ركود حركة كراج عين عيسى وتوقف عمل سائقين بسبب القصف التركي المتكرر

عين عيسى – نورث برس

تسبب قصف القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها المتكرر على بلدة عين عيسى، شمال الرقة، بتوقف معظم سيارات النقل العامة “السرافيس” عن العمل بسبب قلة الوافدين إلى البلدة، فضلاً عن نزوح سكان منها.

وتشهد بلدة عين عيسى، منذ أسابيع، قصفاً تركياً مكثّفاً يستهدف أطراف البلدة مع محاولات للتقدّم من قبل عناصر فصائل المعارضة المسلّحة الموالية لتركيا.

وقال سائقون يعملون على خطوط نقل تربط عين عيسى بمدن وبلدات مجاورة إنهم يعتمدون على نقل الركاب كمصدر وحيد لمعيشتهم، لكن قلة المسافرين في الوقت الحالي نتيجة القصف التركي أدى إلى تدني دخلهم اليومي.

“ستة سرافيس”

وتعمل حالياً في كراج بلدة عين عيسى ستة سرافيس فقط من أصل 60 سرفيساً كانت تعمل على خطوط تربط البلدة بمدن وبلدات مجاورة.

وقال محمد الأحمد (25 عاماً)، وهو سائق سرفيس يعمل في كراج بلدة عين عيسى، إنه يضطر حالياً للتوقف أكثر من أربع ساعات دون أن يمتلئ السرفيس بالركاب، “نعود أحياناً إلى المنزل دون عمل.”

وذكر أن السائقين كانوا يقومون قبل القصف التركي بنقل الركاب من وإلى البلدة لأكثر من ثلاث رحلات يومياً، “حالياً لا ننقل سوى رحلة واحدة وبراكبين أو ثلاثة فقط.”

وتعرضَت قرى جهبل وصيدا والمشيرفة الواقعة شرقي عين عيسى، الأحد الماضي، لقصف مدفعي من الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له ، ما تسبب بإصابة شخص بجروح.

وليل الثلاثاء الماضي، شهدت البلدة اشتباكات بين القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى.

ويضطر “الأحمد” وغيره من السائقين الذين يعملون في كراج البلدة لمغادرته عند الساعة الواحدة بعد الظهر، خوفاً من استهداف البلدة بالقذائف ووقوع اشتباكات، على خلاف الفترة الماضية إذ كان الكراج يعج بالركاب حتى ساعات الغروب.

“لا تسليم للمدينة”

وتسيطر حالة من الخوف والقلق على سكان بلدة عين عيسى، وسط صمت الدول الضامنة  تجاه القصف التركي  المتكرر.

وشهدت البلدة الشهر الماضي، اعتصامات واحتجاجات أمام القاعدة الروسية، للتنديد بحالة الصمت حيال ما تتعرض له البلدة من قصف ونزوح.

وفي الآونة الأخيرة تحدثت تقارير إعلامية، نقلاً عن محللين سياسيين وعسكريين، عن رغبة روسيا في تسليم عين عيسى للقوات التركية أو الحكومة السورية.

لكن مجلس عين عيسى المدني نفى أي اتفاق تسليم البلدة إلى القوات الحكومية، وقال إن  كلُّ ما يُقال عن تسليمها “عار عن الصحة.”

واعتبر مصطفى محمد، الرئيس المشارك للمجلس المدني في بلدة عين عيسى، في تصريح سابق لنورث برس، الحديث عن تسليم البلدة “دعايات وحرباً إعلامية لا صحة لها على أرض الواقع.”

رغم ذلك، اضطرت إدارة كراج بلدة عين عيسى ونتيجة لقلة عدد الركاب لرفع قيمة تعرفة الركوب من ألف ليرة سورية إلى ألفين بين البلدة والبلدات والأرياف المجاورة.

وقال عزيز مسلم، وهو إداري في كراج بلدة عين عيسى إن قيمة التعرفة رغم زيادتها لا يعادل مصروف السائق اليومي من مازوت وزيت.

وأشار إلى أن السائقين كانوا يدفعون سابقاً ما بين مئة ألف و150 ألف ليرة سورية لبلدية عين عيسى كرسوم، “لكن حالياً لا ندفع أي مبلغ، لأن السرفيس غالباً ما يخرج من الكراج فارغاً.”

محال متضررة

ولا يختلف حال بشير البوزان (48 عاماً)، وهو صاحب محل أدوات تمديدات صحية وكهربائيات، عن حال سائقي السرافيس، فعمله في تراجع بسبب قلة عدد المسافرين.

وكان محل “البوزان” سابقاً ولوقوعه بالقرب من الكراج يعج بالزبائن الذين كانوا يأتون من قرى وبلدات مجاورة إلى بلدة عين عيسى بغرض شراء احتياجاتهم من المواد، “وكان هناك ازدحام كبير للزبائن.”

وأشار إلى أنه سابقاً كان يعمل هو وشخص آخر في محله لتأمين طلبات الزبائن، بينما يعمل حالياً لوحده، “ففي الوقت الحالي، بالكاد يشتري شخص أو اثنان من محلي.”

ويذكر سكان وسائقو حافلات صغيرة في بلدة عين عيسى أنه قبل ازدياد وتيرة القصف التركي على البلدة وقراها، كان يخرج من الكراج كل ربع ساعة سرفيس واحد ممتلئ بالركاب على الأقل.

إعداد: فياض محمد / عمر علوش- تحرير: سوزدار محمد