أطباء يحمّلون الحكومة السورية مسؤولية واقع صحي “مرعب”

دمشق – نورث برس

حمّل أطباء في دمشق والسويداء، جنوبي البلاد، الحكومة السورية مسؤولية الواقع الصحي “المرعب” في البلاد مع ازدياد تفشي جائحة كورونا، وسط تراخي الإجراءات الاحترازية وعدم الاكتراث بالتدهور المعيشي الذي ساعد في ازدحام السكان على طوابير.

ويرى الأطباء المتابعون لانتشار الفيروس إن الأرقام المعلنة أقل من الحقيقية بكثير، وإن السوريين بلا معين في ظل عدم الاكتراث الحكومي وضعف التعاون مع منظمة الصحة العالمية.

وفي الثاني والعشرين من آذار/مارس عام 2020، سُجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سوريا في لشخص قادم من الخارج، بينما تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.

وفي نهاية العام 2020، بلغت حصيلة الإصابات المُسجَّلة من قبل وزارة الصحة السورية في مناطق سيطرة الحكومة 11.434 حالة إصابة مؤكدة، بينها 5.350 حالة شفاء و711 حالة وفاة.

“انتشار مرعب”

وقال الدكتور عدنان مقلد، وهو رئيس مجلس إدارة جمعية “شفاء” التي تعنى بمرضى السرطان في السويداء، إن انتشار كورونا “أصبح مرعباً”، وإن الأعداد المصرح بها “يمكن ضربها بعشرة أضعاف لتقترب من الحقيقية.”

 وعلل الطبيب ذلك بأن العدد الأكبر من المصابين يبقون في المنازل، بسبب الشائعات المنتشرة حول المرض وعلاجاته.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قد حذّر نهاية العام 2020، من تزايد إصابات كورونا في سوريا.

 وشدد المسؤول الأممي في إفادته عبر دائرة تلفزيونية خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الأوضاع في سوريا على أنه “من المستحيل تقييم مدى تفشي الفيروس.”

وأضاف أن “عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المبلَغ عنها في المدارس زادَ لأكثر من ثلاثة أضعاف خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر.”

“طوابير مزدحمة”

ويعتقد الدكتور أكرم أبو عمر، الأخصائي في التشخيص المخبري، أن الفترة الحالية تشهد تراخياً ملحوظاً فيما يخص الإجراءات الاحترازية التي شددت الحكومة عليها في بدايات ظهور الإصابات داخل البلاد في آذار/مارس من العام الفائت.

“أبو عمر” حمّل الحكومة مسؤولية كبيرة “بسبب التراخي في إجراءات الوقاية، والسماح بفتح المدارس.

وأشار إلى ازدياد الأوضاع المعيشية سوءاً، ما أجبر السوريين على قضاء أوقات طويلة في الطوابير دون أي إجراءات وقائية.

وتعاني مناطق سيطرة الحكومة منذ أشهر أزمات معيشية ونقصاً في توفر المواد الأساسية كالخبز ووقود التدفئة والبنزين التي طال الغلاء أسعارها الرسمية.

وبحسب تقارير أممية، فإن سوريا معرضة بشكل كبير لتفشي الجائحة في ظل الدمار الذي أصاب المنظومة الصحية بعد عقد من الحرب، فضلاً عن الملايين الذين باتوا معرضين للإصابة بالعدوى بسبب الفقر أو التشريد.

وعي مع الموت

لكن الدكتور نجيب المقت، المقيم في منطقة صلخد بريف السويداء، يرى أن “الإصابات على مستوى المنطقة حالياً في هدوء نسبي متقدم نحو السلامة، وأعداد الإصابات في تناقص.”

وقال “المقت” إن “الناس بدؤوا بالالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد، بعد أن شاهدوا الموت بالقرب منهم.”

وكانت مديرية التربية في السويداء قد أغلقت نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مدرسة للتعليم الثانوي في صلخد بعد تسجيل عدد من الإصابات المثبتة بين الطلاب والكادر التدريسي بفيروس كورونا.

وشدد الدكتور عاصم قبطان، وهو أستاذ الجراحة في كلية الطب البشري بجامعة دمشق، على ضرورة الوقاية وتطبيق النصائح الطبية.

 وينصح “قبطان” بممارسة الرياضة بما يتناسب مع العمر، وتجنب المخرشات و على رأسها تعاطي التدخين والأركيلة والكحول.

“فشل عالمي”

أما الدكتور رشاد مراد، وهو أستاذ في جامعة دمشق، فاعتبر أن عدم التقييد بالشروط الصحية والتباعد الاجتماعي واستمرار السلوكيات الخاطئة كان لها تأثير كبير في تزايد الإصابات في سوريا.

وأشار إلى أن القطاع الطبي السوري، كان له نصيب كبير من الإصابات  لأن عناصره هم خط التماس الأول.

و أرجع “مراد”، وهو أيضا سفير المجلس العالمي لزراعة الأسنان في سوريا، سبب الإصابات بين الأطباء والممرضين لضعف وسائل الحماية والشروط غير الصارمة للتعامل مع المرضى، إلى جانب ضعف الإمكانات.

ويعتقد “مراد” أن دور منظمة الصحة  العالمية “كان ضعيفاً  والتعاون العالمي في مجال مكافحة الجائحة اتسم بالفشل الذريع.”

وقال إن العالم برمته يتخبط في مواجهة الوباء، “والأنظمة الصحية العالمية محل اختبار.”

وشدد على أن ” الإغلاق مع بداية انتشار الفيروس وتشديد الإجراءات الحدودية حالا دون تفشي المرض على نطاق واسع.”

ودعا إلى تنظيم “ندوة وطنية” على أعلى المستويات، يشترك فيها خبراء وقاية وأطباء.

 مع حجر منزلي لأعمار محددة لمدة شهرين “وذلك لوضع خطوات واضحة  للمرحلة الثانية .

إعداد: أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد