ارتفاع أسعار العلف بالتزامن مع انخفاض أسعار المواشي وحالة ركود في أسواق منبج

منبج – نورث برس

تشهد أسواق تجارة المواشي في مدينة منبج، شمالي سوريا، حالة ركود في عمليات بيع وشراء وانخفاضاً في أسعارها، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأعلاف وشح هطول الأمطار في المنطقة.

وقال مربو مواشٍ في المدينة إن عدم توفر المراعي بسبب تأخر هطول الأمطار تسبب لهم بخسائر أثناء شراء الأعلاف وبيع المواشي.

“أرباح قليلة”

وقال عثمان عوني (55 عاماً) وهو مربي أغنام بريف منبج الشرقي، إن ارتفاع أسعار الأعلاف انعكست سلباً على تربية المواشي، “نضطر اليوم للاستدانة من أجل تأمين العلف للأغنام.”

وارتفعت مؤخراً أسعار الأعلاف بمختلف أنواعها، حيث وصل كيلو التبن إلى 300 ليرة، فيما ارتفع سعر النخالة إلى 550 ليرة للكيلوغرام الواحد، بينما وصل سعر كيلوغرام الشعير إلى 510 ليرات سورية، والارتفاع مستمر بحسب تجار أعلاف في المدينة.

ولا يختلف الحال مع مواد علفية أخرى للمواشي والدواجن فقد ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الذرة من 300 إلى 550 ليرة سورية، أما القمح فيباع الكيلوغرام منه بـ 600 ليرة.

وكان “عوني” قبل ارتفاع أسعار الأعلاف يعتمد على بيع القليل من رؤوس أغنامه لتأمين ثمن الأعلاف، “كان ثمن نعجة واحدة يكفينا لشراء أعلاف تكفي لمدة 20 يوماً،  لكن اختلف الوضع اليوم فثمن النعجة لم يعد يؤمن طناً واحداً من الشعير أو النخالة.”

وأضاف: “أصبحت تربية المواشي مكلفة جداً ولا تدر أرباحاً كالسابق.”

ويشتكي مربو المواشي من انخفاض أسعار المواشي في ظل ركود عمليات البيع والشراء، حيث انخفض سعر رأس الغنم الواحد بمقدار 200 ألف ليرة سورية قياساً بالشهر الفائت.

وأشار “عوني”، أثناء محاولته إقناع أحد التجار بالشراء، إلى أنه يعرض منذ أكثر من عشرة أيام نعجة للبيع، “لكن لا أحد يشتري، أو يعرضون ثمناً قليلاً لشرائها.”

ويأتي ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض أسعار المواشي في معظم مناطق شمال شرقي سوريا.

احتكار وجفاف

وقال إسماعيل عبد العزيز، المسؤول عن الإحصاء في مؤسسة الثروة الحيوانية في مدينة منبج، إن سبب ارتفاع الأعلاف يعود إلى احتكار التجار للأعلاف في ظل تأخر الأمطار، حيث يقوم بعض التجار بتخزين كميات كبيرة من الأعلاف بانتظار بيعها بأسعار مرتفعة.

وفي السادس من الشهر الجاري، قرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بالتنسيق مع هيئة الاقتصاد وشركة تطوير المجتمع الزراعي، تخفيض سعر النخالة العلفية من430  ليرة سورية إلى  300 ليرة.

ونص قرار المجلس التنفيذي على إجراء احصاء للثروة الحيوانية في مناطق شمال شرق سوريا على أن يتم توزيع النخالة من المطاحن على المربين عن طريق لجنة مؤلفة من اتحاد الفلاحين وهيئات ولجان الزراعة ومندوبين من المجالس البلدية.

وتشير إحصاءات مؤسسة الثروة الحيوانية في مدينة منبج إلى وجود 39.450 رأس غنم و1.550 من الماعز، بالإضافة لـ 8.250 خروفاً، في حين بلغ عدد الأبقار والعجول 2.010 رؤوس.

وتحتاج قطعان الثروة الحيوانية في مدينة منبج إلى ما يقارب 1.600 طن من النخالة شهرياً للمواشي، بحسب مؤسسة الثروة الحيوانية.

وبدأت مؤسسة الثروة الحيوانية في منبج بتوزيع النخالة العلفية لمربي المواشي المسجلين فقط في المؤسسة كل حسب حاجته وبالسعر المحدد في القرار، بحسب “عبد العزيز”.

لكن هاني غسان (42 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الأعلاف بالقرب من سوق المواشي، أرجع ارتفاع أسعار الأعلاف إلى تأخر هطول الأمطار.

وقال إنه مبيعاته من الأعلاف على اختلاف أنواعها كانت نتراوح ما بين 15 طناً و50 طناً يومياً، “لكن حالياً لا أبيع في اليوم طناً واحداً، فغالبية المربين يشترون حاجتهم أو أقل منها.”

إعداد: صدام الحسن – تحرير: سوزدار محمد