محال الألبسة الجديدة في ديرك.. ركود البيع ومخالفات بسبب الأسعار

ديرك – نورث برس

تشهد محال بيع الألبسة الجديدة في مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، هذه الأيام، كثيراً من الجدل حول الغلاء، فأصحاب المحال يشتكون من ركود البيع، والزبائن يتوجهون للألبسة المستعملة، بينما تحاول لجنة التموين ضبط السوق عن طريق فرض مخالفات.

وارتفعت أسعار الألبسة في ديرك لنحو أربعة أضعاف، كما كافة السلع الأساسية والاحتياجات اليومية من مواد غذائية واستهلاكية ولحوم وغيرها، جراء ارتفاعات متلاحقة في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.

غلاء كبير

وقال سليم رشيد (45 عاماً)، وهو صاحب محل ألبسة في مدينة ديرك، إن إقبال السكان على شراء الألبسة الجديدة تراجع بنسبة 50 بالمئة بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.

ووصل سعر صرف الدولار الأميركي الواحد، الاثنين، في مدينة ديرك إلى  2845ليرة سورية.

وأشار “رشيد” إلى أن الشخص الذي اعتاد سابقاً على شراء قطعتين أو ثلاث قطع من الملابس، فإنه بالكاد يشتري حالياً قطعة واحدة.

وذكر أن سعر قطعة الملابس التي كانت تباع في الحد الأدنى بـ2500  ليرة، باتت تباع بعشرة آلاف ليرة سورية حالياً، “ما يعني أن السعر ارتفع أربعة أضعاف.”

ويلجأ سكان مدينة ديرك وريفها إلى شراء الألبسة الأوروبية المستعملة “البالة” نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة مع الجديدة، في ظل تفاوت أسعار الأخيرة من محل إلى آخر وسط مطالبات بضبطها وتوحيد الأسعار.

وقالت فاطمة خليل(58 عاماً)، وهي من سكان مدينة ديرك، إنها اشترت من البالة نحو ثماني قطع من الملابس بـ45 ألف ليرة فقط، “نشتري ثلاث إلى أربع قطع من الملابس المستعملة بسعر قطعة جديدة.”

وأشارت “خليل” إلى أن ارتفاع أسعار الملابس الجديدة تجبرها على اقتناء المستعملة، “فليس لدي القدرة على شراء الألبسة الجديدة.”

كساد وخسائر

وقامت لجنة التموين في مدينة ديرك بتحديد نسبة الربح لأصحاب محال الألبسة الجديدة بـ 20 بالمئة للبضاعة المستوردة بالدولار الأمريكي و15 بالمئة للبضاعة الوطنية.

وتقوم اللجنة بتحديد نسبة أرباح أصحاب المحال من خلال تدقيق فواتير الشراء والبيع، وتحدد نسبة الربح بالليرة السورية سواء أكانت البضاعة مستوردة بالدولار أو كانت بضاعة وطنية واشتراها صاحب المحل بالعملة المحلية.

لكن دارا هازم (40 عاماً)، وهو صاحب محل ألبسة جديدة في ديرك، قال إن الإقبال على شراء الألبسة من محله لا تبلغ حتى عشرة بالمئة مقارنة مع العام الماضي.

وأضاف: “السكان يشترون الألبسة الأساسية فقط.”

ولم يقم “هازم” هذا العام، باستيراد المعاطف الشتوية هذا الموسم، “فالناس لا يشترونها لأنها باهظة الثمن.”

ويتراوح سعر البنطال في مدينة ديرك بين 15و 20 ألف ليرة، ويصل ثمن البلوزة إلى 25 ألف ليرة، بينما يباع المعطف الواحد بأكثر من75  ألف ليرة.

وأدى عزوف كثير من سكان المدينة وريفها عن شراء الألبسة الجديدة إلى خسارة بائعيها، وتكدست البضائع في محالهم في ظل ارتفاع إيجارات المحال إلى الضعف.

وذكر تجار من مدينة ديرك لنورث برس أن قيمة خسارتهم تجاوزت ملايين سورية بسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار وانهيار قيمة الليرة السورية وتكدس البضائع في محالهم.

مخالفات تموينية

وللجنة التموين بمدينة ديرك موقف آخر حيال الغلاء، فقد قامت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بمخالفة 23 محلاً، بينها عشرون مخالفة لعدم إعلان الأسعار ومخالفتان لعدم إبراز الفواتير ومخالفة واحدة بسبب زيادة غير مقبولة لسعر البيع.

وقام صاحب المحل المخالف ببيع بنطال بـ28 ألف ليرة، في حين كانت الماركة نفسها تُباع في محل آخر بـ22  ألف ليرة، بحسب إداري في اللجنة.

ويعلل أصحاب محال تلك المخالفات بأنهم يشترون معظم البضائع بالدولار ويبيعونها بالليرة السورية، إضافة إلى اضطرارهم لدفع رسوم إضافية على الشحن ونقلها عبر المعابر الحدودية ودفع الضرائب السنوية.

وقال لقمان شمالي، وهو مسؤول إداري في لجنة تموين بمدينة ديرك، إنهم رفضوا طلب أصحاب المحال ببيع الألبسة بالدولار الأميركي.

“طلبوا التعامل بالدولار لكن رفضنا وأبلغناهم بتحديد الأسعار بالليرة وسنخالفهم في حال لم يلتزموا.”

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد