الموافقة الأمنية تحرم طلاباً متخرجين في الجامعة من الحصول على وثائقهم الجامعية
دمشق – نورث برس
يواجه طلاب متخرجون من جامعة دمشق والجامعات السورية الأخرى عقبات تحول دون حصولهم على وثائق التخرج, بسبب شرط تقديم موافقة من الأفرع الأمنية التابعة للحكومة السورية.
ومن شأن عدم الحصول على الموافقة الأمنية, عرقلة منح الطالب وثائقه الجامعية بسبب ملفات أمنية أو لأنه متخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية ضمن صفوف القوات الحكومية.
و ترفض جامعة دمشق منح وثائق التخرج للطلاب المتخرجين من كلياتها, إلا بعد حصولهم على الموافقة الأمنية، ما يؤدي إلى حرمان الكثير منهم من ثبوتيات تخرجهم ومن فرص عمل يحتاجون إليها.
“وكالات ومصاريف”
وحُرِم مؤيد الشامي ( 33 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالب متخرج من كلية الإعلام بجامعة دمشق، من وثائق تثبت تخرجه.
وقال لنورث برس:” حاولت بشتى الوسائل الحصول على أوراقي عبر توكيل زملائي، ودفعت مبالغ مالية طائلة ولكن دون جدوى.”
ويعمل “الشامي” حالياً في محل ببيع العطورات في مدينة جرمانا بريف دمشق، وتقتصر تحركاته فقط ضمن المدينة خوفاً من توقيفه على الحواجز وسوقه للخدمة الإلزامية.
و كان من المفترض أن يعمل “الشامي” الآن في إحدى وسائل الإعلام, لكن حرمانه من وثائقه الجامعية وعدم قدرته على التحرك بحرية حالا دون حصوله على عمل .
كما وتعتبر الموافقة الأمنية شرطاً ملازماً لأغلب المعاملات في الدوائر الحكومية كمعاملات استئجار وبيع العقارات والسيارات واستخراج الثبوتيات الجامعية والتوظيف في الشركات العامة والخاصة .
نشرة شرطية
وقال هيثم غازي (32 عاماً) ، وهو طالب متخرج من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق منذ ثلاثة أعوام ، إنه لم يتمكن حتى الآن من استلام وثائقه الجامعية لأنه متخلف عن الخدمة الإلزامية.
وأضاف أنه اضطر للانتقال إلى مدينة قامشلي في شمال شرقي سوريا بعد تخرجه, لانتهاء مدة تأجيله الدراسي وخشيته من سوقه للخدمة العسكرية.
وأشار “غازي” إلى أنه قام بتوكيل زميلة له لاستخراج مصدقة التخرج الخاصة به ووثيقة كشف العلامات, “لكنها لم تستطع الحصول عليهما بسبب وجود نشرة شرطية باسمي بسبب التخلف عن الخدمة العسكرية.”
وتضم المناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة السورية متخلفين عن الخدمة العسكرية، ما يؤدي لحرمانهم مما يحتاجونه من ثبوتيات رسمية للدراسة والملكية ووثائق السجل المدني وجوازات السفر بسبب تجنبهم الدخول إلى المناطق التي تضم حواجز أمنية ودوائر حكومية.
تنسيق أمني
ويعد الطالب متخرجاً عند نجاحه في جميع مقررات الخطة الدراسية المعتمدة ومشروع التخرج، ويحتاج عادة إلى فترة بين شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يتمكن من الحصول على مصدقة التخرج بعد موافقة مجلس شؤون الطلاب ومجلس الجامعة.
وتعتبر هذه الفترة طويلة بالنسبة للطالب الذي يصبح مطلوباً للخدمة الإلزامية بحكم أن الجامعات تراسل شعب التجنيد التي تلغي تأجيل الطلاب المتخرجين، فيضطر الطلاب إلى توكيل زملاء لهم في حال النجاح في موادهم, لاستخراج وثائقهم الجامعية والسفر.
لكن شرط حصول الموكِل والموكَل على الموافقة الأمنية يحول دون حصول الطالب على وثائقه الجامعية.
وقال مصدر من رئاسة جامعة دمشق، لنورث برس، إن شرط الموافقة الأمنية للحصول على مصدقة التخرج يأتي لمنع الطالب من “التهرب من الخدمة الإلزامية في الجيش.”
وأضاف أن هذا الإجراء جاء بتوصية من “الجهات الأمنية” التي ألزمت الجامعات الحكومية والخاصة بإبلاغ شعب التجنيد حال تخرج الطالب لديهم.
وأشار المصدر إلى أنه :” هناك تنسيقاً عالي المستوى بين بشعب التجنيد وبين الجامعات، إذ توجد مراسلات شبه يومية حول الطلاب المتقدمين بطلبات التأجيل أو الطلاب المتخرجين.”