سكان في قامشلي يبحثون عن الخبز السياحي وأفران مغلقة بانتظار تسعيرة جديدة
قامشلي – نورث برس
ما تزال أفران تنتج الخبز السياحي في قامشلي، شمال شرقي سوريا، مغلقة الأبواب بعد إيقاف أصحابها إنتاجهم منذ مطلع هذا الأسبوع بسبب ارتفاع أسعار الطحين، بينما يلجأ سكان اعتادوا الاعتماد عليها إلى الخبز المنتج في الأفران العامة رغم انتقادهم لتدني جودته.
ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون في هيئة الاقتصاد والزراعة مع أصحاب الأفران السياحية لبحث مشكلة ارتفاع أسعار دقيق القمح ومطالبة أصحاب الأفران المتوقفة منذ يومين برفع تسعيرة الخبز لتتناسب مع تكاليف إنتاجه، بحسب مسؤولين في الهيئة.
في انتظار دراسة
وقالت ليمان حسنو، نائب رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة في إقليم الجزيرة، لنورث برس، إنهم يعملون حالياً على “إعداد دراسة حول المشكلة لاستصدار قرار مناسب.”
ورجّحت “حسنو” أن تنتهي الدراسة، التي يشارك في إعدادها كل من مديرية الأفران ولجنة الاقتصاد ولجنة تحديد الأسعار التموينية التابعة لهيئة الاقتصاد والزراعة، في غضون بضعة أيام.
وفي هذه الأثناء، يقطع إسماعيل داوود (65 عاماً)، وهو نازح من مدينة سري كانيه (رأس العين) ويسكن في مدينة قامشلي، كل يومين، مسافة طويلة سيراً على الأقدام بين منزله والمخبز الآلي لشراء الخبز بعد فقدان الخبز السياحي في محال البيع.
وقال “داوود”، وهو يمسك بيده اليسرى ربطة خبز وفي اليمنى عكازة تساعده على المشي، إنه كان يؤمن احتياجات عائلته من الخبز سابقاً من محال بيع المواد الغذائية قرب منزله.
“بلد القمح”
ولم يفلح بحث مسعود عموكة (39 عاماً)، وهو من سكان حي الكورنيش بمدينة قامشلي، من الصباح وحتى ما بعد الظهر في الحصول على الخبز.
وقال مستغرباً: “أمر لا يُعقل، في بلدنا المعروفة بوفرة القمح لا يتوفر ما تحتاجه أسرنا من الخبز؟”
وأشار إلى توجهه لأربعة أو خمسة مخابز سياحية وعدد من المحال التي تبيع الخبز ولكن “دون جدوى.”
وكانتنسبة من العائلات تشتري الخبز من أفران الخبز السياحي بسبب تدني جودة ما تنتجه الأفران العامة، إضافةً إلى عدم تغطيتها لحاجة المدينة.
وتشمل مشكلة توقف أفران خاصة للخبز السياحي مدن قامشلي وحسكة وديرك وغيرها من مناطق شمال وشرقي سوريا، بحسب مراسلي نورث برس.
طلبات خاصة
وقال حسن مسور، وهو معتمد خبز لدى عددٍ من الأفران السياحية، إن أفراناً سياحية في قامشلي تعمل فقط لتلبية طلبات المطاعم.
وأمس الأحد، قال صاحب فرن سياحي في قامشلي، اشترط عدم نشر اسمه، إن تكلفة إنتاج الخبز باتت “مرتفعة جداً بعد ارتفاع سعر الدقيق إلى حدٍّ غير معقول.”
ووصل سعر كيس الطحين مؤخراً إلى حدود 40 ألف ليرة سورية بعد ارتفاع أسعار القمح، بحسب أصحاب أفران يقولون إن الاستمرار في العمل بالتسعيرة القديمة للخبز سيؤدي إلى خسارتهم.
وفي تموز/ يوليو الماضي، حددت هيئة الاقتصاد والزّراعة في إقليم الجزيرة، سعر ربطة الخبز السياحي بـ 500 ليرة على أن تزن 700 غراماً ومع هامش زيادة أو نقصان خمسة غرامات.
لكن تسجيلاً مصوراً لنورث برس أظهر، الأسبوع الماضي، وجود نقص في وزن ربطات الخبز السياحي التي تباع في محال بالمدينة.
ويتراوح النقص الملحوظ في وزن ربطات الخبز ما بين 50 و100 غرام للربطة الواحدة.
وكشف أحد معتمدي توزيع الخبز، لنورث برس، عن تخفيض وزن الربطة مؤخراً بما يعادل 50 غراماً على الأقل، دون الرجوع لأي قرار إداري، لكن مخاوف المنتجين من تعرضهم لمخالفات عقب ذلك دفعهم لإيقاف الإنتاج.