ارتفاع اسعار الخضار يوجه أنظار مزارعين في منبج نحو البيوت البلاستيكية

منبج – نورث برس

يتوجه مزارعون في مدينة منبج، شمالي سوريا، إلى مشاريع لزراعة الخضار في البيوت البلاستيكية، وذلك بعد الغلاء الذي اجتاح الأسواق عدة مرات مؤخراً، كان آخرها بسبب إضافة تكاليف إضافية للشحن بعد رفع الحكومة السورية تسعيرات المحروقات.

تجارب نجحت

ودفع ارتفاع أسعار الخضار في منبج، علي الوردي (38 عاماً)، وهو مزارع بريف المدينة الشرقي، للتفكير في مشروع بيت بلاستيكي على مساحة دونم ونصف من أرضه.

ونجح المزارع في تجربة أولى لزراعة الخيار “بنسبة كبيرة”، ليبدأ بعدها بزراعة الخس.

ويأمل في تحقيق ربح من مشروعه، إلى جانب توفير إنتاج محلي بأسعار منافسة للخضار الواردة من مناطق أخرى.

وقال “الوردي”، لنورث برس، إنه الآن بصدد زراعة أصناف أخرى كالباذنجان والكوسا والفاصولياء.

وانتقد المزارع مؤسسة الزراعة في منبج لعدم تقديمها أي “دعم فعلي” لمزارعي البيوت البلاستيكية، رغم أن فوائد زراعتها تعم المجتمع وتخفف عبء الغلاء على السكان.

وتبلغ تكلفة تشييد البيت البلاستيكي (قياس 10× 4 أمتار) قرابة 400 دولار أميركي، أي ما يعادل عشرة دولارات للمتر المربع، “وهذا مبلغ مرتفع بالنسبة لمزارع مبتدئ لا يعرف نسبة النجاح ولا يضمنها.”

كما ويحتاج مزارع البيوت البلاستيكية لشبكة ري بالتنقيط، لتوفير كميات المياه وتكاليفها مقارنة مع الري التقليدي.

إمكانات شحيحة

ويرى مزارعو بيوت بلاستيكية بريف منبج إن مؤسسة الزراعة في مدينة منبج قادرة على  تقديم الدعم لهم عن طريق إعارة بيوت بلاستيكية للمزارعين، ومساعدتهم في تامين البذور والأسمدة اللازمة بأسعار مناسبة.

 إلى جانب حاجة المزارعين لمادة المازوت التي يستخدمونها لتشغيل المولدات لسقاية مزروعاتهم في ظل انقطاعات غير منتظمة في التيار الكهربائي.

 وزرع “الوردي” بعض خضاره بطريقة “الأنفاق”، وهي طريقة شبيهة بالبيت البلاستيكي من حيث التغطية بالنايلون، لكنه استعاض عن قضبان الحديد بخراطيم بلاستيكية لتجنب التكاليف الباهظة.

إلا أنه يشتكي الآن من صعوبة الاعتناء بالخضار المزروعة، مع حاجته لرفع الغطاء في كل عملية تنظيف أو تعشيب للشتل أو إضافة أسمدة، على عكس البيت البلاستيكي الذي تكون العناية بالمزروعات داخله “مريحة.”

وقال عبود الأسمر  (28 عاماً)، وهو بائع خضار في مدينة منبج، إن السبب الرئيس لغلاء الخضار هو تكاليف الشحن التي تضاف على أسعار البضائع قبل عرضها في الأسواق.

ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من البندورة من النوع الجيد في منبج 1300 ليرة سورية، وتباع البطاطا بـ 500 ليرة للكيلوغرام الواحد، بينما وصل سعر الخيار إلى 800 ليرة سورية.

ويعتقد “الأسمر” أن الأسعار ستنخفض نسبياً إذا ما تم توفير إنتاج محلي في الأسواق.

دعم وتراخيص

وفي العام 2019، بلغت احصائية الاراضي المزروعة بطريقة البيوت البلاستيكية 60 هكتاراً، بحسب مؤسسة الزراعة.

وقال محمد العلي، وهو نائب الرئاسة المشتركة لمؤسسة الزراعة في منبج، إنهم بصدد فتح باب الترخيص للبيوت البلاستيكية، وإنهم سيقدمون 15 لتراً من مادة المازوت شهرياً لكل دونم من مساحتها بعد الانتهاء من التسجيل وإحصاء المساحات.

 وستؤمّن المؤسسة هذا العام السماد بأسعار أقل من الأسواق، إذ سيباع الكيس الواحد من سماد يوريا (50 كغ  بـ 17 دولاراً ونصف الدولار، في حين سيباع كيس سماد الفوسفات بـ20 دولاراً، بحسب “العلي”.

ويستطيع المزارعون شراء البذور اللازمة من الصيدلية الزراعية التابعة للجنة الاقتصاد في مدينة منبج بأسعار مناسبة، بحسب مؤسسة الزراعة في منبج.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد