حلب – نورث برس
ما تزال قرى وبلدات بريف حلب الغربي، شمالي سوريا، خالية من السكان بالرغم من مرور ما يقارب العام على دخول القوات الحكومية لها، وذلك بسبب غياب الخدمات وعدم توفر مقومات الحياة الأساسية.
وفي شباط/ فبراير من العام الماضي، سيطرت القوات الحكومية على معظم مناطق الريف الغربي لحلب إثر معارك مع فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا.
لكن سكان بلدات قريبة غرب المدينة يقولون إن الحكومة لم توفر بعد أي خدمات أو تسهيلات تشجع سكان هذه القرى والبلدات للعودة إلى منازلهم.
“بلدات مهجورة”
وقال خالد الدرعوزي (42 عاماً)، وهو من سكان بلدة باشنطرة بريف حلب الغربي، إنهم تقدموا بعدة طلبات لبلدية المنصورة ومجلس محافظة حلب لصيانة شبكات الطاقة الكهربائية والمياه، “لكن لم نتلقَّ جواباً.”
وتبعد بلدة باشنطرة عن حي حلب الجديدة الحديث بالمدينة حوالي 10 كم ويصلها طريق معبد بأطراف المدينة الغربية.
لكن البلدة التي تتسع لأكثر من سبعة آلاف شخص ما تزال مهجورة وخالية من السكان الذين توزعوا على مدينة حلب وفي مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة موالية لتركيا، بالإضافة لمن هاجروا إلى خارج البلاد.
يتساءل “الدرعوزي”: “كيف لهؤلاء السكان أن يرجعوا إلى بلدة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة؟”
“ازدحام المدينة”
ويرى سكان أن إعادة الخدمات الأساسية للريف الغربي سيحل مشكلات ناجمة عن الازدحام في المدينة نفسها، كأزمات السكن والمواصلات.
وقال رمضان الأحمد (49 عاماً)، وهو موظف حكومي من بلدة خان العسل يقيم في حي صلاح الدين بمدينة حلب، إن مئات العائلات حزمت أمتعتها العام الماضي مع دخول الجيش السوري إلى خان العسل ظناً منهم أن مقومات الإقامة في البلدة باتت متاحة.
لكن اصطدام العائدين بواقع مرير وعدم توفر حتى مياه الشرب، أعاد تلك العائلات إلى المدينة وسط معاناتهم من دفع إيجارات شهرية تصل إلى 100 الف ليرة للمنازل.
ولا تبعد خان العسل عن مدينة حلب سوى خمسة كيلومترات لجهة الغرب.
“نهب واسع”
وأعاد عمار عبد الحميد، وهو نائب رئيس المجلس البلدي في بلدة بابيص بريف حلب الغربي، خروج شبكات الهاتف والماء والكهرباء عن الخدمة إلى عمليات نهب واسعة لمن أسماهم بـ”عناصر مسيئة” دخلت إلى المنطقة مع القوات الحكومية قبل 11 شهراً.
وأضاف: “كانوا يرتدون لباس الجيش السوري ويعرفون عن أنفسهم باسم اللجان، وهم مدنيون يقاتلون مع الجيش، وقاموا بإكمال الدمار من خلال سرقة أكبال الهاتف والكهرباء والمحولات الكهربائية الضخمة وحتى مضخات المياه.”
كما قام أولئك العناصر بسرقة منازل المدنيين، “لذلك يحتاج استقرار أوضاع ريفنا لجهود شعبية وحكومية جبارة”، عل حد قول “عبد الحميد.”
ويعتبر ريف حلب الغربي أكثر أرياف حلب قرباً من المدينة وأكثرها حيوية وأهمية اقتصادياً، نظرا لكثرة عدد المصانع والمنشآت الاقتصادية المنتشرة فيه والتي لم تؤهل بعد.