تراجع عدد الإصابات بكورونا في حسكة وسط توقعات بانتهاء خطره مع حلول الصيف

حسكة – نورث برس

تشهد مدينة حسكة وريفها، أسوة بباقي المدن في شمال شرقي سوريا، تراجعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مع حلول العام الجديد، في ظل إجراءات الإغلاق الجزئي المفروضة على المنطقة.

وسجلت مدينة حسكة وريفها منذ مطلع هذا العام حوالي 29 إصابة بفيروس كورونا المستجد، وثلاث حالات وفاة فقط، بحسب قسم الطوارئ لمرضى الوباء.

وتخضع كافة مناطق شمال شرقي سوريا لإغلاق جزئي، ومن المقرر أن يستمر حتى العشرين من هذا الشهر.

وأرجع آمد حسو وهو إداري في قسم الطوارئ لمرضى فيروس كورونا في حسكة، سبب تراجع عدد الإصابات بالفيروس إلى الإجراءات المتعبة من فرض إغلاق كلي في الفترة السابقة.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، فرضت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إغلاقاً كلياً استمر لمدة عشرة أيام في مدن حسكة وقامشلي والطبقة والرقة.

وقال مسؤولون في القطاع الصحي حينها، إن الإغلاق الكلي ساهم بتراجع عدد الإصابات في المنطقة.

“كورونا سينتهي”

وبحسب مسؤول قسم الطوارئ، فإن “توقعات الأطباء حيال كورونا تشير إلى أنه مع حلول الصيف سينتهي خطر انتشار الفيروس في المنطقة كلياً، في حال استمر انخفاض الإصابات على هذا المنوال، خاصة مع إيجاد لقاحات لها.”

وأعلن خبراء الصحة في كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، العام الماضي، عن إيجاد لقاحات لوباء كورونا، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى فاعليتها في الشفاء بعد التجربة.

ومن المتوقع بحسب الصحة العالمية، أن يحصل معظم الدول العالمية على جرعات مضادة للفيروس خلال هذا العام.

وبحسب المنظمة، فإن “الدول الأكثر فقراً ومنها سوريا, ستبدأ تلقي أولى اللقاحات ضد كوفيد-19 بين نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الجاري ومنتصف شباط / فبراير المقبل.”

“خطر قائم”

لكن على الرغم من التراجع الملحوظ في الإصابات، يتخوف سكان من ارتفاع الحالات في ظل غياب شبه تام لوسائل الحماية الشخصية من ارتداء الكمامات والمحافظة على التباعد الاجتماعي.

ومع نهاية عام 2020 وصل عدد المصابين بالفيروس في مدينة حسكة وريفها لنحو 1500 حالة وفق المسحات التي تم إجراؤها، في حين تم تسجيل 208 حالة شفاء و85 حالة وفاة، بحسب “حسو”.

واحتلت مدينة حسكة المرتبة الثالثة بين مناطق الإدارة الذاتية مع نهاية العام الماضي، بعد مدينتي ديرك وقامشلي.

 وفي صالون للحلاقة الرجالية بحي الصالحية في مدينة حسكة، يحتك بيشوار خلف (32عاماً) مع عشرات الزبائن يومياً.

وقال “خلف” إنه يحاول قدر الإمكان تطبيق وسائل الحماية الشخصية من ارتداء قفازات وكمامات أثناء تعامله مع الزبائن، إضافة إلى تعقيم الأدوات المستخدمة في الحلاقة.

 وأشار الحلاق إلى أن خطر الفيروس ما زال قائماً، “لا نعرف بأي لحظة نُصاب بالمرض، خاصة بالنسبة لنا كحلاقين في اليوم يأتينا عشرات الزبائن، لكن نحن أرباب أسر مجبرين على العمل.”

“معايشة الفيروس”

وفي ذات الحي، يعمل كاميران يوسف(43 عاماً) في محل لصيانة الأدوات المنزلية، وهو الآخر يتعامل يومياً مع الزبائن.

وأصيب “يوسف” الصيف الماضي بالفيروس ولزم المنزل قرابة شهر حتى تعافى منه.

لكن على خلاف سابقه أشار “يوسف” إلى أنه لم يعد يكترث كثيراً لخطر الفيروس لما تشهده المنطقة من تلوث بيئي وطبيعة عمله التي تتطلب الاحتكاك مع السكان.

وكانت مسؤولة الشؤون الطبية في مديرية الصحة بمدينة حسكة راماندا عيسى، ذكرت لـنورث برس في تصريح سابق العام الماضي، بأن منطقة حسكة وإقليم الجزيرة دخلا مرحلة “التعايش مع فيروس كورونا” بسبب ازدياد أعداد الإصابات.

ويبرر سكان محليون عدم التقيد بالإجراءات بأنهم لم يعتادوا على ارتداء الكمامات رغم الموجة القوية للجائحة التي اجتاحت المنطقة العام الماضي، والتي تسببت في إصابة ووفاة آلاف الأشخاص.

 إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد