أكاديميان سوريان معارضان يعتبران روسيا دولة “احتلال” ويحملانها مسؤولية قتل السوريين

دمشق – نورث برس

حمَّل أكاديميان سوريان معارضان، الأربعاء، روسيا مسؤولية المشاركة في إيصال الأوضاع في سوريا، إلى ما هي عليه اليوم، في قتل وتهجير الشعب السوري.

وجاء ذلك تعليقاً على قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, الأسبوع الفائت: إنه عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسار السوري، يُنطلق بالدرجة الأولى من مصالح الدولة الروسية.

وجاء كلام بوتين خلال مقابلة نشرت في فيلم وثائقي على قناة “روسيا-1″، الأسبوع الماضي.

دعم الديكتاتورية

اعتبر الأكاديمي السوري المعارض إسماعيل أبو عساف, أن كلام بوتين يحتاج إلى وقفة مراجعة جدية.

وقال “أبو عساف”  في تصريح  خاص, لنورث برس: إن “السياسة حَوَلت القوات الروسية إلى قوات غازية، وأمضى الشعب الروسي عقوداً يتحمل الازدواجية القاتلة بين الواقع والمعلن،ولكنه وقع في حلبة المافيا.”

وكان عنوان الفيلم  الذي يتحدث فيه الرئيس بوتين،  “لا مجال للخطأ, زيارة عيد الميلاد إلى دمشق”.

ويغطي الفيلم زيارة بوتين إلى سوريا في أعقاب اغتيال قاسم سليماني والتوتر غير المسبوق الذي شهدته المنطقة بين إيران والولايات المتحدة عشية عيد الميلاد الماضي.

وتساءل “أبو عساف” الذي يقيم في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، وكان قد أقام لأكثر من عقد في روسيا: “هل مصالح روسيا تكمن في قتل الشعب السوري وتحطيم البنى التحتية، وتدمير المدن على رؤوس ساكنيها وتهجيره؟.”

وأضاف: “هل مصلحة روسيا، عداء الشعب السوري وقواه الوطنية ودعم الدكتاتورية الفريدة في العالم؟.”

ويرى أن ما فعلته روسيا يخدم مصلحة إسرائيل، صاحبة طلب الدور الروسي في سوريا.

“صديق محتل”

بدوره، اعتبر الأكاديمي  السوري  المعارض فايز القنطار, أن روسيا لا تكترث  لآلام السوريين، “فهي شاركت في القتل والتهجير, وعملت على تغطية جرائم حرب ضد الإنسانية، وعلى استخدام السلاح الكيماوي.”

وأضاف: “روسيا لم تخجل من استخدام مصطلحات فجة تتناقض مع القيم الإنسانية، وتباهت بتجريب أكثر من ٣٠٠ نوع من أسلحتها الجديدة.”

وقال “القنطار”: “بوتين لا يكترث، جراء وجود ملايين السوريين في المخيمات، وجوع الملايين الذين باتوا يفتقرون لأبسط مقومات الحياة.”

وتساءل الأكاديمي السوري “فايز القنطار”, الذي يقيم في فرنسا حالياً, خلال تصريح لنورث برس، “أهذا هو “الصديق الذي جاء به النظام لحمايته من السقوط؟.”

ووصف “القنطار”، بوتين بـ”المحتل” الذي يسيطر على ثروات الشعب السوري وينهب خيراته، “دون أن يتحمل مسؤولية قانونية.”

وكانت روسيا قد هاجمت وعلى لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، الدول التي ترفض الاعتراف بالانتخابات الرئاسية  المقبلة في سوريا.

ومن المزمع إجراء الانتخابات الرئاسية بين السادس عشر من نيسان/ أبريل، والسادس عشر من أيار/ مايو المقبل.

وظهرت مؤخراً، تسريبات أفاد بها المعارض السوري كمال اللبواني، عن خطة روسية وافق عليها الرئيس السوري، تتضمن انشقاق قسم من المعارضة السورية وتشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على أن يفوز بها الأسد.

وأشار “القنطار”، إلى أن الحكومة السورية طلبت من روسيا التدخل 2015، وهي بذلك مكنتها من “احتلال” سوريا.

إعداد: قيس العبد الله – تحرير: برور ميدي