ازدياد حوادث السير وسط غياب التنظيم المروري في إدلب

إدلب – نورث برس

تتكرر الحوادث المرورية في إدلب، شمال غربي سوريا، لأسباب عدة أبرزها تحفّر الطرقات وقيادة الأطفال للمركبات، إلى جانب عدم تنظيم حركة السير وغياب رقابة أي سلطة حكومية.

وفي بعض الأشهر الماضية، تسببت الحوادث بإصابات وخسائر بشرية واقتصادية كبيرة، فتجاوز نسبة الوفيات عشرة أشخاص بينما سُجلت عشرات الإصابات.

” أطفال سائقون”

ويقول سكان في إدلب إن ازدياد ظاهرة قيادة الأطفال والمراهقين لسيارات وشاحنات ودراجات نارية، وانعدام خبرتهم بالمخاطر المحتملة القيادة، وعدم الالتزام بقوانينها، تتسبب بازدياد عدد الحوادث.

وفقد حسين الجانودي (50 عاماً)، وهو نازح بمخيم ببلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، ولده البالغ ١٢عاماً في حادث مروري منذ شهرين أثناء عودته من المدرسة.

وقال لنورث برس: “كان يمشي مع أحد أصدقائه إلى جانب الطريق، جاءت سيارة من ورائه ودهسته، دون أن يتوقف السائق لإسعاف ولدي أو معرفة مصيره.”

وعلم “الجانودي” لاحقاً من صديق ولده أن سائق السيارة طفل لا يتجاوز عمره 15 عاماً.

وأضاف أن ولده راح ضحية “طيش وتهور من يسلمون أولادهم قيادة السيارات دون أدنى وعي أو مسؤولية تجاه حياة الآخرين.”

وكان كادر مشفى إدلب المركزي قد نشر، في آب/أغسطس الماضي، أن731 مصاباً بين إصابات كبيرة ومتوسطة وخفيفة إثر 412 حادثاً مرورياً وصلوا لقسم الإسعاف في المشفى خلال شهر واحد.

وخلال الشهر نفسه، قضى 11 شخصاً نتيجة حوادث السير، كما دخل أكثر من 20 مصاباً قسم العناية المشددة نتيجة الإصابات الخطرة، واحتاج 120 مصاباً إلى دخول قسم العمليات، بحسب مشفى إدلب المركزي.

وطلبت اللجنة الطبية في المشفى آنذاك من السكان الانتباه للأطفال بشكل خاص، وعدم تسليم القيادة لمن هم ليسوا أهلاً لذلك، كما حثت الجميع على عدم القيادة بسرعات عالية حفاظاً على أرواح المدنيين .

“طرقات غير مؤهلة”

وتدفع رداءة الطرقات وامتلائها بالحفر نتيجة المعارك والقصف في المنطقة، إلى جانب إهمال صيانتها، بعض السائقين إلى العبور في طرق فرعية وجبلية غير مؤهلة.

وكاد سامر الكيال (39 عاماً)، وهو من سكان بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، أن يفقد حياته أثناء عمله سائقاً لصهريج مياه في البلدة.

وقال لنورث برس إنه أثناء نقل المياه لأحد المخيمات، لم ينتبه لوجود حفرة كبيرة في منتصف الطريق بسبب امتلائها بمياه المطر والوحل، فانقلب الصهريج وأصيب بكسور في قدميه ويديه.

وأضاف أن لا أحد من الجهات التنفيذية يلبي نداء السكان لإصلاح الطرقات المليئة بالحفر والتي تتسبب بحوادث مرورية.

وأعاد إبراهيم الشريف (40 عاماً)، وهو سائق في مدينة إدلب، سبب ازدياد حوادث السير إلى عدم امتلاك السائقين شهادات ومؤهلات قيادة تخولهم قيادة العربات، “بالإضافة إلى عدم وعي شباب بمخاطر القيادة.”

واشار إلى انعدام ضوابط السلامة مثل كثرة المطبات العشوائية وندرة الإشارات والشاخصات المرورية، إلى جانب إشغال الأرصفة بالبسطات، يعيق حركة السيارات والمارة.

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: حكيم أحمد