الغلاء يدفع نازحين من عفرين بريف حلب الشمالي للاعتماد على حشائش موسمية

ريف حلب الشمالي – نورث برس

تشهد مناطق في ريف حلب الشمالي، حيث يعيش نازحو منطقة عفرين، شمال غرب سوريا، ارتفاعاً في أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية، في ظل العراقيل التي تفرضها القوات الحكومية على المنطقة، بينما تقوم عائلات بجمع الحشائش الموسمية لتخفيف المصاريف في بعض الأيام.

ويقارن نازحون من منطقة عفرين ارتفاع أسعار الخضار والفواكه حالياً بحياتهم في قراهم ما قبل الغزو التركي في العام 2018 حيث كانوا يعتمدون على أراضيهم الزراعية لتأمين احتياجاتهم.

ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من كل من التفاح والبرتقال حوالي ألف ليرة سورية، فيما يباع الكيلوغرام من البندورة بـ900  ليرة،  ويتراوح سعر الكيلوغرام من البطاطا بين 500 و700 ليرة.

وقال علي شيخ حنان (65 عاماً)، وهو نازح من منطقة عفرين ويسكن في مخيم سردم بريف حلب الشمالي، إنه يحتاج لقرابة خمسة آلاف ليرة سورية يومياً لإعداد وجبة غداء واحدة.

وأشار النازح إلى أن الأوضاع المادية الصعبة للنازحين في ظل قلة فرص العمل تزيد من معاناتهم، “فأضطر أحياناً للاستدانة لتأمين ثمن الخضار.”

ويعتمد نازحون وسكان بريف حلب الشمالي على جمع النباتات كالخبيزة بغرض طبخها، حيث يوفر ذلك عليهم أعباء تحمل تكاليف شراء الخضار.

وتسببت العملية العسكرية التركية برفقة فصائل المعارضة المسلحة في العام 2018  ضد منطقة عفرين بتهجير أكثر من 300 ألف شخص من منطقة عفرين إلى ريف حلب الشمالي، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

ولجأ قسم من مهجري عفرين للسكن في مخيمات (العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا)، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

وقالت فاطمة عبدو(70 عاماً)، وهي نازحة من منطقة عفرين وتسكن في بلدة فافين بريف حلب الشمالي، وهي تنهمك في جمع نبتة الخبيزة: “اليوم الذي أقوم فيه بجمع الخبيزة لا أضطر لشراء بندورة أو بطاطا، فالحياة المعيشية صعبة ولا أملك مصدر دخل.”

وأشارت النازحة إلى أنه قبل سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على منطقتها لم تكن بحاجة لشراء الخضار والفواكه من الأسواق، “كنا نمتلك أشجاراً وكروماً وأراضي زراعية نستثمرها بزراعة كل الأنواع.”

من جانبه، قال بكر حنان (41 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الخضار والفواكه، إن معظم المحال تشهد تراجعاً في عمليات البيع، “ففي السابق كنت أقوم بشراء الخضار والفواكه من التجار يومياً، أما الآن أحتاج لأكثر من يومين لتصريف البضاعة وشراء أخرى جديدة.”

إعداد: دجلة خليل – تحرير: سوزدار محمد