قائد مجلس دير الزور العسكري: سنهاجم القوات الإيرانية التي تجري تغييراً ديمغرافياً إن سمح لنا

دير الزور – روج موسى/جيندار عبدالقادر –  NPA
كشف قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل المعروف بـ"أبو خولة", عن تغيير ديمغرافية مدينة دير الزور والبلدات المحيطة بنسبة /50/بالمئة، بسبب ممارسات ما أسماها بـ"المليشيات الشيعية"، معتبراً بأن من حقه المشروع الهجوم على تلك القوات للعودة لمنزله في الطرف الآخر من نهر الفرات.
وكان قد تشكل المجلس العسكري لدير الزور في بدايات 2017 حين أعلن في شباط/ فبراير من ذاك العام عن بدء معركته الرئيسية للسيطرة على الريف الشرقي لدير الزور، وانتهت ببلدة الباغوز التي سيطر عليها في آخر مرحلة من عاصفة الجزيرة؛ ليبسط سيطرته اليوم على/16/ ألف كم2 من مساحة دير الزور التي يقطنها فيها ما يقارب مليون ونصف المليون نسمة بينهم أكثر من /300/ ألف نازح.
ويعتبر أبو خولة أحد قيادي فصائل المعارضة المسلحة في المنطقة الشرقية منذ بداية الأزمة السورية في آذار/مارس2011، لحين ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" وتهجيره من المنطقة لتركيا.
وجاءت تصريحات أبو خولة في لقاء خاص (سينشر على قسمين) مع "نورث برس" التي التقت به في بلدة الصور بريف دير الزور الشرقي بأحد مقراته ذات الحراسة المشددة؛ لحمايته من عمليات الاغتيال التي تستهدف المنطقة من قبل خلايا التنظيم.
تشيّع الدير
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية في الجزء الغربي من دير الزور عمليات تشيع للمنطقة، ما تسبب بإدراجه من قبل منظمات حقوقية ضمن عمليات التغيير الديمغرافي، وتتلقى قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني اللتان تدعمان الحكومة السورية اتهامات عديدة بقيامها بتشجيع عمليات التشيع لإكثار منتسبي الطائفة الشيعية في المنطقة المعروفة بكثرة السنة فيها.
وصنف أبو خولة عمليات التشيع بالموضوع "السياسي"، موضحاً بأن القوات الإيرانية الموجودة في سوريا والشرق الأوسط هي "وجه آخر لداعش، والفرق بينهما، التنظيم كان سنياً متشدداً والمليشيات الإيرانية شيعية متشددة".
وشبه القيادي العسكري، التغيير الديمغرافي الذي اتهم القوات الإيرانية بتنفيذه بعمليات تغيير ديمغرافي آخر تجري من قبل الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة في عفرين بريف حلب الشمالي، مشيراً إلى أنه يتم "تهجير وقتل المدنيين إلى جانب تغير أسماء جوامع السُنة بأسماء شيعية وبناء مراكز دينية لهم".
ووصف أبو خولة الأهالي الذين قرروا البقاء في منازلهم في مناطق سيطرة الحكومة السورية بـ"المغلوبين على أمرهم، للمحافظة على أراضيهم"، منوهاً لوجود عمليات تغيير ديمغرافية تصل لخمسين بالمئة، والمتمثلة ببناء مراقد ومراكز شيعية قائلاً "أنا من أبناء الدير ولم أسمع بهذه الجوامع والأبنية إلا بعد دخول المليشيات الإيرانية إليها".
وأشار في سياق حديثه عن عمليات التشيع، إلى إنه هناك مئات الآلاف من المدنيين المهجرين لمناطق سيطرة قواته في الجزء الشرقي من دير الزور، وخصص القول بأنهم يقصدون بخطابهم "المليشيات العراقية والإيرانية التي تقتل الشعب السوري وليس الشيعة كمذهب ديني".
وفي إطار إجابته على سؤال مدى جدية نواياهم بالهجوم على قوات الحكومة السورية والحرس الثوري في حال طلب التحالف الدولي منهم ذلك، قال بأنهم لا يمتلكون مشاريع لذلك حالياً، مصنفاً القوات الحكومية والإيرانية كقوات "احتلال لأراضيهم"، محتفظاً بالحق المشروع الذي قال بأنه "الهجوم على المليشيات والعودة لمنازلنا".
تهريب  للنفط
وتكثر عمليات تهريب النفط بين ضفتي الفرات بدير الزور بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، في ظل توارد أنباء عن وجود تنسيق مباشر بين قياديين من مجلس دير الزور العسكري والقوات الإيرانية.
وكان التحالف الدولي قد أضاف عملية استهداف العبارات المائية, التي كانت تقل النفط من بلدة الشحيل إلى مناطق بلدة بقرص في مناطق سيطرة الحكومة في إيار/مايو الماضي, إلى سجل استهدافه لعمليات تجارة النفط، التي تجري عبر وسطاء محليين ومجموعة من التجار بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة السورية.
وأكد أبو خولة عدم قدرتهم على ضبط عمليات التهريب الموجودة في حوض نهر الفرات بسبب وعورة الطرق ووجود غابات على الضفتين، واصفاً عمليات التهريب التي تجري بـ"الصغيرة".
وربط القيادي الاتهامات التي وجهت له بخصوص تهريب النفط بالخلافات العشائرية، رافضاَ الخوض في تفاصيلها، إلى جانب قوله بأن الاتهامات تأتي من الرفض السياسي لقوات سوريا الديمقراطية من قبل بعض الجهات.
ونفى وجود قوات تابعة لمجلسه على خط الفرات قائلاً "قوات الدفاع الذاتي التابعة للإدارة الذاتية هي من تحمي خط الفرات والحدود العراقية، بينما قواتنا تحمي الخطوط الخلفية وتساعد على ضبط الوضع الأمني".
من يستهدف أمن الدير؟
وفيما يخص الوضع الأمني السيء الذي تعيشه مناطق دير الزور، يقول القائد العسكري "داعش لديه خلايا أمنية قوية، وتساعده الطبقة الشعبية والمتشددة والمتعاطفة معه والتي توجد بأعداد قليلة".
وتشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي مخاطراً أمنية كبيرة، تتمثل بنشاط خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" والتي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين؛ الأمر الذي يخلف آثاراً اقتصادية واجتماعية كبيرة، من ضعف عملية إعادة تأهيل الريف وتسهيل دخول المنظمات الإنسانية الدولية للمنطقة.
واتهم القائد العام للمجلس العسكري لدير الزور كلاً من الحكومة السورية والتركية والقوات الإيرانية وفصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بزعزعة الأمن في مناطق سيطرتهم، معززاً اتهامه بوثائق يمتلكها، تكشف قيام خلايا تابعة لهيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة المسلحة بتنفيذ بعض التفجيرات في الريف الشرقي لدير الزور.
وأضاف بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" بات "شماعة" لجميع القوى العسكرية؛ بتبني التنظيم التفجيرات وعمليات الاغتيال التي تنفذه الأطراف الأخرى؛ لكونه يعتبر كل العمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية مشجعة لخلاياه.
وأشار إلى التدابير الأمنية التي تتخذها قواته قائلاً بأنه يمتلك جهازاً استخباراتياً قوياً لمتابعة الخلايا، وتحريك القوات الخاصة لتنفيذ عمليات يومية ضد تلك الخلايا، لافتاً إلى أنهم يقيمون ندوات وحوارات مع الأهالي والمعتقلين السابقين لتوعيتهم بمخاطر التنظيم وخلاياه.

*الجزء الثاني من لقاء قائد مجلس دير الزور العسكري أبو خولة سينشر يوم غد