نقص الرعاية الطبية لمصابين بأمراض تنفسية في مخيمات نازحي عفرين
ريف حلب الشمالي – نورث برس
تتفاقم ظروف صحية لأطفال ومرضى يعانون من أمراض تنفسية بين نازحي منطقة عفرين في مخيمات ريف حلب الشمالي، شمالي سوريا، وسط انتشار الأوحال بين الخيام وتسرب المياه إلى داخلها.
وتقتصر الرعاية الطبية التي تقدمها منظمة الهلال الأحمر الكردي على خدمات إسعافية محدودة نتيجة شح الإمكانات في ظل غياب جهود عملية للمنظمات الدولية في هذه المخيمات.
أدوية غير متوفرة
وقالت سلمى شيخ حبيب (32 عاماً)، وهي أم لخمسة أطفال، إنها لم تتمكن من الحصول على أصناف أدوية يحتاجها أطفالها الذين يعانون من “التهاب القصبات.”
وأضافت: “أخذت طفلتي الرضيعة إلى نقطة للهلال الاحمر الكردي هنا، إلا أن جميع الأدوية التي نحتاجها غير متوفرة، فأضطر لشراء بعضها من الصيدليات بأسعار غالية.”
ويضطر الأطفال حتى في أوقات البرد للخروج من الخيام للذهاب للحمامات أو للعب أثناء النهار، ما يتسبب بإصابتهم بنزلات البرد، وتزداد حالتهم سوءاً إذا كانوا يعانون سابقاً من أمراض الربو والحساسية.
وتشير “شيخ حبيب” إلى الأحوال المعيشية للنازحين الذين خرجوا من عفرين ولا يمتلكون دخلاً ثابتاً يلبي احتياجات عائلاتهم.
ولم تقم أي منظمة إغاثية هذا العام بتقديم مستلزمات منزلية شتوية يحتاجها نازحو عفرين في المخيمات كألبسة الأطفال والأغطية.
وكانت العملية العسكرية التركية برفقة فصائل المعارضة المسلحة في العام 2018 قد تسببت بتهجير أكثر من 300 ألف شخص من منطقة عفرين إلى ريف حلب الشمالي، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين
ولجأ قسم من مهجري عفرين للسكن في مخيمات العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا بريف حلب الشمالي، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.
حالات خاصة
وقالت فضيلة بريمو (47 عاماً)، التي تعاني من الربو، إنها تحتاج “لجرعات رذاذ” مرتين يومياً، وإن حالتها تزداد سوءاً مع نوبات الربو الحادة خلال الشتاء.
وتضيف المرأة أن حالتها لم تكن بهذا السوء حين كانت في منزلها قبل النزوح، إذ كانت حالتها تتأزم في موسمي الربيع والخريف فقط.
وتعيش المرأة مع زوجها الذي أقعده الشلل وطفلها الوحيد البالغ من العمر عشرة أعوام.
تقول إنها واجبات الاهتمام بزوجها وطفلها ترهقها ولا أحد يساعدها، وإنها تشعر بالضيق فتخرج من الخيمة، ما يعرضها للرياح الباردة التي تزيد من حالتها سوءاً.
وفي آب/أغسطس الماضي، حذر فرع عفرين للهلال الأحمر الكردي ومنظمة حقوق الإنسان في عفرين من وقوع كارثة إنسانية في حال تفشّي فيروس كورونا المستجد بمناطق ريف حلب الشمالي، حيث “تفتقر المنطقة لأدنى شروط الرعاية الصحية ومقومات الحياة.”
نزلات برد
ومن جهتها، قالت عليا محمد، الرئيسة المشاركة لمنظمة الهلال الأحمر الكردي فرع عفرين، إن نقاط الهلال الأحمر الكردي سجلت 9.700 حالة لنزلات البرد خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، وكانت غالبيتها لأطفال ونساء يعانون من الربو والأنفلونزا الموسمية والتهاب القصبات.
وتكتفي سبع نقاط إسعافية للهلال الأحمر الكردي في مناطق ريف حلب الشمالي ومخيمات مهجري عفرين بتقديم الإسعافات الأولية فقط .
وتفتقر هذه النقاط للأدوية والكوادر الطبية المختصة، ويتم تحويل المشتبهين بإصابتهم بكورونا إلى مشفى “أفرين” في ناحية فافين.
تقول “محمد” أن الدعم المقدم للنازحين يقتصر على الإدارة الذاتية ومنظمات محلية، إذ لا تتوفر إمكانية تأمين معظم أصناف الأدوية التي يحتاجها نازحون من عفرين.