تقنين حاد في كهرباء حماة يؤدي لتوقف أعمال وسط اتهام مسؤولين بالفساد
حماة – نورث برس
تشهد مدينة حماة وريفها، وسط سوريا، تقنيناً حاداً في الكهرباء، ما تسبب بأزمة مياه لعدم وصولها إلى المنازل إلا عبر المضخات التي تعمل على الكهرباء، وتوقف أعمال ورشات خاصة ومنشآت حكومية.
وتتراوح ساعات تغذية مدينة حماة بالكهرباء ما بين أربع إلى ست ساعات يومياً، في ظل عدم توفر مولدات خاصة “أمبيرات” في الأحياء.
أعباء إضافية
وقال هيثم الزعيم (54 عاماً) وهو من سكان حي القصور في مدينة حماة إنهم يعانون من أزمة مياه خانقة، “فالمياه لا تصل إلى منازلنا إلا بوجود المضخة الكهربائية والكهرباء لا تأتي إلا نادراً.”
ويضطر “الزعيم” كغيره من سكان المدينة لشراء المياه من صهاريج المياه الجوالة، “ما يشكل عبئاً إضافياً علينا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.”
ويبلغ سعر ألف لتر من مياه الصهاريج، سبعة آلاف ليرة سورية، حيث تحتاج العائلة الواحدة لنحو ألف لتر كل يومين.
وفي الأسبوع الفائت، خرج سكان في مظاهرة أمام شركة كهرباء حماة، وطالبوا بزيادة ساعات توفر الكهرباء، ومحاسبة المسؤول العام عن برامج التقنين محمد الرعيدي الذي اتهموه بإعفاء عدة مناطق، من بينها سلحب التي يتحدر منها، من التقنين على حساب مناطق أخرى.
وتدخل حينها عناصر فرع الأمن الجنائي لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن مبنى شركة الكهرباء.
لكن “الرعيدي” قال في تصريح لصحيفة الوطن شبه الرسمية إن بعض المناطق والقرى بحماة، تشترك مع مواقع حكومية يستوجب تأمين التيار الكهربائــي لها، “مثــل مناطــق سلحب وجب رملة ومعرشــحور وحياليــن.”
ورشات توقفت
وأثر التقنين الحاد بشكل مختلف على خالد الحسن (38 عاماً)، وهو صاحب محل حدادة في مدينة حماة، حيث ينعكس الانقطاع الطويل للكهرباء سلباً على عمله ودخله اليومي، “بدل أن أعمل سبع ساعات في اليوم، أعمل ساعة وأبقى باقي اليوم بدون عمل.”
وأشار “الحسن” إلى أن التقنين الحاد في الكهرباء أدى لإيقاف أغلب الورشات الصناعية الخاصة، “فالمدة المتقطعة لساعة كهرباء أو ساعتين خلال النهار لا تمكّننا من إنجاز العمل.”
ولم تقتصر أضرار التقنين على القطاع الخاص بل شملت القطاع العام أيضاً، حيث أدى إلى انخفاض الإنتاج في المعامل التابعة للحكومة.
وكانت رئيسة نقابة عمال الغزل والنسيج في محافظة حماة، عبير الصليب، قد قالت في تصريح في وقت سابق لمجلة شام تايمز إن “تقنين الكهرباء الجائر والطويل المتبع حالياً، أدى إلى عمل محالج حماة بوردية واحدة فقط، ما أثر سلباً في الإنتاج.”
ويتهم سكان مدينة السلمية بريف حماة، الحكومة السورية ببيع حصصهم من الكهرباء لمنشآت خاصة تعمل في محيط المدينة.
لكن أحمد اليوسف المدير العام لشركة كهرباء حماة، نفى في تصريح لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، الأحد الماضي، بيع الكهرباء للمصانع المنتشرة على طريق السلمية حماة، ووصف ما يتم تداوله بأنه “إشاعة.”
انقطاعات ساعة الوصل
لكن مصطفى الأمير(40 عاماً) من سكان مدينة حماة، قال إنهم اعتادوا على “التقنين القاسي” في الكهرباء، “لكن المشكلة الأكبر هي الانقطاع المتكرر خلال ساعات التغذية، خلال ربع ساعة تنقطع الكهرباء أكثر من عشر مرات.”
ويتسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي خلال ساعة الوصل باحتراق الأدوات الكهربائية المنزلية، وهو ما يحتاج إلى مبالغ مالية “كبيرة” يعجز السكان عن دفعها.
وأشار “الأمير” إلى أن أدواته المنزلي تعطلت واحترقت أكثر من مرة، كان آخرها احتراق غسالته الشهر الماضي، حيث اضطر لدفع 70 ألف ليرة سورية لإصلاحها، “وكل المنازل تعاني من المشكلة نفسها وليس هناك حل.”
لكن أحمد الكمال وهو موظف في شركة كهرباء حماة قال، لنورث برس، إن التقنين مرتبط بمركز التحكم في مدينة دمشق وأن التردي سببه الحمل الزائد على شبكة الكهرباء.
وأشار “الكمال” إلى أن السكان نتيجة البرد وعدم توفر الغاز والمازوت، يقومون بتشغيل كافة الأدوات الكهربائية وخاصة الدفايات والمكيفات والسخانات في الوقت المخصص للكهرباء، ما يشكل ضغطاً وحمولة زائدة على شبكة الكهرباء ويؤدي لفصل الكهرباء عدة مرات في ساعة الوصل .