تفاقم أزمة المواصلات في دمشق وريفها لعدم توفر الوقود

دمشق – نورث برس

تشهد العاصمة دمشق وريفها من أزمة مواصلات خانقة، هي الأشد منذ أشهر، جراء توقف عمل عدد كبير من الحافلات الصغيرة “السرافيس” وسيارات الأجرة لعدم توفر الوقود.

وكانت الحكومة السورية, قد أعلنت الأسبوع الماضي, في بيان لوزارة النفط, عن تخفيض نسبة المحافظات الواقعة تحت سيطرتها, من البنزين بنسبة 17% والمازوت بنسبة 24%.

طلاب وموظفون

الحال هذه دفعت كثيرين، وخاصة الطلاب, إلى المشي سيراً على الأقدام للوصول الى كلياتهم ومعاهدهم لتقديم الامتحانات.

وتسير ديانا برنية, وهو اسم مستعار لطالبة في كلية الحقوق, من حي الميدان إلى كليتها في حي البرامكة، لأنها قد تبقى ساعة أو أكثر بانتظار وسيلة نقل عامة، وقد لا تتمكن من الصعود بسبب الازدحام الشديد والتدافع.

وتضطر الطالبة إلى الخروج باكراً وتحمل مشاق السير في الطريق والطقس البارد كي تتجنب تفويت امتحاناتها بسبب عدم توفر وسائل مواصلات.

وقال أبو سعيد الحلبي, وهو اسم مستعار لموظف خمسيني يعيش في منطقة القزاز, لنورث برس , إنه لا يقوى على المشي ولا يتمكن من الصعود في وسائل النقل العامة في ظل الازدحام الشديد.

وأشار إلى عدم قدرته على دفع أجرة سيارات التكسي.

وأضاف “الحلبي” أنه ينتظر بعيداً عن التجمعات، ويلوح مستوقفاً سيارات خاصة قد يرأف أصحابها بحاله وكبر سنه.

رواتب متدنية

ويعتمد معظم السكان في دمشق على حافلات صغيرة للنقل العام وهي ذات أجرة مقبولة (100 ليرة سورية), لكن عدم توفر المازوت دفع سائقين إلى التوقف عن العمل وآخرين إلى رفع تعرفة الركوب، لا سيما من يعملون على خطوط ريف دمشق.

وارتفعت أجرة سيارات التكسي لثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل أشهر قليلة، ما أجبر من اعتادوا عليها على التفكير في التكاليف المرهقة.

و انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور طوابير سيارات تمتد لمئات الأمتار وهي تنتظر دورها في الوصول إلى محطات الوقود.

ومع انهيار الليرة السورية، يقول موظفون إنهم بحاجة لأكثر من خمسة أضعاف راتبهم الوسطي المقدر حاليا بـ 60 ألف ليرة سورية، من أجل تلبية متطلبات الحياة اليومية.

مخصصات مُباعة

وقال عبدو أحمد, وهو أحد العاملين في محطة وقود لتوزيع المازوت،  لنورث برس,  إن كثيرين من سائقي السرافيس يستلمون مخصصاتهم ويقومون ببيعها في السوق السوداء, حيث يصل سعر اللتر فيها إلى 1500 ليرة أحياناً.

وقال زيد العلي, وهو اسم مستعار لسائق يعمل على خط جرمانا-باب توما, لنورث برس, إن سبب الأزمة الرئيسي هو عدم توفر المازوت، “وصاحب السرفيس يضطر للوقوف لساعات لكي يحصل على أقل من 20 لتراً.”

وعما يشاع عن بيع سائقين لمخصصاتهم, قال: “يحصل هذا، وهو أربح وأقل تعباً، فبعض السائقين يمضون الليل في المحطة, لا يمكن  لهم الانتظار طوال الليل ثم العمل في النهار.”

أولوية التدفئة

وقال مسؤول في مديرية محروقات دمشق, اشترط عدم نشر اسمه, إن الأزمة ستبدأ بالانحسار بعد وصول توريدات إلى مصفاة بانياس.

 لكن المسؤول نفسه، أشار إلى أن توزيع مازوت التدفئة سيأخذ وقتاً, فالأولوية الآن للمدارس والمستشفيات  “, ما يعني أن هذا الشتاء يمكن أن ينتهي قبل أن تصل مخصصات (100 لتر) إلى العائلات.

 يذكر أن غالبية الأسر السورية لم تحصل على مخصصاتها من مازوت التدفئة حتى الآن، ما يعني تكرار عدم حصولهم عليها كما الشتاء الماضي .

 إعداد: قيس العبد الله  –  تحرير: برور ميدي