اتهامات لجهات أمنية تتبع للحكومة السورية بتهريب المحروقات إلى الأردن

دوار الجوية في محافظة درعا ـ نورث برس/ أرشيف

درعا – نورث برس

تتهم مصادر محلية، في السويداء، جهات أمنية تتبع للحكومة السورية بالإشراف على عمليات لتهريب المحروقات من البنزين والمازوت إلى الأردن عبر وسطاء من محافظة درعا جنوبي سوريا.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية عودة لأزمة المحروقات، خاصة بعد أن خفضت وزارة النفط التابعة للحكومة، أمس الأحد، كميات البنزين الموزعة على المحافظات بنسبة ١٧% وكميات المازوت بنسبة ٢٤%.

وقال مصدر محلي من بلدة “تل شهاب” في الريف الغربي لدرعا، (طلب عدم الكشف عن هويته): إن “خطوط التهريب لمادة البنزين السوري مستمرة على قدم وساق إلى المملكة الأردنية منذ سنوات.”

وأشار في حديث لنورث برس إلى أن “وتيرة عمليات التهريب زادت منذ عام 2018 بعد التسوية التي جرت بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة وبإشراف روسي.”

وبموجب المصالحات، أطبقت الأجهزة الأمنية الحكومية السيطرة على الحدود السورية الأردنية بما فيها منافذ التهريب، بحسب المصدر.

وقال إن على رأس تلك الأجهزة الأمنية، “الأمن العسكري والمخابرات الجوية، حيث باتت عمليات التهريب وعلى رأسها مادة البنزين هي مصادر دخول عالية لتلك الأجهزة.”

وتأتي عمليات التهريب، بحسب المصدر، “تحت معرفة ودراية من الحكومة السورية، وتسهيل كبير من قبلها لأنها المستفيد الأول منها.” 

ولم تتمكن نورث برس من التوصل لرد من الحكومة السورية حول الاتهامات بعملية تهريب البنزين والمازوت للأردن.

وذكر مصدر محلي آخر من منطقة المزيريب، في الريف الغربي الجنوبي لدرعا، إلى أن تهريب مادتي البنزين والمازوت من درعا إلى الأردن لم يتوقف ليوم واحد.”

وتتم عملية التهريب عن طريق تجار ووسطاء السوق السوداء بين الطرفين، وبالتعامل مع ضباط أمنيين حكوميين على طول الحدود، بحسب المصدر.

وأشار إلى أن الضباط الأمنيين يتقاضون عمولات تصل لحدود 3000 دولار أميركي عن كل عملية تهريب تقدر حمولتها بـ20 ألف لتر بنزين، ما يعادل نصف حمولة صهريج نظامي.

وتختلف أسعار مادة البنزين بين سوريا والأردن “بشكل كبير”، بحسب المصدر، ويبلغ سعر لتر البنزين في الأردن 959 فلس مباع في محطات الوقود، ما يعادل حسب سعر الصرف له في سوريا 2859 ليرة، وهذا يعادل أربعة أضعاف سعره النظامي داخل الأراضي السورية والبالغ 650 ل.س للتر الواحد.

وأضاف المصدر: فارق السعر “فتح شهية المهربين السوريين وبعض الضباط الأمنيين في درعا وخاصة الأمن العسكري والمخابرات الجوية إلى حماية شبكة تهريب مرتبطة لدورها بشبكة تهريب مقابلة لها داخل الأراضي الأردنية المحاذية للحدود السورية الجنوبية.”

ويباع لتر البنزين في السوق السوداء المتواجدة في بلدة تل شهاب الحدودية مع الأردن بـ0.50 سنت أميركي، أي ما يعادل 1500 ليرة للتر.

ويعادل ذلك من الجانب الأردني 0.45 فلس، أي بسعر منخفض بقدر النصف مما يباع داخل محطات الوقود في الأردن.

وقال المصدر إن عملية التهريب الممنهج التي تقوم بها جهات أمنية حكومية، “تهدف من خلالها الحصول على العملة الصعبة في ظل الحصار الاقتصادي والمالي الذي تتعرض له وأهمه عقوبات قيصر.”

إعداد: سامي العلي ـ  تحرير: إحسان الخالد