فحم الزيتون.. إنتاج مشروع صغير في الرقة يلقى استحساناً من سكان ونازحين

الرقة – نورث برس

يقوم أحد سكان الرقة، شمالي سوريا، بطرح منتجه الجديد من فحم الزيتون المصنوع من مخلفات عصر الثمار، وذلك بعد أن حصل على مساعدة من منظمة دعمت عدداً من المشاريع الصغيرة والمتوسطة خلال الأشهر الماضية.

ونال المشروع استحسان سكان ونازحين كانوا يبحثون عن بدائل للمحروقات بسبب نقص توفرها أحياناً وتدني جودتها في أوقات أخرى.

“أول من نوعه”

وقال صالح الهادي (40 عاماً)، وهو من سكان حي المشلب في الجهة الشرقية لمدينة الرقة، إنه اختار البدء بالمشروع بعد أن رآه في مناطق سورية أخرى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف لنورث برس أنه يقوم بصناعة فحم الزيتون عن طريق ضغط مخلفات الزيتون بعد عصره بآلة خاصة تضغطها على شكل قوالب متماسكة.

وتحتاج القوالب حتى تصبح صالحة للإشعال إلى تعريضها لأشعة الشمس ليومين أو أكثر.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت منظمة شباب أوكسجين عن فتحها الباب لتسجيل طلبات لدعم مشاريع جديدة وريادية، متوسطة وصغيرة، شرط أن يكون لها جدوى اقتصادية.

وبعد تقدم “الهادي” بطلب لدعم مشروعه، قدمت له المنظمة آلة مكبس للفحم ومولدة تعمل على الديزل لتشغيلها.”

وأشار “الهادي” إلى أن مشروعه هو الأول من نوعه في مدينة الرقة، وكان الإقبال على شراء الفحم قليلاً بسبب حداثة المنتج في الأسواق.

دخل موسمي

إلا أن غلاء مادة المازوت في الآونة الأخيرة مقارنة بأسعار الفحم دفع الكثيرين الى التوجه لاستعماله بغرض التدفئة وأغراض أخرى.

ومنتصف الشهر الفائت، كانت الإدارة العامة للمحروقات في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد قررت زيادة كميات مادة المازوت المخصصة لكل من الرقة ودير الزور بعد نقص توفرها.

ويضطر بعض السكان إلى شراء مادة مازوت التدفئة من السوق السوداء بسعر وصل هذا العام إلى 500 ليرة سورية للتر الواحد.

وقال صاحب مشروع فحم الزيتون إن الإقبال يزداد بعد تجربة السكان للمادة، وخاصة النازحون الذين يستخدمون مدافئ الحطب.

ويشتري “الهادي” مخلفات الزيتون من المعاصر بسعر 40 ألف ليرة سورية للطن الواحد، ليبيع الطن الواحد من الفحم بـ 90 ألف ليرة سورية.

وينتج المكبس يومياً ما يزيد عن طن ونصف الطن من فحم الزيتون، وهو ما يوفر دخلاً لعائلة “الهادي” طيلة توفر مخلفات عصر الزيتون.

استعمالات متعددة

وقال عيدان العبو (٤٢ عاماً)، وهو نازح من بلدة الميادين بريف دير الزور يقيم ضمن مخيم عشوائي في منطقة سهلة البنات شمال الرقة، إنه اكتفى بداية الأمر بشراء ٥٠ كغ من هذا الفحم لتجربته.

وأضاف أنه تحقق من جودته، “وتكفي قطعتان من الفحم لإشعال المدفأة طيلة الليل، كما أنه لا يتسبب بأي روائح كريهة، لذلك قدمت اليوم لشراء كمية أكبر.”

ويلجأ “العبو” إلى شراء فحم الزيتون وسط ارتفاع سعر مادة مازوت التدفئة ونقص توفره وتدني جودته، “أكثر أنواع المازوت الموجودة في السوق تصدر أدخنة وروائح كريهة.”

ولا يكتفي النازح باستعمال الفحم لغرض التدفئة، بل تتعدد استعمالاته في المخيم لتسخين المياه أو طهي الطعام.

بينما قال أحمد مسلم (52 عاماً)، وهو من سكان حي المختلطة في الرقة، إنه يشتري فحم الزيتون لاستخدامه في صناعة خبز التنور المنزلي.

وأضاف: ” كان تجميع الحطب في مساحات ضيقة داخل المنازل صعباً، لذلك توجهت لشراء هذا الفحم فهو لا يشغل مساحة واسعة ويمكن ترتيبه، كما أن رائحته زكية ولا تغير طعم الخبز.”

إعداد: أحمد الحسن- تحرير: حكيم أحمد