شوارع تفتقد للإنارة في السويداء وسكان يتهمون المجالس الحكومية بالفساد

السويداء – نورث برس

تفتقد الشوارع الرئيسة وساحات مدن وبلدات محافظة السويداء، جنوبي سوريا، للإنارة الليلية، وتسبب ازدياد المساحات غير المنارة خلال العامين الماضيين بوقوع حوادث مرورية وسط اتهامات السكان للجهات الحكومية بإهمال التأثيث المدني للمرافق العامة.

وقال سكان من مدينة السويداء إن مشكلة انعدام الإنارة الليلية في الشوارع والساحات قديمة، لكن رقعة الطرقات غير المنارة توسعت بشكل كبير بسبب انتهاء صلاحية المصابيح الكهربائية على الأعمدة، بالإضافة إلى احتراقها جراء الظروف الجوية من أمطار غزيرة ودرجات حرارة مرتفعة.

حوادث متكررة

وقال محمود أبو اسماعيل ( 45عاماً)، وهو من سكان الحي الغربي في مدينة السويداء، إن طريق الكورنيش الغربي شهد عدة حوادث بسبب انعدام الإنارة الليلية في الأعمدة المنصوبة على طول الطريق.

وشهد الكورنيش الغربي، الذي يعتبر من أهم الطرق الرئيسة في المدينة بطول يصل إلى 1800 م، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت سقوط رجل ستيني ليلاً  داخل حفرة كانت قد شغلت من قبل مؤسسة الكهرباء في إصلاح أحد الكابلات الأرضية المتعطلة، ما تسبب له بجروح في الرأس.

وفي شهر حزيران/ يونيو من العام الماضي، سقط شاب داخل غرفة تفتيش للصرف الصحي في منتصف الطريق لم تكن مغلقة بالغطاء المعدني المخصص  لها عقب إجراء صيانة من قبل عمال بلدية السويداء، وقد تعرض الشاب آنذاك لكسور متعددة في جسده.

“محسوبيات”

وقال رأفت الشعار (40 عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء ويعيش في حي يطل منزله على الطريق المحوري (طريق رئيس يشطر مدينة السويداء إلى قسمين شرقي وغربي)، إن الإنارة الليلية للطرقات والساحات في مدينة السويداء تخضع أيضاً “للمحسوبيات”.

وأضاف أن المسؤولين لن يهتموا “ما دامت الإضاءة الليلية للطرقات متوفرة دائماً أمام منزل محافظ السويداء والذي يقع على طريق قنوات في الحي الشمالي للمدينة وأمام منزل رئيس مجلس المدينة والمسؤولين الحكوميين.”

وشهد الطريق المحوري كطريق الكورنيش الغربي العديد من حوادث السير، كان آخرها حادثة دهس لرجل على الطريق المحوري لم يستطع السائق مشاهدته وهو يعبر الشارع المظلم، ما تسبب بفقدانه لحياته.

وقال “الشعار” إن مسؤولي مجلس مدينة السويداء يعللون المشكلة بأن مصابيح الإنارة تحتاج إلى صيانة وأن الإمكانات المادية المتوفرة لديهم لا تسمح بإجراء صيانة دورية.

وعبّر عن استيائه لوجود مصابيح على الأعمدة على طول الطريق المحوري دون إشغالها،  “كم هو معيب أن ترى جزءاً كبيراً من الشارع الرئيسي لمدينة السويداء يغرق في ظلام دامس ينشر الكآبة والحزن.”

“إرادة غائبة”

لكن سعيد أبو زور (48عاماً)، وهو مهندس كهرباء في السويداء قال إن المصابيح الكهربائية الليلية والمتعلقة بإنارة الطرقات تحتاج لاستبدالها بمصابيح LED الاقتصادية والتي تعمل بغاز الصوديوم عوضاً عن المصابيح الكهربائية المتوهجة.

وأشار المهندس إلى مصابيح “النيون” باتت قديمة وأعطالها متكررة وتتسبب بخسائر كبيرة في المال العام وتستهلك طاقة كهربائية كبيرة.

وذكر أن مصابيح LED علقت على بعض أعمدة الطرقات في مدينة السويداء عام 2008 القديمة كتجربة أولى، ” لكن لم تستكمل لأسباب مجهولة.”

ورأى المهندس أنه لا يمكن تطبيق الأنظمة الذكية للإنارة الحديثة في سوريا، “لأنها تحتاج إلى إرادة حكومية مسؤولة وحوكمة رشيدة، وواقع الحال المتأزم لدينا من فساد ومحسوبيات وسرقات وهدر طالت المال العام على مدى خمسة عقود خلت يحول دون تطبيقها.”

وتعتمد الأنظمة الذكية للإنارة الحديثة والتي باتت تنتشر على نطاق واسع في العالم  على وضع كاميرات أو أجهزة استشعار على العواميد المرتبطة مع بعضها البعض، بحيث عند التقاط أحد المارة بواسطة كاميرا أو جهاز استشعار تنقل إشارة إلى مصابيح الشوارع المجاورة لتنير بغرض خلق دائرة آمنة من الضوء للمارة.

مجالس صورية

ووصف زين العواد (50عاماً)، وهو اسم مستعار لعضو مجلس مدينة السويداء طلب عدم نشر اسمه، واقع الإنارة الطرقية في مدينة السويداء بـ”السيء”.

وأشار إلى أن المجالس المحلية للبلديات تعاني من “شح شديد للسيولة المالية الآتية من دمشق ناهيك عن خلل حقيقي ومزمن في تشكيل المجالس المحلية وانتخاباتها الصورية.”

وبالرغم من أن الطاقات البديلة للتيار الكهربائي متوفرة لإنارة الطرقات العامة وعلى رأسها  الطاقة الشمسية، “لكنها  تحتاج إلى دعم حكومي واستثمار حقيقي”، بحسب “العواد”.

 ويعتقد “العواد” أن “اللامركزية الإدارية في سوريا ضمن إطار سوريا الموحدة هي من تعطي لأصحاب المناطق والأطراف في البلاد ديناميكية صوغ مشاريع محلية خدمية ملائمة للاحتياجات بعيداً عن تسلط وفساد المركز.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد