محمد حسن –NPA
قالت لمى الأتاسي، المعارِضة السورية البارزة ، إن “هناك مؤشرات كثيرة لإعادة تأهيل النظام السوري وتدجين المعارضة”، وإنها مع إدارة لامركزية لكل سوريا وليس لمنطقة بعينها، في إشارة إلى مشروع مجلس سوريا الديمقراطية في الشمال السوري، كما اتهمت الإدارة الذاتية بالتقوقع القومي.
كلام الأتاسي جاء في حوار خاص مع “نورث برس” حول مستقبل الأزمة في سوريا، حيث أوضحت “لا أحد يستطيع أن يقول إلى أين تسير الأزمة السورية، هناك تكهنات فقط لكن لم يحسم الأمر بعد”.
وترى السياسية السورية أن مباحثات آستانا “تمشي بما يناسب النظام والكثير من الدول العربية وروسيا، وهذا سيأخذنا إلى حالات مشابهة لما حدث في بعض دول أوروبا الشرقية وبعض دول الربيع العربي التي أعادت إنتاج أنظمتها السابقة مع تغيير طفيف”.
اللامركزية
وتتوزع على الجغرافيا السورية حالياً العديد من أشكال الإدارة والحكم، سواء في مناطق الحكومة السورية أو المعارضة أو مناطق الإدارة الذاتية، وتقول الأتاسي إنها مع إدارة لامركزية لكل سوريا وليس لمنطقة بعينها, في إشارة لمشروع مجلس سوريا الديمقراطية في الشمال السوري.
وتضيف: “كنت غير موافقة على انزواء المكون الكردي، فرغم أن أحزاب وشخصيات كردية سورية كانت شمعات مضيئة في تاريخ التمرد على ظلم النظام، لكن الإدارة الذاتية لم تُقم أحزاب معارضة حقيقية بمعنى الرافضة للبعث بعمق”.
وترى الأتاسي أن مشروع الإدارة الذاتية “ضعيف” وأنها”لم يقنع أحداً خارج المنطقة” وتتهم الأتاسي الإدارة الذاتية بأنها “محصورة بالتقوقع القومي”.
وتقول: “حزب الاتحاد الديمقراطي لم يكن معارضاً بل كان جزءاً من هيئة التنسيق التي لم تكن متمردة على النظام، أي خارج رحم الثورة وحتى هذه انسلخ عنها ولم يقبل بالثورة السورية”.
وتفيد أنها ترى الوضع “غير صادق وغير منسجم”، وتضيف: “الإدارة الذاتية كانت أقرب للنظام من المعارضة وهنا المشكلة”.
نضوج
وعن تجربتها في العمل السياسي تقول الأتاسي “لازالت مقتنعة بالعمل الثوري السياسي لكني نضجت وأصبحت أناضل بأسلوب مختلف”.
وخلال السنوات الثماني الماضية، أثرت الحرب الدائرة في سوريا على جميع مناحي الحياة، ولاسيما على الصعيد الاجتماعي، وحول ذلك تقول الأتاسي” هذا يتطلب برنامج إصلاح اقتصادي واجتماعي ضمن خطة سياسية تأخذ بعين الاعتبار التنوع والتعددية واحترام الخصوصيات وإصلاح المجتمع وعلمنته”.
وتلفت إلى أن الشرخ الاجتماعي كان موجوداً قبل “الثورة” نتيجة تراكم تاريخي “ولابدّ أولاً الاعتراف به لمعالجته”.
وترى الأتاسي أن مشاركة المرأة السورية في الحياة السياسية ضعيفة لأسباب اجتماعية وليس فقط قانونية “فكل قوانين العالم لا تغير طبيعة المجتمع الذكوري، كما أن المرأة ليست صورة للتصدير الخارجي.”
وتضيف ” تجربة الإدارة الذاتية رائدة في موضوع المرأة، لكن المجتمع السوري لم يثق بتلك التجربة كون القيادات تضع نفسها في عداء مع الكثيرين نتيجة خياراتها سياسية”.