طلاب جامعيون في حماة بين إيقاف الدراسة أو العمل بعد الدوام

حماة – نورث برس

يضطر طلاب جامعيون في حماة، وسط البلاد، لإيقاف دراستهم هذا العام أو مزاولة عمل بعد محاضراتهم، وذلك بسبب المصاريف المتزايدة للدراسة الجامعية وسط الأزمة الاقتصادية في البلاد والغلاء العام في الأسواق.

ويقول هؤلاء إنهم يبذلون كل ما يستطيعون للمحافظة على مستقبلهم العلمي، إلا أن الأمور غالباً تخرج عن سيطرتهم. 

“غيابات وإيقاف”

وقالت جميلة الحبال (45عاماً)، وهي موظفة في شؤون الطلاب بجامعة حماة، إن الإقبال “شديد” على إيقاف التسجيل الجامعي هذا العام، بالإضافة إلى غيابات متكررة من الطلاب، حتى في جلسات المحاضرات العملية.

وأضافت “الحبال” أن بعض الطلاب يعملون في مكتبات الجامعات وكافيتريات الجامعات أو في المحال التجارية لتأمين مصاريف معيشتهم ودراستهم.

واضطرت سلوى ربيعة (20عاماً)،وهي طالبة في كلية الآداب بجامعة البعث في مدينة حمص، لإيقاف دراستها لمدة سنة  في الجامعة، بسبب “ظروف مادية صعبة.”

وقالت لنورث برس: “أجور السفر من حماة إلى حمص يومياً ومصاريف الجامعة مكلفة جداً، أحتاج لأكثر من ألف ليرة لأجور المواصلات فقط، عدا عن ثمن الكتب والمحاضرات.”

وتأمل “ربيعة” العودة لجامعتها السنة المقبلة، “وأن تتحسن الظروف المعيشية قليلاً ويصبح بالإمكان تحمل هذه المصاريف.”

“عمل بعد الدوام”

وقال كمال الرفاعي (22 عاماً)، وهو طالب في كلية طب الأسنان بجامعة حماة، إن الدراسة بفرع طب الأسنان أصبحت مكلفة للغاية.

وأضاف: “في السنوات السابقة كانت الجامعة تزودنا ببعض مستلزمات التدريب العملي، لكن ذلك توقف بعد انتشار كورونا، وأصبحنا نقوم بشراء مستلزمات حشوات الأسنان وأدوية التخدير على حسابنا الخاص.”

وترتبط أسعار معظم تلك المواد بسعر صرف الدولار الأميركي، وهو ما يجعل أثمانها باهظة بالنسبة للطلاب.

ويعمل “الرفاعي” بعد انتهاء دوامه في الكلية بمكتبة ليقوم بتأمين جزء من مصاريف دراسته التي يأمل ألا يضطر لإيقافها.

وقال خالد الشبلي (33عاماً)، الذي يعمل في مكتبة لبيع القرطاسية والمحاضرات بكلية الطب البيطري في حماة، إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المحاضرات والكتب هو ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي.”

 وأضاف: “قبل كورونا كان سعر علبة الورق الأبيض 4500 ليرة بينما تُباع الآن بثمانية آلاف، وارتفعت تكلفة طباعة الورقة الواحدة من عشر ليرات إلى 35 ليرة سورية.”

“فروع مكلفة”

وتتزايد الضغوط أكثر على طلاب فروع دراسية تحتاج لشراء مستلزمات للجانب العملي لدراستهم، مثل طب الأسنان والهندسة المعمارية.

ويتمنى غالب شعيرة (19 عاماً)، وهو طالب في كلية الهندسة المعمارية في السلمية، لو أنه لم يسجل في فرع الهندسة المعمارية ذي المصاريف الكثيرة.

والتحق “شعيرة” العام الفائت بكلية العمارة بسبب حبه للرسم والتصميم، لكنه لم يستطع شراء كمبيوتر محمول، “بالرغم من أنني في أمس الحاجة إليه، فسعر جهاز بمواصفات جيدة يتجاوز مليوني ليرة سورية.”

وتبلغ تكلفة طباعة المشروع الواحد لطلاب الهندسة المعمارية 50 ألف ليرة، وقد تكلّف بعض المشاريع الضخمة 100 ألف ليرة سورية، بحسب طلاب هندسة معمارية.

هذا بالإضافة لأثمان المجسمات الخشبية والفلين والأقلام الخطاطة والأقلام الملونة والمراسم والكثير من المواد التي ترهق الطالب وتدفعه للبحث عن عمل.

وقال “شعيرة” إن الأساتذة لا يهتمون لظروف الطلاب الاقتصادية والصعوبات التي يمرون بها، ما أجبره على العمل في الفوتوشوب والتصميم الإعلاني ليستطيع تأمين بعض مصاريفه.

وأضاف: “إن بقيت الظروف بهذا السوء سأترك الجامعة وأسافر خارج البلاد.”

إعداد: علا محمد – تحرير: حكيم أحمد