“هل بدأت الحرب؟”.. سكان قامشلي استيقظوا فجراً بسبب حفلة زفاف
قامشلي – نورث برس
تسبب الإطلاق العشوائي للرصاص والألعاب النارية، فجر الأربعاء، بحالة هلع وذعر شديدين بين سكان مدينة قامشلي شمال شرقي سوريا، لدرجة أن البعض راح يعتقد أن اشتباكات قد بدأت بين “الأسايش” وقوات حكومة دمشق.
واستفاق معظم السكان على أصواتٍ قوية هزت المدينة، ليعرفوا لاحقاً أن الموضوع يتعلق بحفلة زفافٍ لنجل إحدى أثرى عائلات المدينة.
وقال أحمد النايف (55 عاماً)، وهو صاحب محل بقالة في قامشلي، لنورث برس: “استيقظنا على تلك الأصوات، لدرجة أننا اعتقدنا أن هناك اشتباكات بين الأسايش والحكومة السورية.”
وتزامن ذلك مع ما تشهده المدينة الواقعة على الحدود السورية التركية، منذ أسبوع، توتراً أمنيّاً على خلفية اعتقالات متبادلة بين الأسايش وقوات حكومة دمشق.
وأضاف “النايف”: “خرجت إلى الشارع، لأتأكد من الوضع، لكنني لم أتمكن من تحديد مكان تلك الأصوات، وعلمت لاحقاً من الجيران أن هناك حفلة زفاف.”
وتساءل: “هل يتطلب الاحتفال بزفافك أن ترعب مدينة كاملة لتقول لهم ها أنا قد تزوجت؟ كلنا لدينا أولاد وأقمنا لهم حفلات زفاف ولم نفعل شيئاً كهذا.”
ويأتي ذلك في ظل قرارٍ للإدارة الذاتية منعت بموجبه التجمعات الكبرى وحفلات الزفاف ومراسم العزاء وغيرها كإجراءٍ احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا في المنطقة.
وقالت سمية خليل، (32 عاماً)، من سكان المدينة: “بدا أطفالي مذعورين لدى سماعهم تلك الأصوات القوية، وبدأوا يسألونني عما يحدث، لكن لم أكن أملك أدنى فكرة عما يجري.”
وأشارت إلى أنه من “الضروري قيام الأسايش بمهامها، ومحاسبة ممن تسببوا بخوف وذعر السكان، وخصوصاً النساء والأطفال.”
وأضافت: “للحظة ظننت أن الحرب قد بدأت في مدينتيا”، وحملت المسؤولين في الإدارة الذاتية وقواها الأمنية مسؤولية “سلوك مجموعة زعران لا يمكن ضبطهم.”
وذكرت “خليل” وهي متزوجة ولديها ثلاثة أولاد، أن “هذا عمل منافٍ للأخلاق العامة وخرق واضح لخصوصية الناس واحترام الأوقات.”
وتداول ناشطون أن قوات الأسايش، اعتقلت مجموعة شبان كانوا مسؤولين عن إطلاق الرصاص والألعاب النارية، دون تأكيد أو نفي من الجهات الرسمية حتى اللحظة.
وحاولت نورث برس التواصل مع مجموعة من المسؤولين الأمنيين في الإدارة الذاتية، للتعليق على الحادثة، لكنهم فضلوا عدم الرد.