ألغام ومخلفات حرب بمناطق سيطرة حكومية شمال حلب تتسبب بعدم زراعة أراض واسعة
حلب – نورث برس
يقول مزارعون من مناطق بريف حلب الشمالي خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، شمالي سوريا، إن الألغام المزروعة في الأراضي الزراعية ومخلفات الحرب تهدد حياتهم وتحول دون استثمارها، وخاصة مع حوادث انفجارها المتسببة بأضرار مادية وبشرية.
وتسبب عدم إزالة الألغام من الأراضي والمنازل، بالرغم من مرور ما يقارب العام على سيطرتها عليها، بترك مساحات من الأراضي دون زراعة.
وخلال شهر شباط/فبراير من العام الماضي، تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على بلدات عندان وحريتان وحيان وكفر حمرة وقبتان الجبل والشيخ عقيل وقرية عنجارة بريف حلب الشمالي إثر معارك مع فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا.
“مخلفات حرب”
وقال عبدو البيج (53 عاماً)، وهو مزارع من بلدة حيان، إن تصريحات الحكومة حول مناطقنا منافية للواقع، “فمناطقنا غير آمنة ونحن نعيش خطر الألغام حتى الآن.”
وأشار إلى أنهم تمكنوا بجهود أهلية من إزالة مخلفات للحرب وبعض الألغام من بين المنازل والطرقات، “لكن لم نتمكن من إزالتها في الأراضي الزراعية.”
وذكر المزارع أنهم طالبوا الأجهزة الحكومية مراراً بضرورة استقدام فرق هندسية لإزالتها “لكن لم يحصل تجاوب حتى هذه اللحظة.”
والأسبوع الفائت، انفجر لغم أرضي بقطيع من الأغنام كان مزروعاً في أحد الأراضي الزراعية ببلدة بيانون بريف حلب الشمالي، تسبب بنفوق أكثر من ستة أغنام، وفقاً لما أفاد به سكان من البلدة لنورث برس.
“مجازفات خطرة”
لكن مزارعين آخرين في المنطقة قالوا إنهم زرعوا أرضيهم بالرغم من إدراكهم لمخاطر انفجار الألغام ، وذلك لأنهم أنهم يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي، في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل.
وقال عبدالله أسمة (35عاماً) وهو مزارع من قرية بيانون، إنه قام بحراثة أرضه الزراعية رغم تخوفه من الألغام، “عملي كان مجازفة خطيرة وغير محمودة العواقب.”
وخلال سنوات خلت، زرعت ألغام في الأراضي الزراعية في الريف الشمالي لحلب، وخاصة تلك التي كانت تقع على خطوط التماس بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية.
“أراض بور”
ويقدر سكان بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي مساحة الأراضي الزراعية التي لم تستثمر في ريف البلدة بسبب الخوف من انفجار الألغام بأكثر من 30 هكتاراً.
وقال علاء ديب (32عاماً)، وهو من سكان بلدة الزهراء، إن مزارعي البلدة لم يتمكنوا حتى الآن من استثمار الأراضي الزراعية وكروم العنب والزيتون الواقعة جنوب البلدة حيث كانت خط تماس مع الفصائل المسلحة.
واتهم فصائل المعارضة الموالية لتركيا بتعمد زرع أكبر كمية من الألغام وترك مخلفاتها في محيط البلدة وبين الأراضي الزراعية التي كانت واقعة تحت سيطرتها.
ورأى “ديب” أن إزالة الألغام ومخلفات الحرب، لا سيما القذائف والصواريخ التي خلفتها الفصائل المسلحة وقامت بدفنها في الأراضي الزراعية، تقع على عاتق القوات الحكومية التي تمتلك معدات وخبرات لإزالتها.