تضرر عمال ومطاعم في قامشلي بعد فترات إغلاق للحد من انتشار كورونا

قامشلي – نورث برس

يقول عمال وأصحاب مطاعم في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، إن أضراراً كبيرة لحقت أعمالهم خلال فترات الإغلاق للحد من فيروس كورونا، وإن الإدارة الذاتية لا تراعي طبيعة عملهم ما يتسبب بفقدان البعض لأعمالهم وانخفاض مداخيل آخرين.

ومنذ أكثر من شهرين، تقوم الإدارة الذاتية بتمديد فترات الإغلاق الجزئي للحد من ازدياد عدد الإصابات بكورونا في مناطقها.

وتحوي مدينة قامشلي أكثر من 20 مطعماً، إلى جانب وجود مقاهٍ خاصة ومطاعم وجبات سريعة.

“وظيفة بالمناصفة”

وقال تمام ديار (25 عاماً)، وهو عامل في أحد مطاعم المدينة، لنورث برس، إنه اضطر لتقاسم أيام العمل صباحاً بعد قرار الحظر مع زميل آخر له ليستطيعا البقاء في وظيفتهما، وذلك بعد أن كانا يداومان بالتناوب نهاراً وليلاً.

واعتادت بعض مطاعم قامشلي سابقاً على العمل من العاشرة صباحاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل، بالإضافة لحفلات كانت تستمر لساعات متأخرة في بعضها.

 وكانت ساعات العمل الإضافية فرصة لزيادة دخل العمال، لكن ومع صدور قرارات الإغلاق المتتالية منذ الأشهر الثلاثة الماضية، تناقصت فرص وساعات العمل في المطاعم وانخفضت الرواتب معها.

ومنذ مطلع تشرين الثاني\نوفمبر الماضي وحتى الآن، تجدد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تمديد فترات الإغلاق الجزئي في مدينة قامشلي، وتضمنت هذه الفترة إغلاقاً كاملاً لمدة عشرة أيام انتهت في الخامس من كانون الأول/سبتمبر الماضي.

“زبونان في النهار”

وقبل ثلاثة أسابيع، مرت فترة أعياد الميلاد ورأس السنة التي تعتبر مواسم عمل بالنسبة للمطاعم، واضطر أصحاب المطاعم والعاملون فيها للالتزام بإجراءات الإغلاق الجزئي.

وأضاف “ديار”: ” أداوم من الحادية عشرة صباحاً حتى الخامسة عصراً، وكل ما نقوم بعمله هو تنظيف الصالة واستقبال اثنين من الزبائن في أفضل الأحوال.”

ويبلغ راتب العامل العادي بدوام كامل في مطاعم قامشلي نحو 150 ألف ليرة، إلا أن هذا الرقم انخفض عند البعض مع تناقص ساعات العمل، بينما فقد آخرون أعمالهم بسبب إجراءات قليل عدد العمال مع انخفاض الإقبال.

لكن مسؤولين في الإدارة الذاتية أعلنوا، في أوقات سابقة، انخفاض نسب الإصابات بكورونا في المدن التي خضعت لإجراءات إغلاق كلي أو جزئي.

وقالت روجين أحمد، الناطقة باسم لجنة الصحة في مقاطعة قامشلي، الشهر الفائت، إن نتائج الحظر الكلي كانت “جيدة”، وانخفضت نسبة الإصابات من  38 بالمئة إلى 22 بالمئة.

وأضافت أن فرض الإغلاق الجزئي منذ ساعات المساء جاء بسبب الوضع الاقتصادي ومعاناة السكان بسبب الوضع المعيشي.

وأعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في ساعة متأخرة أمس الاثنين، عن تسجيل 23 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ثلاث منها في مدينة قامشلي.

وبلغ عدد حالات الإصابة المسجلة بفيروس كورونا في مناطق الإدارة الذاتية 8.363 حالة، منها 284 وفاة، و1.182 حالة شفاء.

“رواتب متوقفة”

ويعتقد جميل حسن، (36 عاماً)، وهو منظم صالة ومشرف على العمال في أحد مطاعم قامشلي، أن أكبر المتضررين من قرارات الحظر هم المطاعم والعمال الذين يعملون فيها.

“لدينا في الحالة العادية 25 عاملاً، لكن عشرة منهم عاطلون عن العمل خلال فترة الحظر، ولا نستطيع صرف رواتبهم وإعادتهم للعمل إلا بانتهاء إجراءات الإغلاق.”

 وأضاف “حسن” أن عمل المطاعم يبدأ بشكل عام بعد الرابعة مساء حيث ينتهي الناس من أعمالهم ويخرجون لتناول الغذاء أو للجلوس والاجتماع مع أصدقائهم، ” ويكتفي من يأتون صباحاً بشرب فنجان من القهوة.”

وتضمن قرار الحظر الجزئي الأخير السماح بفتح جميع المحال التجارية على أن تغلق الساعة الخامسة مساءً، باستثناء الأسواق الكبرى، كما تمنع التجمعات الكبرى كصالات الأفراح وخيم العزاء والاجتماعات والمؤتمرات.

وقال إدريس علي (18 عاماً)، وهو من عائلة تمتلك مطعماً في المدينة، إنهم لم يتمكنوا من دفع رواتب جميع العمال في الأشهر الأخيرة بسبب قلة العمل.

وانتقد “علي” عناصر الأسايش الذين كانوا يدخلون المطعم مع بدء ساعات الحظر ويخرجون الزبائن، ما تسبب بخسارتهم لزبائنهم.

وتقوم دوريات لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” بتنبيه أصحاب المحال في الساعة الخامسة مساء إلى حلول ساعة الإغلاق.

وأضاف “علي” أنه يتمنى أن تعيد الإدارة الذاتية النظر في قرار الحظر أو تلغيه، “تهمنا مصلحة عمالنا كما تهتم الإدارة بصحة الناس.”

ويرى “علي” أن مخاطر انتقال عدوى فيروس كورونا خلال الازدحام الذي يحصل في الأسواق خلال فترة السماح صباحاً أشد من ارتياد المطاعم.

إعداد: ريم شمعون – تحرير: حكيم أحمد