يرى اختلاف الآراء طبيعياً باعتبار أن الطب علم إحصائي تجريبي ويمكن أن يعدل توصياته.

وأصبح اللقاح محل جدل بعد أن قال عصام الأمين، مدير مشفى المواساة في العاصمة دمشق، في تصريحات إعلامية سابقة، إن “سوريا موعودة بمليوني جرعة من لقاح كورونا في شهر شباط/فبراير القادم.”

“الوقاية أفضل”

وقال الدكتور عدنان مقلد، وهو رئيس جمعية “شفاء” التي تعنى بمرضى السرطان في محافظة السويداء، إنه لا يؤيد أخذ اللقاح.

وأضاف لنورث برس: “شخصياً أنا ضد اللقاح، لأنه غير مجرب فترة كافية، يفترض ألا تقل مدة تجربته عن خمس سنوات، عدا عن أن الفيروس متغير الأنماط والسلوك.”

وشدد “مقلد”، الذي دخل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى مشفى السويداء للاشتباه بإصابته بكورونا، على ضرورة التباعد المكاني واستخدام الكمامة والاهتمام بالنظافة الشخصية والتعقيم بدل التفكير في اللقاح.

وقال أيضاً: “كورونا ليس لعبة، يجب توخي الحذر والحامي الحقيقي الإجراءات والوقاية الشخصية.”

وبلغت حصيلة الإصابات المسجلة بفيروس كورونا من قبل وزارة الصحة السورية حتى الآن 13.132 إصابة، شفي منها 6.624 حالة وتوفيت841.

وقال مايكل رايان، مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن العام الثاني لوباء الفيروس التاجي قد يكون أكثر صعوبة من الأول، بالنظر إلى ديناميكيات انتشار كورونا.

وشدد على أن البيانات التي تلقتها المنظمة، خلال الأسبوعين الماضيين، تشير إلى أن الإصابات “بلغت الذروة مرة أخرى.”

“لامبالاة حكومية”

أما بشار رباح، وهو طبيب أخصائي لأمراض الأنف والأذن والحنجرة يقيم في جرمانا قرب دمشق، فقد شدد على ضرورة أخذ اللقاح، “وقبل ذلك الوقاية والحفاظ على التباعد المكاني وارتداء الكمامة .”

وأشار “رباح” إلى أن الأمر المهم حالياً هو التمييز بين الأنفلونزا الموسمية وكورونا، “طيف الأخير متنوع، فغالبية أعراضه تنفسية ألم بلعوم وسعال جاف، وتوجد أعراض أخرى مثل المغص والإسهال ونقص الشهية والصداع الشديد أو نقص السمع أحادي الجانب.”

ورغم الإعلان عن انتظار جرعات من اللقاح، يشكك ناشطون سوريون على صفحات التواصل الاجتماعي في إمكانية الحصول عليه بسهولة، ويتخوفون من أن يتم ابتزاز الناس على غرار فحص PCR، لا سيما للمسافرين للخارج أو العائدين للبلاد.

وقالت صحفية سورية، طلبت عدم نشر اسمها، إنها غير متأكدة من إمكانية الحصول على اللقاح أصلا قبل ان تفكر بقبوله أو رفضه.

وأضافت أن شكوكها تعاظمت بعد ما رأته من معاناة لأحد أقاربها الذي توفي بعد إصابته بالفيروس .

وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم تجاوز 90 مليوناً، توفي منهم ما يقارب من مليوني شخص.

“الاختلاف طبيعي”

وقال مهنا أبو فخر، وهو  طبيب أخصائي بأمراض العظام والمفاصل يقيم في السويداء، إن انقسام آراء الاطباء بشان اللقاح “أمر طبيعي”.

وأضاف: “الفيروس مستجد، ومن الطبيعي أن تختلف وجهات النظر حوله، فالطب علم إحصائي وتجريبي، وما هو صحيح اليوم قد يصبح خطأ في المستقبل.”

وذكر “أبو فخر” أن أطباء سوريين في الخارج “أخذوا اللقاح ويشجعون عليه.”

وقال أيضاً أنه ليس ضد اللقاح بحد ذاته، فهو يحد قدر الإمكان من انتشار الوباء، “إنما أنا ضد تسييس اللقاح.”

إعداد: قيس العبد الله – تحرير: حكيم أحمد